خبر بعد فشل 'الحب' و'رأس السنة'.. هل تنقذ 'الأم' اسواق غزة ؟

الساعة 12:20 م|20 مارس 2016

فلسطين اليوم

تُحاول المحال التجارية في قطاع غزة أن تبحث عن طوق نجاة يخرجها من كابوس الركود والكساد الاقتصادي « غير المسبوق »، ويتفنن أصحاب المحلات باستغلال المناسبات العامة لتقديم أفضل العروض والحملات لتنشيط محلاتهم، وجذب اكبر عدد من المشترين.

مناسبة « عيد الأم » يعتبرها أصحاب المحال التجارية محاولة جديدة لتنشيط مبيعاتهم بعد معاناتهم من قلة المشترين وضعف القوة الشرائية، حيث يقدم السوق الغزي على مختلف أصنافه مئات العروض والحملات لـ« ست الحبايب » لإغراء المواطنين بالشراء.

ولم تقتصر محلات الهدايا على تقديم العروض وحدها في « عيد الأم » بل نافسها في الموسم محلات الحلويات، والمطاعم، والإكسسوارات المنزلية، والموبيليات، والأدوات الالكترونية، والملابس، وحتى محلات بيع السيراميك.

اصحاب محال تجارية: نستغل المواسم لتقديم العروض لتنشيط الحركة الشرائية داخل محلاتنا

وتَعُجُ صفحات « الفيس بوك » بالإعلانات الممولة التي تقدمُ عروضاً ضخمة لصالح هدايا « ست الحبايب »، وهو الموسم الذي قد يفصله أربعة شهور عن الموسم الذي يليه وهو عيد الفطر السعيد.

إحدى محال بيع الهدايا في قطاع غزة، قدمت إحدى عروضها للمواطنين في غزة تحت شعار: « هديتك لست الحبايب معنا غير ».

يقول القائم على الحملة لـ« فلسطين اليوم »: تقدمنا بعروض عديدة منذ أسبوع، في محاولةٍ منا لإنعاش محلاتنا، مضيفاً « الأسواق كارثية وتعاني الانهيار بشكل كامل ».

وتابع: نبيع في أوقات المواسم والتخفيضات أكثر مما نبيعه خلال عام كامل وهي تعتبر فرص للمحال التي تتعرض للخسارة بشكلٍ يومي، وعلى الرغم من البيع في المواسم إلا أن ليس البيع المطلوب مقارنة بتكلفة البضائع والعمال والإيجارات.

ويقول صاحب محل لبيع الأدوات الالكترونية: نستغل فرصة المواسم لترويج بضائعنا في ظل الركود الاقتصادي الذي يعاني منه السوق في غزة، مضيفا « حاجة التجار وأصحاب المحلات إلى السيولة تدفعهم إلى تخفيض أسعار السلع، مشيراً إلى أن حجم المبيعات الكبير يعوض هامش الربح لأصحاب المحلات.

وأوضح أن العديد من المحلات التجارية أغلقت أبوابها على وقع التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه القطاع.

ويقول تاجر آخر: العروض والتخفيضات تنشط السوق الغزية وتصبُ في صالح البائع والمشتري، من ناحية ان التاجر والبائع يتخلصون من بضائعهم المكدسة في المخازن ويحصلون على الربح، ويحصل المشترين على بضائع رخيصة وجيدة ومنوعة.

ويتهم مواطنين في قطاع غزة بعض الحملات والعروض أنها مجر شاخصة خاطئة تستدرج المواطن إلى طريق خاطئ، وأن معظمها »فخ« لا يخرج منه المواطن على الأغلب إلا وقد »تعور« جيبه.

احد المواطنين، يقول: نتفاجأ عند استفسارنا عن العروض أنها مخادعة، ومنمقة بالألفاظ، فمثلاً إحدى المحال التجارية تعرض تخفيض على سلع بنسبة 14% ونتفاجأ ان سعرها ثابت على ما قبل التخفيض.

وأضاف: كثيراً من العروض ما تخدعنا خاصة في الأغذية التي توشك على انتهاء الصلاحية، والأدوات الالكترونية التي لا يتغير سعرها رغم الإعلان عن تخفيض أسعارها.

الخبير والمحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع  أكد ان السوق الغزي يعاني أوضاعا اقتصادية مخيفة، نتيجة ضعف القدرة الشرائية.

وأوضح الاقتصادي الطباع لـ »فلسطين اليوم" ان العروض والحملات احد مظاهر الركود والكساد في السوق الغزية، مشيراً إلى ان سبب الركود يعود للحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة منذ 10 أعوام، وبسبب الحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع والتي أدت لخسائر اقتصادية كبيرة في البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني.

الطباع: الاسواق الغزية تعاني من ركود مخيف

وأشار الطباع إلى أن نسبة البطالة وصلت في قطاع غزة لـ 41%، بينما وصلت نسبة الفقر المدقع في صفوف المواطنين ما نسبته 65%.

وارجع كثرة العروض والحملات في السوق الغزية إلى أسبابٍ عدة أبرزها تنشيط الحركة الشرائية في المحلات، وان جزءاً كبيراً من المواد الغذائية مرتبط ترويجها بتواريخ الصلاحية، والتخلص من البضائع الموسمية كالملابس الشتوية.