خبر « نزيف الروح والجسد ».. وتستمر التضحيات الجسام.. بقلم/ طارق عز الدين

الساعة 07:12 م|18 مارس 2016

بقلم : الأسير المحرر والمبعد طارق عزالدين

ويستمر العطاء للأسرى داخل سجون الاحتلال، ويستمر نهج الاجرام بحق من غابوا عنا بأجسادهم، وهم حاضرون بعطائهم , فتارة من اعمارهم المسلوبة رغم عنها داخل قبور الاحياء , وتارة بهدم بيوتهم التي تؤوي عوائلهم , وتارة باعتقال احبابهم والزج بهم داخل باستيلات الاحتلال الصهيوني. فمسلسل الدم لا ينتهي, وحجم الاجرام ما زال متواصلا ومتصاعدا وبوتيرة اشرس واعنف, فكلما زاد الصمت المخزي من قبل هذا العالم الظالم تصاعدت وتيرة الاجرام الصهيوني شراسة بحق ابناء شعبنا بكافة اطيافه.

فالحلقة الاعنف والاشرس التي تستهدف الاسرى داخل سجون الاحتلال من عزل وتنكيل وحرمان من الدواء والزج بهم خلف القضبان دون مبرر ولا مسوغ اخلاقي ولا قانوني, يصل الاجرام الصهيوني اليوم الى عوائلهم وتنال اليوم من فلذة كبد ونجل احد هؤلاء الاسرى الذين قدموا وما زالوا ينثرون اعمارهم في سماء هذا الوطن, ليأتي هذا المحتل المجرم, وينثر دماء ابنائهم في ارض الوطن الحبيب, بين ازهار اللوز والربيع, وتطير أرواحهم عاليا لتنير سماء القدس الحزينة, التي تركت تنزف ظلم وجور المحتل, الا من هذا الشعب المعطاء الذي لا يكل ولا يمل من عطائه الذي لا ينضب ابدا .

 فالأسير القيادي في حركة الجهاد الربانية محمد ابو فنونة , والذي ما يلبث يتنسم الحرية الا ويعود مرة اخرى يفارق عائلته على ايدي هذا المحتل المجرم الذي لا يعرف سوى لغة القتل والتدمير والهدم والابعاد والاعتقال .

فروح محمود محمد ابو فنونة تعانق سماء الوطن وتلوح من عليائها, لوالده هناك في سجون الاحتلال مودعا والده ولسان حاله يقول له , يا والدي ان اليد الغادرة التي سرقتك منا سنوات طوال, هي نفس اليد الغادرة الغاشمة التي سرقت روحي منك يا اغلى الناس.

محمد ابن الواحد وعشرون ربيعا, لم يعش في حضن والده ثلث عمره الذي لم تلين عزيمته يوما, والذي ما زال يدفع من عمره وصحته, متنقلا بين سجون الاحتلال ومستشفياته الاجرامية, والتي اثقلت جسده بالأمراض الفتاكة دون تقديم ادنى متطلبات العلاج له.

فهذا الاجرام الممنهج, لم يسلم منهم لا الشجر ولا الحجر والا البشر, بل واصبح القتل والاعدام عادة يستمرئها الاحتلال على مرئي ومسمع من عالم الظلم والجور, ان لم يكن بموافقة ومباركة من منه, فصمته الرهيب وتحيزه المجحف لصالح الجلاد المجرم يجعله شريكا مباشرا بالجريمة.

فما زلنا نشاهد يوميا عمليات الاعدام اليومية وعلى الهواء مباشرة وهذه المكينة الدموية الصهيونية تفتك بشبابنا وبناتنا وتروي بدمائهم ثرى هذا الوطن الحبيب . ففي حضرة الشهداء والاسرى ماذا عسانا نقول, فلم يبقى للكلام ولا للمنطق مكان امام هذا العطاء.

الذي كان وما زال وسيبقى جدارا فولاذيا في وجه مخططات الاحتلال واجرامه, الذي لم يترك وسيلة اجرامية إلا واستخدمها بحق من هم اروع وابهى وانقى هذا الشعب, ألا وهم الشهداء والاسرى.