خبر هل ستحقق زيارة وفد حماس للقاهرة آمال الغزيين ؟

الساعة 12:49 م|16 مارس 2016

فلسطين اليوم

أثارت زيارة وفد رفيع المستوى من قيادة حركة حماس من الداخل والخارجي، للعاصمة المصرية القاهرة للالتقاء بالمسؤولين المصريين بعد الاتهامات الكبيرة من قبل وزير الداخلية المصري للحركة في ضلوعها باغتيال النائب العام المصري، اهتمام الشارع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة المُحاصر، متمنين أن تتوج هذه الزيارة بالنجاح لإنقاذ القطاع، والملفات الفلسطينية الأخرى.

تأتي هذه الزيارة المفاجئة بعد قطيعة طويلة بين النظام المصري وحركة حماس، منذ عزل الرئيس المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في 3 يوليو 2013، وفي توقيت حساس ومعقد بالنسبة لحركة حماس بعد تصنيف جامعة الدول العربية لحزب الله بالمنظمة الإرهابية.

وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أنه الزيارة من حيث المبدأ وفي هذا التوقيت مهمة جداً، معرباً عن اعتقاده أن ذهاب وفد من حماس بهذا الحجم للقاهرة بعد تصريحات وزير الداخلية المصري الاخيرة باتهام حركة حماس بالضلوع في اغتيال النائب العام المصري جاء وهو مستعد لأن يقدّم ما يؤدي إلى تحسين العلاقة مع مصر.

واعتقد عوكل، أن الأمور أصبحت ناضجة تماماً، بعد أن أُقفلت كل الطرق أمام حركة حماس، وفشلت كل المبادرات لمعالجة الأزمات التي تعاني منها حركة حماس وقطاع غزة وحتى الوضع بشكل عام، بأنه لا يوجد مدخل لهذه الحلول سوى القاهرة.

وأوضح، أن زيارة الوفد أكبر من موضوع معبر رفح، لافتاً إلى أنه في حال تحسن العلاقات فستفتح ملفات أخرى من بينها معبر رفح والبضائع والعلاقة مع مصر، والمصالحة الفلسطينية وحتى العلاقات الفلسطينية مع المحيط العربي والاقليمي، حتى ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل مستقبلاً سيعود لمصر، لذلك فإن هذه الزيارة موضوعها ليس أمنياً فحسب.

وعن المطلوب من وفد حركة حماس في القاهرة، أعرب « عوكل » عن اعتقاده أن المطلوب من وفد حماس أن يبرر بالملوس أنها حركة وطنية فلسطينية خالصة ليس لها أجندات خارجية، وليست على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى أن مصر تعانى من إرهاب داخلي انعكس على أمنها القومي خاصة في سيناء، ومطلوب من حماس أن تساعد النظام المصري بما تمتلكه من معلومات عن جنوب سيناء والجماعات التي تقاتل الجيش المصري.

ورأى عوكل، أن حركة حماس ذاهبة في تجاه تحسين العلاقة مع مصر وتقديم ما يمكن أن يساعد على ذلك، لأن هذا هو المنطق السياسي الموضوعي والحسابات السياسية. إضافة إلى أن حركة حماس تخشى في حال استمر التوتر في علاقتها مع مصر أن تتجه الأمور إلى سحب القرار المتعلق بحزب الله على حركة حماس.

وعن الدور السعودي في تهيئة الأجواء لهذه الزيارة، أوضح « عوكل » أن القرار المصري ، هو قرار مصري بالدرجة الاولى، وأنه ربما تكون إشارات من السعودية أو بعض الأطراف الفلسطينية، لكن مصر في المحصلة لا يخضع قرارها لتدخلات ليست كبيرة وحاسمة. فالقرار قرار مصري.

