خبر لا تمسوا لي بالامن- يديعوت

الساعة 10:50 ص|08 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عنات سرغوستي

(المضمون: النساء يجلبن زاوية نظر مدنية، تنقص جدا في دولة تدار بشكل صرف من قبل منظور عسكري – رجولي. والى أن يدخلن بكتلة الى قدس الاقداس الاسرائيلي هذا فيغيرنه من الداخل، سيكون من الصعب التقدم نحو المساواة وكسر السقف الزجاجي - المصدر).

هذا يومنا، نحن النساء، يوم العدد. نعد ما هي الفجوة في الاجر، كم امرأة وصلت الى مواقع رفيعة المستوى وفي أي مكان نحن في الجداول العالمية. يوم إنارة وفتح عيون. السطر الاخير: في كل هذه المقاييس نحن في مكان ما في الوسط. دولة متوسطة.

ولكن من الصعب التعاطي مع اسرائيل كدولة متوسطة اخرى في صفوف الدول المتطورة، الديمقراطية، الغربية، التي تنتمي الى اسرة العالم الحر. وعليه فان الجداول المقارنة لا تروي حقا قصة النساء في اسرائيل. فخلافا لكل الدول الاخرى التي نريد ان ننتمي اليها، توجد اسرائيل منذ نشوئها في نزاع عنيف، حالة حرب مؤجلة او نشطة. وهذا الواقع يلون كل شيء بشكل علني وخفي ويقرر دورنا كنساء في مجتمع عسكري.

قبل كل شيء لان ميزانية الدفاع تكاد تكون 20 في المئة من ميزانية الدولة. لا يكفي أن أغلبها سري، بل انها تنمو من سنة الى اخرى وهي ايضا « بقرة مقدسة » لا ينبغي لمسها. قطعة كبيرة جدا تذهب لامن الدولة تقتطع من مجالات اخرى. قسم هام من ميزانية الدفاع يوجه لاجر وتقاعد اكثر من 40 الف رجل خدمة دائمة، هم في اغلبيتهم الساحقة رجال.

اضافة الى ذلك فان النساء مقصيات بشكل دائم عن المداولات في مواضيع الجيش، الامن، الحرب او السلام. والمداولات التي تتخذ فيها القرارات التي تعني الحياة أو الموت تجرى في محافل رجولية طاهرة. صحيح، تولت في الماضي منصب رئيس الوزراء امرأة، هي غولدا مائير، في عهدها علقت اسرائيل في الحرب الاقسى. امرأة اخرى، هي تسيبي لفني، كانت مسؤولة عن المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. وفي المجلس الوزاري المصغير السياسي – الامني الحالي تجلس وزيرة العدل آييلت شكيد. وهؤلاء هن تقريبا النساء الوحيدات اللواتي وصلن الى المواقع الاعلى، التي سمحت لهن بالجلوس في المحافل المغلقة التي تتخذ فيها القرارات المصيرية. وفي كل مرة يكون هذا امرأة واحدة فقط. الى جانب شكيد يجلس 12 رجلا. قلة من النساء ايضا يدعون الى المحافل التي تعنى بمواضيع الجيش والامن، وعليه فانهن مقصيات عن الخطاب العام في هذا الشأن.

وبالمقابل، تدفع النساء ثمن القرارات التي يتخذها الرجال. لماذا؟ بسبب دورهن التقليدي في المجتمع: هن الامهات اللواتي يشرحن للاطفال اوضاع الطوارىء، وهن بشكل عام ايضا يبقين مع الاطفال في البيت في اثناء الحرب او الحملة العسكرية. هن مربيات ومعلمات، وهن ينقلن الواقع للاطفال. النساء هن الامهات اللواتي يربين الجيل التالي من الجنود، ومن هذه المكانة فقط يحصلن احيانا على حق   التعبير في مواضيع الجيش والامن: كأم جندي، زوجة جندي، او لا سمح الله ام ثكلى أو أرملة. هذه هي بطاقة دخولهن الى الخطاب الامني، وحتى عندها، تلقى اقوالهن وزنا عاطفيا اكثر منه عقلاني، وقدرتهن في التأثير على اتخاذ القرارات طفيفة. في اسرائيل 2016 لا يزال هناك وزن اكبر لاقوال ضابط كبير في الاحتياط في مواضيع الجيش والامن من كل خبيرة اخرى.

مفاجيء، مخيب للامال ومحبط ان نعرف بان النساء في اسرائيل وصلن الى قمة البنوك، يتصدرن في الطب وفي البحث الطبي، يبرزن في قيادة المنظمات الاجتماعية، وفقط مجال واحد مسدود في وجوههن، الامن، الجيش والسياسة الخارجية. تعيين اورنا بربيباي لواء أول في الجيش الاسرائيلي لم يبشر لشدة الاسف تغيير في هيئة الاركان.

تثبت البحوث بان فقط عندما يكون الثلث على الاقل من اصحاب القرار هن نساء، يكون معنى لتواجدهن وهن ينجحن في تغيير الخطاب، وجلب زاوية نظر اخرى الى الطاولة. النساء يجلبن زاوية نظر مدنية، تنقص جدا في دولة تدار بشكل صرف من قبل منظور عسكري – رجولي. والى أن يدخلن بكتلة الى قدس الاقداس الاسرائيلي هذا فيغيرنه من الداخل، سيكون من الصعب التقدم نحو المساواة وكسر السقف الزجاجي.