خبر الشهيد جابر .. أحد أفراد خلية « الموت السريع »

الساعة 11:03 ص|16 مارس 2016

فلسطين اليوم

هم الشهداء الكرام يرحلون دون أن يعلم الكثير خفايا سيرتهم العطرة؛ لأن جرأة فعلهم بيوم الاستشهاد لا تترك مجالاً للتفكير بسجلاتهم الخالدة التي خطّوها بجهادهم طوال فترة عملهم المقاوم، واليوم نقلب صفحات من سيرة أحد الشهداء الراحلين لنكشف شيئاً من فعاله، وغلظته على أعداء الله الصهاينة.

رحل بالأمس القريب الشهيد القسامي قاسم فريد عبد العزيز جابر (31 عاماً) من مدينة الخليل، أحد أفراد خلايا كتائب الشهيد عز الدين القسام التي تشكلت أواخر العام 2004م، وبقيت تعمل بصمت حتى اعتقال أفرادها في أوائل العام 2006م.

خلية الموت

الشهيد قاسم وعدد من إخوانه، هم أفراد خلية الموت السريع أو خلية (عتصيون) أو الخلية المجهولة كما أطلقت عليها أجهزة الاستخبارات الصهيونية، التي اعتبرت من أخطر مجموعات المقاومة جنوب الضفة أثناء انتفاضة الأقصى المباركة.

وقد أذاقت هذه الخلية الصهاينة المر والعلقم على مدار عامين كاملين، وعجز الاحتلال أمام عملياتها وأقر بالفشل الذريع في تتبعهم، وصعوبة ضرباتهم، وانتقاءهم لأهدافهم بدقة متناهية.

أما عن دور الشهيد قاسم جابر كأحد أفراد الخلية، فقد شارك شهيدنا وبشكل فعّال في عمليتين، إحداهما عملية البلدة القديمة (شارع البلدية) حيث اقترب المجاهدون من جنود الاحتلال هناك وعلى بعد أمتار قليلة هموا بإطلاق النار تجاه جنود الاحتلال إلا أن السلاح تعطل، فأطلق جنود الاحتلال النار عليهم وانسحبت المجموعة بسلام.

وفي العملية الثانية التي شارك بها الشهيد قاسم فقد أوكل إليه مهمة قيادة مركبة المجاهدين، حيث استقل المجاهدون سيارة على خط مغتصبة (كريات أربع) وتجاوز المجاهدون سيارة للمغتصبين وعندما هم أحدهم برشق المركبة الصهيونية بوابل من الرصاص تعطل السلاح الآلي وانسحبت المجموعة بسلام من المكان.

وبعد فترة من العمل في هذه المجموعة توقف عن العمل الميداني بسبب ظروف خاصة به، وكلف برصد تحركات العدو كون بيته ملاصقاً للمغتصبات الصهيونية بالخليل، وتوفير الدعم اللوجستي لأفراد الخلية أو ما يحتاجونه من معدات.

ومما يذكر للشهيد جابر أنه شارك بدورٍ فعال في عملية (جبل السنداس) التي قتل فيها مغتصب بعد إطلاق النار عليه من سيارة مسرعة، حيث رصد الشهيد جابر للمجاهدين منطقة الانسحاب لتفادي جنود الاحتلال، كما رصد للخلية نفسها ممر العبور والانسحاب في عملية (حجاي) التي استهدفت محطة حافلات للجنود الصهاينة، وقتل فيها اثنان من جنود الاحتلال.

رحلة اعتقال

اعتقل الشهيد جابر وأفراد الخلية القسامية بعد سنتين من المطاردة، وصدرت بحقه لائحة اتهام بالانتماء لحركة حماس، وحكم عليه ب 42 شهراً، وحوكم بقية إخوانه في الخلية بالمؤبدات، أما الشهيد جابر فخرج بعد فترةٍ وجيزة، لعدم ثبوت أي قضية عليه.

وتنقل الشهيد خلال سنوات سجنه بين معتقلات الاحتلال، وبعد خروجه من السجن افتتح محلات الشهيد للخضراوات والفواكه وكان يديرها بنفسه.

يوم الشهادة

من ذاق حلاوة الجهاد، يأبى أن يشتم رائحة الذل والخنوع، ففي صباح يوم الاثنين الموافق 14-03-2016م، خرج شهيدنا قاسم هو وأخوه الشهيد وأمير فؤاد الجنيدي، إلى حيث المكان الذي طالما رصده قاسم لأفراد خليته، مغتصبة ( كريات أربع ) لينفذا عملية بطولية، أصيب على إثرها عدد من الجنود الصهاينة.

وفي تفاصيل العملية ذكر إعلام العدو أن مركبة فلسطينية تقل فلسطينييْن أطلقت منها النار باتجاه حافلة صهيونية وحاولت دهس عدد من الجنود، واكتفى العدو باعترافه بإصابة جنديين، موضحاً أنه عثر بحوزتهما على مسدس وبندقية « كارلو »، حيث يعتقد الجيش أنهما حاولا القيام بعملية إطلاق نار نوعية .

ومع كل ذلك يرحل الشهداء ويكمل طريقهم من ينتظر الإشارة على ذات الطريق، ليمحوا بدمائهم الطاهرة دنس المحتل عن أرض المسرى، وينيروا لمن خلفهم طريق التحرير، رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جنانه.