خبر الأزمة المالية تهدد الإعلام اللبناني.. شبح الإقفال يطارد “النهار” و”السفير”

الساعة 07:33 م|16 مارس 2016

فلسطين اليوم

تواجه أعرق الصحف اللبنانية أزمة مالية حادة بسبب نقص التمويل والموارد، قد تدفع ببعضها إلى وقف نشر الطبعة الورقية والانتقال إلى جريدة إلكترونية في المستقبل القريب.

يعاني الإعلاميون في هذه الجرائد من تأخير في دفع الرواتب وعمليات تصريف جماعية، دون ضمان حقوق الموظفين في غياب دور فاعل للحكومة ونقابة المحررين.

مر على تأسيس جريدة اللواء اللبنانية أكثر من ستة عقود، وهي اليوم تكافح من أجل استمرار النشر وتسعى لخفض عدد الموظفين في مسعى لسد العجز وتقليص النفقات.

وقال رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام « هذه الأزمة بدأت وهي تتفاقم بسبب غياب دعم الدولة لقطاع الإعلام وبسبب تراجع الموارد بالاشتراكات والإعلانات وتراجع الاهتمام العربي بالإعلام اللبناني.. كل الصحف لديها طبعة إلكترونية ومواقع إلكترونية لكن التركيز حاليا يتركز بإمكانية استمرار الطبعة الورقية من عدمها ».

أزمة مالية لم يسبق لها مثيل قد تدفع بأعرق الصحف اللبنانية كالنهار والسفير واللواء إلى الإقفال أو وقف النشر والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية.

باشرت معظم الصحف اليومية منذ أكثر من عام في صرف عدد كبير من الموظفين، لكنها لم تنجح في تأمين موارد جديدة لمواجهة الأزمة المالية، كما أنها تواجه منافسة حادة من مواقع إخبارية إلكترونية وسط ازدياد الاهتمام بالطبعات الإلكترونية والأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأزمة المالية التي تعاني منها أغلبية الصحف اللبنانية تنسحب أيضا على مؤسسات إعلامية مرئية وإذاعية عجزت عن دفع رواتب موظفيها وضمان حقوقهم. ووسط انقسام في نقابة الصحافة وغياب دور نقابة المحريين، يخشى كثيرون ضياع حقوق الصحفيين.

ويبدو أن يوم 15 آذار 2016، تحوّل ليوم كارثي أسود، على الصحافة اللبنانية المكتوبة. البداية مع صحيفة “السفير” العريقة التي أرسلت كتاباً معمماً على موظفيها وصحافييها، تبلغهم فيه أنه “عشية العيد الثالث والأربعين لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي نواجه ظروفاً وتحديات صعبة”. هذه الجملة كانت تمهيداً للمفاجأة في المقطع التالي: “في مواجهة هذا الواقع الصعب نطرح الاحتمالات جميعا للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور… المرشح بأن يزداد صعوبة، في المرحلة المقبلة، كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الإدارة وفي انتظار تبلور القرار تستمر “السفير” بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها…”.

تمهيد صحيفة “السفير” لتحولها لموقع إلكتروني فقط، جاء بالتزامن مع كلام غير مؤكد يتردّد عن نيّة صحيفة “النهار” الأقدم في لبنان، التحوّل إلى صحيفة إلكترونية فقط، في وقت تتأخر المؤسسة للشهر السابع على التوالي عن دفع مستحقات موظفيها. ويتردّد أن هناك توجّهاً لصرف للموظفين في المؤسسة، مع دفع مستحقاتهم وتعويضاتهم.

أما صحيفة “اللواء” فأبلغت موظفيها، بمذكرة مطبوعة عن فتح باب الاستقالات، جاء فيها “عطفاً على إجراءات التقشف الأخيرة، وافساحاً للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم… تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية”.

تأتي كل هذه القرارات في وقت، تعاني أغلب وسائل الإعلام اللبنانية من أزمة اقتصادية خانقة، يدفع ثمنها الموظفون. فتأخرت رواتب موظفي مؤسسات “تيار المستقبل” الإعلامية (تلفزيون المستقبل/جريدة المستقبل/إذاعة الشرق/ وعدد من المواقع الإلكترونية) لأكثر من 8 أشهر، ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى اليوم، مع انعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية المأسوية لمئات العائلات اللبنانية التي تعمل في هذه المؤسسات الإعلامية، والتي لا تجد أي مصدر لرزقها.