خبر موت إمبراطور الاغتيالات في « إسرائيل »

الساعة 08:28 ص|18 مارس 2016

فلسطين اليوم

أعلن الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس وفاة أكثر الإسرائيليين « شراهة » في قتل الفلسطينيين، ومن أعاد نهج الاغتيالات الخارجية خلال رئاسته لجهاز الموساد في سنوات الألفين.

وكان تلفزيون الاحتلال « الإسرائيلي » يصف رئيس جهاز مخابراتها الأسبق، مئير دغان (71 عاما)، قبل 11 عاما بأنه يملك « شراهة القتل ».

منذ بلوغه عامه الـ 18، في العام 1963، انضم دغان الى جيش الاحتلال، في اطار الخدمة الالزامية، وبقي يخدم لاحقا في الجيش النظامي، حتى خروجه للتقاعد في العام 1995، برتبة لواء.

وفي العام 1996 استدعاه رئيس وزراء الاحتلال في حينه شمعون بيرس، ليعمل نائبا لرئيس ما يسمى « طاقم مكافحة الارهاب »، وفي العام 1999، بات رئيسا للطاقم، وغادر المنصب بعد عام، ليقود في العام 2001، طاقم الانتخابات للمرشح لرئاسة الحكومة في حينه أريئيل شارون، الذي فاز، وتولى رئاسة وزراء الاحتلال حتى سقوطه في غيبوبة نهاية العام 2005.

في العام 2002، اختار شارون دغان ليتولى رئاسة جهاز المخابرات الخارجية « الموساد »، وبقي في هذا المنصب مع التمديد حتى العام 2011.

ورغم توليه المنصب لتسع سنوات، ويعد من أكثر من بقي في هذا المنصب، غادر المنصب على مضض، إذ رغب بتمديد اضافي، بيد أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض التمديد له، بسبب الخلاف الذي نشب بينهما، إذ أن دغان كان يعارض شن حرب على إيران، تحت غطاء مشروعها النووي، وهذا الخلاف أبرزه دغان لاحقا في سلسلة من الندوات والخطابات، التي حذر فيها مرارا من خطورة نتنياهو في آليات اتخاذ القرار.

كما برز دغان في السنوات الخمس الأخيرة من الشخصيات الأكثر ندِّية لنتنياهو؛ ولفترة ما أيضا لوزير الحرب إيهود باراك، واتهمهما مرارا بالمغامرة في اتخاذ القرار، وعدم التفاتهما الى تقييمات المستوى العسكري.

وقبيل انتخابات 2013 البرلمانية، ظهر اسم دغان، كمن ينوي خوض السياسية، إلا أنه تراجع عن الانخراط في أحد الأحزاب.

ولم يكن صدفة أن يختار الجزار الدموي أريئيل شارون، مئي ردغان ليتولى رئاسة جهاز الموساد، فهو دموي لا أقل، وهذا ما أكده تحقيق تلفزيوني « إسرائيلي »، بثته القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي في النصف الثاني من شهر تموز (يوليو) العام 2005، وكان العنوان الأبرز لذلك التحقيق، أن لمئير دغان « شراهة القتل »، وانه حاد في التعامل مع زملائه.

وقال التقرير انه في خلال عام ونصف العام ترك جهاز الموساد حوالي 200 موظف، من بينهم موظفون كبار ومسؤولو اقسام، وأن الجهاز في تاريخه لم يشهد هذا الكم الكبير من الاستقالات وترك العمل، وكل هذا، برأي معدي التقرير، بسبب تصرفات دغان وتعامله مع المسؤولين.

وحسب الشهادات، فإنه في اليوم الأول الذي تسلم فيه دغان منصبه طلب قوائم لأشخاص بالإمكان اغتيالهم « في كل بقعة على وجه الكرة الارضية »، وبشكل خاص مسؤولين في حركات حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله اللبناني.

وقال موظفون، إن دغان جاء إلى « الموساد » ليقتل، ومن بين الذين وافقوا على هذه الصيغة، رئيس الموساد الاسبق شبتاي شفيط، الذي انتقد في حديثه للبرنامج تعيين دغان، وقال انه أوصى بشخص آخر من داخل الجهاز لتعيينه، لكن رئيس حكومة الاحتلال اريئيل شارون أصر على تعيين صديقه وابن حزبه، مئير دغان، وأن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تعيين رئيس للموساد على أساس حزبي.

وقال معدو التحقيق انه في سنوات التسعين الأولى لم يقتل جهاز الموساد اي ناشط فلسطيني وعربي في الخارج، ولكن في عهد دغان جرت عدة محاولات قتل، وألمحوا الى عملية اغتيال المسؤول في حركة حماس، الشيخ خليل الذي اغتالته « اسرائيل » في شهر أيار (مايو) العام 2005، في العاصمة السورية دمشق، ونذكر انه خلال تولي دغان مهامه تم اغتيال جهاد جبريل نجل قائد الجبهة الشعبية القيادة العامة لتحرير فلسطين في بيروت، وغيرها من الجرائم.

وعدد التقرير عدة حالات ظهرت فيها شبهة بأن دغان اصدر اوامر بقتل أسرى فلسطينيين لحظة اعتقالهم، وخاصة عملية جرت على الحدود مع لبنان خلال فترة احتلال جنوب لبنان، وحين كان دغان قائدا في جيش الاحتلال، وقال أحد العملاء اللبنانيين الذين خدموا في جيش لبنان الجنوبي العميل، انه حين اعتقل مقاتلين فلسطينيين، اتصل به دغان وقال له « لماذا تريد ان تسمح لهم بالهرب، امنعهم من الهرب، هم هربوا اليس كذلك »، وكان المقصود أن اقتلهم وادعي انهم حاولوا الهرب، وقد نفى دغان هذه الرواية في رد ارسله الى البرنامج.

كذلك جاء في التقرير التلفزيوني ان دغان ومن اجل ينفذ مخططاته، جند عملاء خارجيين بكثرة، حتى ان عددهم في العالم ارتفع بثلاثة اضعاف، وهذا ما زاد من غضب المسؤولين في الجهاز، بدعوى انه لم يهتم بنوعية العملاء ومدى الحاجة اليهم، ومقدرتهم على تقديم المعلومات.