خبر أهذه هي الدبلوماسية الاسرائيلية؟- هآرتس

الساعة 10:30 ص|16 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          وزيرة الخارجية الاندونيسية، ريتنو مرسودي، اضطرت الى أن تدشن أول أمس قنصلية الشرف الاندونيسية في فلسطين من عمان عاصمة الاردن بالذات، وليس في رام الله كما خططت. وسبب ذلك هو أن اسرائيل لم تسمح لطائرة سلاح الجو الاردني، التي كان يفترض بها أن تقلها الى رام الله، ان تجتاز الحدود.

          ولم تكن حجة حكومة اسرائيل مفاجئة: اذا لم تكن الوزيرة مستعدة لان تزور القدس، فهي لن تزور فلسطين ايضا. ولتعلم الوزيرة من يسيطر حقا في المنطقة، ووجه من يجب أن ترى اذا كانت تريد ان تزور فلسطين المحتلة.

          ليس لاسرائيل علاقات دبلوماسية مع الدولة الاسلامية الكبرى في العالم، وعليه فلا يوجد أي سبب في العالم يجعلها تفرض على وزيرة الخارجية الاندونيسية أن تزور اسرائيل. ولكن، رغم انعدام العلاقات الرسمية، فان اندونيسيا بالذات تدير علاقات تجارية مع اسرائيل، بلغ حجمها في العام 2015 أكثر من 195 مليون دولار. صحيح أن هذه ليست مبالغ مالية كبيرة جدا، ولكن اذا اضفنا الى ذلك السياحة الاسرائيلية الى دولة الجزرن يمكن لنا أن نأخذ الانطباع بان الدولة الاسلامية مستعدة لان تتخذ سياسة برغماتية لا تقاطع فيها اسرائيل.

          لقد اصطدم هذا الاستعداد هذا الاسبوع بالغرور الاسرائيلي، الذي يواصل بالحق الضرر الكبير بمكانة الدولة. فاسرائيل ما كان يمكنها أن تدعي بان الزيارة واقامة القنصلية تشكلان اعترافا رسميا بالدولة الفلسطينية، إذ أن وفرة من القنصليات الاجنبية تعمل منذ الان في مناطق السلطة، وفلسطين باتت دولة غير عضو في الامم المتحدة. كما ان اسرائيل لا يمكنها أن تدعي بان مندوبي دولة معادية لاسرائيل لا يمكنهم أن يجتازوا مجالها الجوي، وذلك لان اندونيسيا ليست عدوا. وبالتالي فانه لم تتبقى سوى حجة شوهاء واحدة: من لا يزور القدس لا يمكنه أن يزور فلسطين. ولكن هذه الحجة تعتمد على استنادات رقيقة، إذ أن وزراء من دول عربية سبق أن زاروا السلطة الفلسطينية دون أن يجبروا على زيارة القدس.

          غريب الامر ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي درج على نثر تلميحات مكثفة عن مظاهر تعاون بين دولة اسرائيل ودول اسلامية، ويرى في رؤياه الحالمة اسرائيل كشريك لدول المنطقة « المعتدلة » التي تعارض ايران مثله، يحظر على وزيرة خارجية دولة اسلامية هامة جدا زيارة رام الله.

          أي منفعة استخلصتها اسرائيل من هذا الحظر، وأي ضرر لحق بالفلسطينيين من منع الزيارة؟ للفلسطينيين توجد الان قنصلية جديدة، والتزام بالتعاون من جانب اندونيسيا، أما اسرائيل فبقيت مع صدى عليل لربتة ذاتية على الكتف.