وفي نفس السياق، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله أن هذه الزيارة هي محطة مفصلية إما للعناق أو الطلاق ولكن يتحدد ذلك وفقا للإجابات التي ستقدمها حركة حماس للقاهرة التي لم تتوقف عن كيل الاتهامات وتخوض صراعا مع حركة الإخوان المسلمين وتعتبر أن حركة حماس جزء منها حتى اللحظة وتعتبر تلك الأوساط أن هناك أدلة لدى مصر عن بعض الأشخاص الذين لا تعرف عنهم حركة حماس ولا قيادة كتائب القسام وفي تلك الإشارة التي تبرئ قيادة الحركة وكتائب القسام ما يخلق أجواء إيجابية في الحوار ولكن إذا ثبت ذلك كيف ستتعامل حركة حماس؟ هذا هو السؤال.

وقال عطالله :" من المبكر الحديث عن نتائج زيارة وفد حماس، لأن الصمت هو سيد الموقف حتى الآن وربما يأتي هذا بطلب مصري، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات بين حماس ومصر ربما هي الأكثر تعقيدا في تاريخ الحركة والتي تمتلك تجربة عسكرية كبيرة لكنها تفتقر لتجارب التفاوض.

وتمنى أن تنجح الزيارة ويعود الوفد الحمساوي حاملاً البشرى، لأن الشارع الغزي تواق لأي يسمع بشرى تحدث اختراقاً في ملف معبر رفح. موضحاً أن فتح المعبر مرتبط بنتائج اللقاء الهام والذي يصفه البعض بالمحطة التاريخية لحركة حماس والتي على أساسه ستحدد الحركة شكل العلاقة مع مصر، إما بالمصالحة وطي صفحة الخلاف وإما تسعيره إلى الحد الذي يمكن أن تذهب القاهرة بتحريض المحيط العربي لاعتبار حماس حركة إرهابية أسوة بحزب الله.

وأشار، إلى أن اتهامات كثيرة ساقها الإعلام المصري في السنوات الماضية ضد حركة حماس التي كانت تراقبها باندهاش ونفي كبيرين إلى أن وصل الأمر باتهامها بالمشاركة في اغتيال النائب العام وهو اتهام خطير وخصوصاً بعد ما حدث لحزب الله وقد قرأت الحركة ذلك بما يعنيه من تداعيات لتعجل في طلب الوصول للقاهرة لنقاش الأمر وتوضيح الموقف والاستماع للأدلة إن وجدت حسب مؤتمر وزير الداخلية المصري. وهل لدى مصر أدلة حقيقة ؟ وكيف ستتعامل بها حركة حماس؟، وهذه ستكون عقدة المفاوضات الدائرة. متمنياً أن تجيب حركة حماس ببراعة تمكنها من إثبات براءتها لأن في تلك البراءة ما يفك أسرنا ولكن ماذا لو لم تستطع الحركة تقديم إجابات مقنعة؟.

ولفت المحلل السياسي عطالله، أنه بكل الظروف لا أحد يعتقد أن هذا اللقاء قادر على حسم خلاف كبير بين حركة حماس والدولة المصرية وقد يستمع كل منهم للآخر ويحتاج إلى مشاورات.

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن زيارة وفد رفيع من حركة حماس في حد ذاته يحمل في طياته الأمل لكسر الجمود السائد منذ سنوات بين حماس ومصر. معرباً عن أمله أن تضع هذه الزيارة حداً للقطيعة التي كانت تسيطر على المشهد منذ فترة من الزمن.

وأوضح، أن ما يهم الشقيقة مصر، هو تأكيد حركة حماس على أنها حركة وطنية فلسطينية، وأن تكون عوناً لها وليست عدواً. مؤكداً على أن القيادة السياسية المصرية ترغب في جسر الهوة مع حماس.

ولفت إلى أن حركة حماس مطلوب منها أن تجيب على أسئلة معلقة، معرباً عن اعتقاده انه سيكون البحث في كل هذه التفاصيل وفتح صفحة جديدة، هي أن مصر دولة عربية مصر شقيقة وليست عدوة.

وأكد على أن الفلسطينيين بحاجة لمصر أكثر خاصة في ظل انسداد كل الافق أمام حركة حماس, خاصة وأن مصر هي البوابة الوحيدة على العالم الخارجي لقطاع غزة.