خبر سوق الثلاثاء برام الله.. « اشتر صحتك وادعم السيادة الغذائية لشعبك »

الساعة 02:04 م|15 مارس 2016

فلسطين اليوم

في كل ثلاثاء تجتهد إيمان تركمان( 29 عاما) لتنهي قطف زراعتها من مزرعتها الصغيرة التي أنشأتها بعد تخرجها من الجامعة في العام 2010، لترسلها إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية باكراً لتعرض وتباع في سوق الثلاثاء.

وتركمان تزرع في مزرعتها الصغيرة، ببلدتها النصارية القريبة من منطقة الأغوار، البندورة والخيار والخس والبقدونس والنعنع، تقطفها بعناية وترتبها في صناديق بلاستيكية وتضعها على باب المزرعة لتأتي سيارات النقل الخاصة السوق لنقلها وهو ما يوفر عليها معاناه النقل وتكلفته.

وسوق الثلاثاء هو سوق أسبوعي غذائي صحي، أفتتح في رام الله في حزيران 2013 تحت شعار « اشتر صحتك وادعم السيادة الغذائية لشعبك » ويباع فيه الخضروات والفاكهة الخالية من الكيماويات والمصنعات الغذائية الخالية من المواد الحافظة، بالإضافة الى زيت الزيتون والمخللات المربيات والعسل والالبان والبقوليات والتمر الفلسطيني والزعتر البلدي والمفتول البلدي والمشروبات الطبيعية المركزة.

تقول تركمان:« منذ عام كامل وأنا أبيع كل ما تنتجه مزرعتي من خضار في هذا السوق، والذي وفر لي الأمان، حيث لا أفكر في مشكله التسويق والذي يعاني منها معظم المزارعين ».

وهذا الأمان هو المقابل المادي الذي تحصل عليه لقاء هذه المنتجات، حيث تبيعها بسعر موحد طوال الموسم، ولا يؤثر عليها أي تقلب بالأسعار في السوق، أفضل من البيع في الحسبة، سوق الخضار الرئيسي.

وفي هذا السوق أيضا زبائن يقدرون هذه المنتجات العضوية، والخالية من أي مواد كيماوية، وهو ما يميز منتجات تركمان، فهي تعتمد أسلوب الزراعة البيئة والتي لا تستخدم أي أنواع أسمدة أو كيمياويات وتعتبر من أمن أنواع الزراعات على  صحة الإنسان.

ومنذ افتتاحه وحتى اليوم يجذب هذا السوق كل المزارعين الذين اعتمدوا بزراعتهم الزراعة البيئية و العضوية ويوفر لهم كل الإمكانيات اللازمة لبيعها وبأسعار مرضية جدا.

يقول جهاد عبدو مسؤول التسويق في شركة عدل للغذاء العضوي والتي تشرف على السوق بالتعاون مع بلدية رام الله، إن الهدف من هذا السوق هو ربط المنتج بالمستهلك تحت شعار السيادة الغذائية، من خلالربط المنتجين بالمستهلكين لخلق اقتصاد وطني فلسطيني مستقل، من خلال تقديم سعر عادل للمنتجين وغذاء آمن للمستهلكين.

وفي هذا السوق يباع 147 صنفا غذائيا، تقوم بإعدادها في معظمها نساء مهمشات، الأكثر فقرا، من خلال التعاون مع جمعيات وتعاونيات نسائية في القرى المهمشة، يتم التعاون معهن لصناعة هذه المنتجات وبيعها ويستفيد منه 350 أسرة وبعضهن تشكل هذه السوق مصدر الدخل الوحيد لهن.

 وخصوصية السوق، كما يقول عبدو، هو تقديمه الغذاء الآمن الناتج عن الصناعات البيئية والمنتجات التي تصنعها السيدات بدون أي إضافات للمواد الحافظة، فإما الحفظ يتم بالزيت أو الليمون أو الملح. وأكثر من ذلك يقوم السوق على تدريب هؤلاء السيدات على هذه الصناعات.

وهذه المبادرة كما يقول عبدو بحاجة لدعم من الجهات الرسمية الفلسطينية من خلال تبنيها ودعمها، وعدم وضع العراقيل أمامها من خلال الإجراءات البيروقراطية المعقدة.

وقال عبدو إن المستهلكين في السوق ثلاث هم الذين يسعون لشراء المنتجات الخالية من المواد الحافظة، أشخاص يسعون لدعم النساء والمزارعين الصغار، ومن الذين يسعون إلى المنتجات الفلسطينية التي تساهم في نجاح عملية المقاطعة والذين يثقون أنها بضاعة فلسطينية.

وتابع عبدو:« نحن بهذا السوق نسعى إلى دعم النساء المهمشات والقطاع الزراعي من جهة، ومن جهة أخرى تحويل شعار المقاطعة إلى برنامج السيادة الغذائية ».

وبالرغم من محدوديته الجغرافية حيث يستفيد منه سكان مدينة رام الله فقط، إلا أن سوق الثلاثاء يشكل مثالا يحتذى به الأسواق التي تعتمد على الزراعات و المنتجات الزراعية الآمنة وفي المقابل يقدم البديل عن البضائع الإسرائيلية بمنتجات زراعية فلسطينية 100 بالمائة.