خبر واشنطن تشكك بالتزام اسرائيل بحل الدولتين وتندد بمصادرتها 2342 دونماً في أريحا

الساعة 09:21 م|16 مارس 2016

فلسطين اليوم

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الثلاثاء، أن حكومته على علم بقرار إسرائيل مصادرة 2342 دونماً شرق مدينة أريحا وأنها تعرب عن بالغ قلقها بصدد هذا الإعلان وتندد به كون ذلك يهدد مستقبل حل الدولتين.

وقال كيربي، خلال مؤتمره الصحفي اليومي « نحن على علم بهذا القرار الذي يأتي بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة الإسرائيلية مصادرة أراض أخرى واسعة، وتصنيفها كأراض حكومية بغية توسيع الاستيطان. لقد أعربنا دوما عن موقفنا المندد بسياسة الاستيطان ».

وأضاف كيربي « هذا القرار من وجهة نظرنا ما هو إلا الخطوة الأخيرة في سلسلة إجراءات مصادرة الأراضي (الفلسطينية) وتوسيع الاستيطان، وتشريع البؤر الاستيطانية بما يقوض فرص حل الدولتين، أننا نعارض بشدة هذه الخطوات التي تعزز الاستيطان ، وتثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل على المدى الطويل وبالتالي فإننا ندعو الطرفين على اتخاذ خطوات ملموسة تثبت التزامهما الأصيل والقوي بحل الدولتين، وان هذا النوع من الإجراءات (الإسرائيلية) يخالف هذا المبدأ ».

ورفض كيربي التعليق على سؤال حول ما إذا كان ذلك يشكل صفعة لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان في زيارة لتل أبيب ورام الله عندما أخذت إسرائيل قرارها الأخير، مما يعيد السيناريو الذي حصل عام 2009 عندما صادرت حكومة نتنياهو أراض واسعة أثناء زيارة بايدن أيضاً، وهو ما اعتبر في حينها رداً على مساعي بايدن في بداية دورة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأولى لدفع إسرائيل على وقف الاستيطان. واكتفى كيربي مكتفياً بالقول أنه لا يريد أن يتكهن حول دوافع توقيت الإعلان.

وبخصوص موقف الولايات المتحدة من تصريح صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال بان الطرف الفلسطيني سيتوجه إلى مجلس الأمن الدولي (في الأمم المتحدة) لاتخاذ قرارات دولية تدين وتوقف الاستيطان، وما إذا كانت واشنطن على استعداد لاتخاذ موقف ينسجم مع الموقف العالمي، وفرص عدم استخدام حقها في النقض (فيتو) كما في كل مرة، أصر كيربي على ضرورة امتناع إسرائيل على مصادرة أراضي الضفة الغربية وتقويض فرص السلام ومطالبته الطرفين بالابتعاد عن اتخاذ الخطوات التي تهدد ذلك.

وحين طلب من كيربي الاشارة الى مرة واحدة استجابت فيها اسرائيل خلال السنوات السبع الماضية (منذ بداية رئاسة اوباما) للمطالبة الأميركية بوقف الاستيطان فان كيربي لم يتمكن من ذلك واكتفى بتكرار الموقف الأميركي المطالب بوقف الاستيطان وحل سلمي يقوم على أساس حل الدولتين.

ورفض كيربي الرد على سؤال يخص استعداد الولايات المتحدة لربط المساعدات الأميركية العسكرية لإسرائيل بوقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين، واكتفى بالقول ان مصادرة الأراضي الفلسطينية « تضفي شكوكاً كبيرة على التزام إسرائيل بحل الدولتين على المدى الطويل ».

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت الثلاثاء عن مصادرة أكثر من 2342 دونم من الأرضي في منطقة مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة واعتبرتها « أراضي دولة » تمهيدا لتسليمها للمستوطنين.

وفي شأن متصل أعرب قادة فلسطينيون عن أملهم بإعطاء دفعة جديدة للسلام الثلاثاء، وذلك في محادثات مع المبعوث الفرنسي بيير فيمون، الرجل الذي عينته فرنسا لتولي مهمة بذل الجهود لعقد مؤتمر سلام دولي بحلول الصيف.

وقال عريقات إن « الأفكار الفرنسية جاءت في الوقت المناسب، الأفكار الفرنسية واقعية وهي الشيء الوحيد المطروح، وأولئك الذين يهمهم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عليهم إعطاء الدعم الكامل للأفكار الفرنسية ».

وكانت فرنسا قد أطلقت جهودا في وقت سابق من هذا الشهر تهدف إلى استضافة مؤتمر دولي لإحياء محادثات السلام.

وتعهد وزير الخارجية آنذاك، لورين فابيوس، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فشل المحادثات، ولكن خليفته في هذا المنصب، جان مارك آيرولت، قال في الأسبوع الماضي بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون فوريا.

ومن المتوقع أن يتم عقد المؤتمر في شهر حزيران أو تموز على الرغم من شكاوى إسرائيلية بأن محادثات السلام يجب أن تكون على شكل محادثات مباشرة.