خبر الأمين العام للجهاد الإسلامي يعزي بوفاة الترابي

الساعة 09:27 م|06 مارس 2016

فلسطين اليوم

قدم الدكتور رمضان عبدالله شلّح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، العزاء بوفاة الزعيم الإسلامي الشيخ الدكتور حسن الترابي، وذلك في اتصال هاتفي مع الشيخ إبراهيم السنوسي، الذي اختير أميناً عاماً لحزب المؤتمر الشعبي السوداني خلفاً للدكتور الترابي. كما بعث الدكتور رمضان برسالة تعزية خطية تحدث فيها عن مناقب ومآثر الفقيد، ننشر نصها كما هي على الموقع.

هذا وقد كان للدكتور الترابي الذي يعتبر رائد الحركة الإسلامية في السودان، وأحد أبرز المجددين في هذا العصر، اهتمام كبير بقضية فلسطين، وكان داعماً ونصيراً قوياً للشعب الفلسطيني وجهاده ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني، ودائم السؤال عن أحوال المجاهدين ومشاكل وهموم الشعب الفلسطيني.

وقد عرف عنه، رحمه الله، حرصه الشديد على الوحدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حيث رعى العديد من الحوارات بينهما، كما رعى حوارات بين فتح وحماس منذ بداية تسعينات القرن الماضي.

والدكتور رمضان الذي قال مخاطباً الأشقاء السودانيين في رسالة التعزية « لقد فجعنا رحيل الشيخ الترابي كما فجعكم، وآلمنا غيابه في هذه اللحظات التاريخية العصيبة كما آلمكم.. » ربطته بالمفكر الإسلامي الكبير الشيخ الترابي، رحمه الله، علاقة وثيقة وصداقة حميمة ومديدة، لم تبدأ بتسلم الدكتور رمضان المسؤولية في موقعه الحالي كأمين عام لحركة الجهاد.

لقد جمعته بالدكتور الترابي، الذي رأى فيه في رسالة التعزية، « علماً من أعلام المسلمين الأفذاذ في هذا العصر »، محطات كثيرة وذكريات حافلة، جعلت الدكتور رمضان يستشعر فداحة الخسارة بفقدان الراحل الكبير، الذي وصفه بأنه « من ألمع المفكرين، وأبرز وأشجع المجددين » في الإسلام في هذا العصر؛ فينعيه قائلاً: « رحل الشيخ الترابي وترك خلفه من المآثر العظيمة التي تجعلنا نشعر بمرارة فقده، ونحن والسودان والأمة في أمس الحاجة إليه؛ إلى عقله الكبير، وروحه الطاهرة، وفكره المستنير، وبصيرته النافذة ».

لم تكن المحطة الأولى التي التقى فيها الدكتور رمضان بالشيخ الترابي، هي تلك التي دعا فيها أبو عبدالله مع ثلة من إخوانه وزملائه، الدكتور الترابي عام 1992 في « ندوة حوار »، نظمها مركز دراسات الإسلام والعالم وجامعة جنوب فلوريدا، التي عمل فيهما الدكتور رمضان بالولايات المتحدة الأميركية، وحاور فيها الدكتور الترابي على مدار يوم كامل، أكثر من عشرين مفكراً وأستاذاً جامعياً أميركياً من المختصين بشؤون الإسلام والشرق الأوسط، في قضايا الإسلام، والديمقراطية، والدولة، والغرب، ورؤية الإسلام للعالم في هذا العصر.

خلال أكثر من ثلاثة عقود من العلاقة المباشرة حرص الدكتور رمضان وإخوانه في قيادة حركة الجهاد على لقاء الشيخ الترابي، ليس في الخرطوم فقط، بل في أماكن وعواصم أخرى أيضاً. وكان اللقاء بالشيخ يمتد لساعات من الحوار والنقاش، الذي يغطي معظم هموم وقضايا الإسلام والمشروع الإسلامي المعاصر، وفي القلب منها أحوال السودان وفلسطين.

وكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، « إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة، ولا يسدها شيء إلى يوم القيامة »، فإنه وبفقد عالم ومجتهد كبير بوزن الشيخ الترابي، فإنه بلا شك، قد انثلم في الإسلام ثلمة، في السودان وفي عالمنا العربي والإسلامي.

ولا ننكر أن بعض أفكار وأطروحات الشيخ الترابي، قد أثارت جدلاً واعتراضاً في بعض الأوساط الإسلامية التقليدية أو (المحافظة).. لكن مهما اختلف الناس معه على أفكاره، فقد برهنت جنازته الحاشدة على قاعدة « بيننا وبينكم الجنائز »، والتي شيعه وبكاه فيها محبوه ومخالفوه، أنهم وإن اختلفوا معه، فلم يختلفوا عليه؛ وقد أجمعوا وشهدوا على أنه قد أمضى سنوات عمره مجاهداً ومكافحاً لخدمة دينه ووطنه، الذي هو اليوم في أمس الحاجة للترابي ومشروعه في وحدة السودانيين ووحدة العرب والمسلمين.

رحم الله الشيخ الترابي وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وعوض السودان والأمة بفقده خير العوض.