بالصور أم الشهيد فنونة: « رسالة حبيبي الغائب هي هديتي »

الساعة 06:22 ص|21 مارس 2016

فلسطين اليوم

« كان محمود الأقرب من كل أبنائي، اذا تعبت يشعر في، وإذا فرحت يكون سبب فرحتي، دون ان اتحدث كان يفهمني ويحس في ويظهر مشاعره لي أكثر من إخوته » قالت والدة الشهيد محمود أبو فنونة من مدينة الخليل تصفه من بين أبنائها التسعة، ولم يكن ما قالته مبالغه، فهو كان متعلقاً بوالدته كثيراً وهو ما كان واضحاً من متابعة منشوراته على صفحته على الفيس والتي في معظمها يتحدث فيها عن والدته.

وكانت آخر كلماته رسالة لها يدعو لها فيها بحياه أفضل « إن شاء الله أيامك أحلى من أيامي يا أمي »، كتب على ورقة تركها لها قبل استشهاده.

استشهد محمود 20 عاما، يوم الجمعة الفائت بالقرب من مجمع مستوطنة غوش عتصيون المقامة شمال مدينته الخليل، بعد إطلاق النار عليه وإعدامه من قبل جنود الإحتلال بعد محاولته تنفيذه عملية طعن هناك.

واليوم، في يوم الأم، تقضي والدته وشقيقاته الثلاث اللواتي اعتدن تقبيل يده احتراما وحبا له، كلما عاد إلى البيت بعد يوم عمل، هذا اليوم في بيت عزائه وعرس استشهاده كما قالت الأم:« كان يقول لي منذ بداية الإنتفاضة أنا رح أتزوج قبل أخوتي، كنت لا أفهم ما الذي يعنيه وأقول له »لن تتزوج إلا بعد أخوتك « أحمد ومحارب » وهم أكبر منه سنا« .

وتتابع الوالدة: » في كل يوم عيد أم كان محمود يفاجئني بهداياه وينظم لي حفله في البيت وكان دائما يقول لي « يجعل يومي يا أمي قبل يومك ».

الوالد رغم كل الحسرة التي بدت في صوتها وهي بالكاد تخرج الكلمة من فمها، قالت أن الشهادة كانت خيار محمود، فقد تأثر بأحداث إنتفاضة القدس التي أندلعت في أكتوبر الفائت كثيرا وكان دائم الحديث عن الشهداء والجرحى، وكان يشارك في كل مسيرات تشييع الشهداء ويضل يدعو أن يكون أحداهم، واليوم كما قالت والدته، حقق له الله ما تمنى، وتابعت:« الحمد لله على هذا الشرف أنا أدعو الله أن يتقبله شهيدا كما تمنى وأراد ».

وأن كانت الانتفاضة من الأمور التي أثرت على شخصية محمود في الأشهر الأخيرة، إلا أن حياه المعاناة التي عاشها وأشقائه ألتسعه بإعتقال والدهم « القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الخليل » محمد أبو فنونه« بشكل مستمر كان له تأثيره الكبير عليه وعلى باقي أشقائه.

تقول الوالد: » أعتقل زوجي سبعه مرات، بمجموع حوالي عشر سنوات، ولا يزال معتقلا حتى الآن، حيث أعاد الاحتلال إعتقاله في 22 أكتوبر الفائت إداريا، وفي كل مرة كان يعتقل فيها كان جيش الإحتلال يداهم البيت وينكل بنا جميعا« .

محمود كان قد زاره والده قبل شهر فقط، حيث صدر له تصريح لأول مرة لزيارته، ودعه خلال الزيارة وفور تلقيه الخبر في سجنه شكر ساجدا لله على هذا الشرف بإن أبنه شهيدا، تقول والدة محمود أنه حين أتصل زوجها بها بدت معنوياته عالية جدا وأخبرها إن الأسرى في القسم لديه بكوا عند سماعهم خبر استشهاد محمود فطلب منهم عدم البكاء وقال لهم » أبني مش أحسن من الشباب اللي استشهدت".

ومحمود الذي ولد في حزيران من العام 1995، هو الأبن الثالث للعائلة المكونة من سته أبناء وثلاث شقيقات، وكان يعمل فرانا في فرن قريب من البيت.



فنونة4

ام فنونة 3

ام الشهيد فنونة1

ام الشهيد فنونة

كلمات دلالية