خبر يضيفون الوقود للعنف -هآرتس

الساعة 11:14 ص|13 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          اذا حاكمنا الامور وفقا لتجربة الماضي، فان احتمالات أن تنجح جمعية عطيرت كوهانيم في أن تخلي في النهاية الـ 51 عائلة فلسطينية تسكن في حي بطن الهوى في قلب سلوان كبيرة. وكما نشر في « هآرتس » أول أمس، فان الجمعية اليمينية توجد الان في ذروة جهود قانونية لاخلاء نحو 300 فلسطيني يسكنون في الحي. والمنظومة القانونية التي ستسمح بالاخلاء كان قد أقرتها في الماضي المحاكم. واساسها – الفلسطينيون هم غزاة في الارض التي توجد بملكية يهود منذ أكثر من مئة سنة. ولكن خلافا للشكل الذي يعرض فيه المستوطنون ذلك، فالحديث لا يدور عن نزاع عقاري خاص بين العائلات وبين اصحاب الارض. فمساعي الاخلاء هي تعبير صرف عن سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين في القدس.

          أولا، القانون الاسرائيلي لا يسمح الا لليهود بان يطالبوا بملك ترك بسبب الحرب في 1948. فمعظم العائلات التي تسكن في بطن الهوى تركت هي ذاتها ملكا في القدس الغربية او في اماكن اخرى، ولكن ليس لها الحق في المطالبة باستعادته. ثانيا، يساعد حارس أملاك الغائبين في وزارة العدل، بلدية القدس، وزارة الاسكان، شرطة اسرائيل وسلطات اخرى بلا انقطاع جمعية عطيرت كوهانيم في مشروع تهويد سلوان. ثالثا، دافع الضرائب الاسرائيلي هو الذي سيدفع ثمن المستوطنة التي تقام في قلب القصبة المكتظة لسلوان. فالعائلات اليهودية التي تعيش هناك هي من شبه المؤكد الاكثر حراسة منذ اخلاء مستوطنة نتساريم التي كانت تقع في قطاع غزة. وحسب تقدير مصدر مسؤول فان كلفة حراسة كل عائلة هناك تصل الى مليون شيكل في السنة، من ميزانية وزارة الاسكان. رابعا، المستوطنة اليهودية في قلب سلوان تساهم بلا شك في تعاظم العنف في المدينة، والذي يعاني منه الاسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء. كما أن الشرطة اعترفت هي الاخرى بالعلاقة التي بين المستوطنات والعنف. وبالتالي فليس هذا مشروعا خاصا لجمعية متطرفة، بل سياسة حكومية موجهة، يدفع الجمهور الاسرائيلي الثمن عليها.

          فضلا عن هذا المشاكل، يجدر بنا أن نتذكر بان مشروع الاستيطان في قلب سلوان مآله الفشل. فالجهود الاستيطانية هناك مستمرة على نحو متواصل منذ اكثر من 25 سنة. مئات ملايين الشواكل استثمرت في هذا المشروع وهو يحظى بدعم جارف من كل الحكومات. ورغم ذلك، فان اليهود في سلوان، مثلما في الخليل، هم اقلية الاقلية، نسبة تافهة من عموم السكان. وحتى لو تتوجت الجهود الحالية بالنجاح وكل الـ 51 عائلة فلسطينية استبدلت بعائلات يهودية، فهذا لن يغير في الامر من شيء. لقد كانت سلوان وستبقى قرية فلسطينية تعد عشرات الاف السكان. هذه السياسة لا تحقق شيئا، غير مزيد من الوقود للعنف ومفاقمة معاناة السكان الفلسطينيين. وعليه خير تفعل الحكومة اذا ما كفت عن تشجيع الاستيطان اليهودي في سلوان.