خبر تقديرات « إسرائيلية »:الاتهامات لـ« حماس » تسهم بإحباط « المصالحة » مع تركيا

الساعة 10:12 ص|09 مارس 2016

فلسطين اليوم

ترى أوساط في « تل أبيب » أنّ الاتهامات المصرية لجماعة « الإخوان المسلمين » وحركة المقاومة الإسلامية « حماس » بالتورّط في اغتيال النائب العام المصري السابق، المستشار هاشم بركات تقلّص فرص التوصل لاتفاق مصالحة بين أنقرة وتل أبيب. ويأتي ذلك، في الوقت الذي تجدّدت فيه الدعوات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى شبه جزيرة سيناء (شرق مصر).

ويقول المعلّق السياسي تسفي بارئيل إنّ النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي سيوظف الاتهامات الجديدة لـ« الإخوان » و« حماس » بتورّطهم في اغتيال بركات، لتبرير مطالبة إسرائيل بعدم التوصل لاتفاق مصالحة مع تركيا. وفي تقرير نشره موقع صحيفة « هآرتس »، يوضح بارئيل أن مصر سيكون بوسعها الاستناد إلى « مبررات قانونية » لتسويغ مطالبتها إسرائيل بعدم المضي قدماً في التصالح مع أنقرة، بعد اتهام تركيا بإيواء من تدّعي مسؤوليتهم عن اغتيال بركات، أي « حماس ».

وينوّه بارئيل إلى أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة هم الذين سيتحملون تبعات التوظيف المصري لملف اغتيال بركات، على اعتبار أن التراجع عن المصالحة مع تركيا يعني إسدال الستار على رفع الحصار عن قطاع غزة، إذ يصرّ الأتراك على رفع الحصار عن القطاع بشكل جدي، كشرط لأي اتفاق يتم التوصل إليه مع تل أبيب. ويضيف بارئيل أنّ نظام السيسي يوصل رسالة للسعودية أيضاً، من خلال اتهامه لـ« حماس »  بالاغتيال، مفادها أنّه يجدر بالرياض عدم التفكير بتطبيع علاقاتها مع تنظيم يهدّد الأمن المصري. ويشير بارئيل إلى أن النظام المصري لا يبدي حماسةً للسماح بنقل مواد البناء لقطاع غزة لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار التي توافق المجتمع الدولي على تمويلها.

على صعيد متصل، تنقل صحيفة « ميكور ريشون » اليمينية الإسرائيلية، عن أوساط رسمية إسرائيلية قولها، إنه على خلاف ما يتردد في وسائل الإعلام التركية، فإن خلافات واسعة تحول دون توصّل كل من تل أبيب وأنقرة لاتفاق يسمح بإعادة تطبيع العلاقات الثنائية. وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، أخيراً، تنقل الصحيفة عن أوساط رسمية إسرائيلية قولها إن المسؤولين الأتراك يمارسون التضليل من خلال تسريب معلومات مغلوطة حول حدوث تقدم في الاتصالات بين الجانبَين لإقناع الجانب الإسرائيلي بتقديم تنازلات.

وبحسب هذه المصادر الرسمية، فإن نقطة الخلاف الرئيسية بين الأتراك والإسرائيليين تتمثل في مطالبة تركيا برفع الحصار عن قطاع غزة، إذ لا يزال يسود خلاف كبير بين الجانبَين حول هذه النقطة. وتستبعد الأوساط ذاتها أن تشهد زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن إلى إسرائيل التي تبدأ، اليوم الأربعاء، الإعلان عن التوصل لاتفاق بين أنقرة وتل أبيب، على الرغم من تشديد الأوساط على حرص إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما على إنهاء الأزمة بين الطرفَين لأنهما يمثلان حليفَين للولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، يذكر المعلق العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، أنّ التحولات المتلاحقة في العالم العربي والعداء المشترك لكل من حركة « حماس » وتنظيم « الدولة الإسلامية » (داعش)، عزّزت التحالف بين إسرائيل وكل من مصر والأردن. وفي تقرير نشرته صحيفة « هآرتس »، أخيراً، يقلّل هارئيل من أثر الضجة التي أثارها أعضاء مجلس النواب المصري في أعقاب لقاء النائب المصري توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين، وتعبير الأردن عن « غضبه » لخرق إسرائيل للاتفاق الذي وقّعته معه بعدما سمحت للمتطرف اليهودي الحاخام يهودا غليك، باقتحام المسجد الأقصى، على الرغم من مجاهرته بالدعوة إلى تدمير الحرم القدسي لبناء الهيكل.

وينقل هارئيل عن أوساط رسمية إسرائيلية قولها إن التحالفات مع كل من الأردن ومصر لا تتأثر بمثل هذه القضايا بسبب اتساع دائرة المصالح الاستراتيجية بين تل أبيب وكل من القاهرة وعمّان. ويؤكد هارئيل أن المستويَين السياسي والأمني في تل أبيب يلاحظان بشكل واضح أن نظام السيسي يتجاوز إسرائيل في تبني المواقف المتطرفة من حركة « حماس » والحرب عليها.

على صعيد منفصل، استعادت الدعوات لطرد الفلسطينيين في الضفة الغربية ونقلهم إلى سيناء زخمها في إسرائيل. فقد دعا القيادي الليكودي ليئور هراري إلى طرد الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى سيناء وتدمير المدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات الفلسطينية هناك لتدشين مرافق سياحية لإسرائيل تستخدم عوائدها في بناء منازل للفلسطينيين الذين يتم طردهم.

وعرض هراري تفاصيل خطته على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، موضحاً أنّ الفلسطينيين الذين يتم طردهم بإمكانهم العمل في المرافق السياحية والترفيهية التي ستدشن على أنقاض منازلهم. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة « هآرتس »، أخيراً، ينوّه هراري، المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى أنه يمكن تدشين خط مواصلات يربط الضفة الغربية بسيناء لنقل العمال الفلسطينيين للمرافق التي دشّنت فوق منازلهم. ويشير هراري إلى أنه يتوجب على إسرائيل إقناع الفلسطينيين بالفكرة، ملمحاً إلى وجوب استخدام القوة لتنفيذ الخطة في حال اعترضوا عليها.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت قبل حوالي عام، النقاب عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عرض على كل من نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في شمال سيناء، وعلى منطقة تصل مساحتها إلى 6000 كيلومتر مربع. وعلى الرغم من نفي القاهرة وتل أبيب لهذا النبأ، أكدت مراسلة الإذاعة إيليت شاحر، التي أعدّت الخبر، أنّها استقت المعلومة من أوساط « رفيعة المستوى » في ديوان نتنياهو.