بالصور في غزة .. الصليب يتحول لساحة حمراء

فلسطين اليوم

في لفتةٍ جميلةٍ تحول مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة إلى ساحةِ حمراء بعدما امتلأ بالورود التي ترمز للحنان والحب والود، مقدمة إلى أمهات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال « الإسرائيلي » بيومهن العالمي.

ففي هذا اليوم من كل عام تعود ذكريات الأمهات إلى هدايا ومفاجأة أبنائهن المقدمة لهن قبل أن تعتقلهم قوات الاحتلال « الإسرائيلي »، فمنهم من قدم لأمه الكيك كهدية رمزية، وآخرون سارعوا بتقديم « عُلب الحلويات » ومنهم من أخرجها في رحلة ترفيهية، ذكريات محفورة في أذهان الأمهات لا يمكن نسيانها.

 يوم الأم يذكرني بهدية محمد قبل 6 سنوات

على أريكة صغيرة داخل مقر اللجنة الدولية، تجلس أم الأسير محمد البسيوني تمسح دمعها لذكريات مضت، متمنية أن تعود قبل أن تصعد روحها الطاهرة إلى بارئها.

بيدها اليُمنى صورة نجلها وفي الأخرى تحمل وردة تعتبرها « وردة الحياة »، تعود ذاكرتها إلى ما قبل 6 أعوام حيث كان نجلها يسهر على راحتها ويحمل همها ويقدم لها العلاج ويبعث الفرحة والسرور داخل جدران المنزل، حيث قالت لمراسل « فلسطين اليوم »: « يوم الأم يذكرني بهدية محمد قبل 6 سنوات عندما فاجأني بتقديم »الكيك والعصير« كهدية لي في يومي العالمي رغم عدم إيمانه »بعيد الأم« معتبراً كل الأيام أعياد لأمه.

الدموع التي تذرف من عينيها لم تقف حائلاً أمام ابتسامتها التي قالت: »نجلي محمد ترك شيء جميل في حياتي فكل يوم أتذكر ابتسامته فهي طريقي نحو السعادة والفرحة والبسمة حيث كان « فاكهة المنزل ».

ورغم تقديم مجموعة من الشباب والفتية الورود لأم الأسير محمد البسيوني إلا أن المعاناة لم تغيب عن ذاكرتها داعية الله عز وجل أن يفاجئها بالإفراج عن نجلها وعن كافة الأسرى من سجون الاحتلال « الإسرائيلي » كي تعيش الأعياد والمناسبات كغيرها من أمهات العالم.

لا يمكن للورد أن يُدخل الفرحة والبسمة إلى قلوبنا بقدر ما تُسعدنا حرية أبنائنا من سجون الاحتلال

وعلى الجانب الأخر من الأريكة تجلس والدة الأسير مجدي ياسين تنظر في صورة نجلها كأنها ترى شفتيه تتحركاً وتبعثاً لها التهاني والتبريكات في يومها العالمي وتقول لها « كل عام وأنتي بخير يا أمي ».

أم مجدي تنظر يميناً ويساراً، فترى البسمة مرسومة على شفاه أمهات الأسرى عند تلقيهن الورود من المتضامنين معتبرة إياها فرحة منقوصة، قائلة لمراسلنا: « لا يمكن للورد أن يُدخل الفرحة والبسمة إلى قلوبنا بقدر ما تُسعدنا حرية أبنائنا من سجون الاحتلال »، متمنية ان تحتضن نجلها قبل الوداع الأخير.

ستذكر أم مجدي هدية نجلها قبل 9 سنوات من اعتقاله، حيث كانت هدية مجدي لأمه في يومها العالمي وهي عبارة عن قطعة من الكيك وملابس جميلة، قائلة: « نجلي لا يعترف بعيد الأم لكن حبه لي وعشقه بان يرى السعادة على وجه يقدم لي الهدايا الجملية، فأنا افتقدوه في هذا اليوم ».

الورد هو جزء من الحب والحنان لهذه الأم المثالية

فيما ترى المتضامنة أنسام أبو عودة التي توزع الورود على أمهات الأسرى في مقر الصليب الأحمر، أن الوردة عبارة عن لفتة جميلة لزرع الحب والود في قلوب أمهات الأسرى وهي رسالة للأمهات بأن اعتقال أبنائكم لن يحول أمام فرحتكم وسعادتكم.

وقالت أبو عودة لمراسلنا: « إن توزيع الورد هو جزء من الحب والحنان لهذه الأم المثالية التي تصبر على الجرح وتحتكم لأمر الله عز وجل ».

« يوم الأم » يعني الكثير للأم الفلسطينية

من جهتها قالت الأسير المحرر أم محمود الزق: « إن »يوم الأم« يعني الكثير للأم الفلسطينية فهو عيد كل يوم وليس يوماً واحداً كما يحتفل به الغرب ».

وأكدت أم محمود لمراسلنا أن الأم تشعر بفخر كبير حينما يقدم لها الورد والهدايا الجميلة تكريماً لتضحياتها الكبيرة، داعية أمهات الأحرار في العالم أن يتذكروا الأمهات الفلسطينييات اللواتي يحلمن بعودة أبنائهم من سجون الاحتلال« .

وطالبت أم محمود جميع المهتمين بقضايا الأسرى إلى ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسيرات اللواتي يعشن ظروفاً قاسية في المعتقلات دون أدنى رعاية من السجان »الإسرائيلي« .

عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية يتراوح لـ70 أسيرة بينهم أسيرتين من غزة

فيما أكد ياسر صالح رئيس مؤسسة مهجة القدس للأسرى والشهداء، أن عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية يتراوح عددهن إلى 70 أسيرة بينهم أسيرتين من قطاع غزة وهن »الأسيرة سناء الحافي والأسيرة نسرين أبو كميل« .

وأوضح صالح لمراسلنا  بان الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الأسيرات في سجني »هاشارون والدامون« وهي عبارة عن سجون ضيقة لا تتسع لأعداد الأسيرات المعتقلات واللواتي يتعرض للتضييق من قبل السجان »الإسرائيلي".