تقرير موسم العمرة بين الفرصة الأخيرة وانقطاع الأمل

الساعة 01:54 م|27 فبراير 2016

فلسطين اليوم

يطمح كل مسلمٍ أن يرتدي لباس الاحرام ويزور النبي صلى الله عليه وسلم ويطوف بالكعبة المشرفة في أجواء إيمانية وروحانية عالية تضفيها شعائر العمرة، لكن هذه الشعائر الاسلامية الذي يرنو لها كل إنسان، بات سكان قطاع غزة محرومون منها للعام الثاني على التوالي.

وتسبب فشل موسم العمرة عام 2015 بخسائر كبيرة سواء على الجانب المادي لمكاتب الحج والعمرة في قطاع غزة، وخسائر معنوية لدى المواطنين الذين سجلوا وتهيأوا لأداء العمرة ولم ينجحوا في السفر، ولا زالت هذه الخسائر مهددة بالزيادة فيما إذا فشل موسم العمرة لعام 2016 الحالي.

عوض أبو مذكور رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، أكد أن تأخر موسم العمرة لعام 2016 كبد مكاتب الحج والعمرة في قطاع غزة والبالغ عددها 79 مكتب خسائر كبيرة، إضافةً للخسائر التي تكبدتها بسبب فشل موسم العام الماضي.

أبو مذكور: حجم خسائر مكاتب الحج والعمرة في قطاع غزة تبلغ مليون دولار بسبب تأخر موسم العمرة لهذا العام

وأوضح أبو مذكور لـ « فلسطين اليوم الاخبارية »، أن حجم خسائر مكاتب الحج والعمرة في قطاع غزة تبلغ مليون دولار بسبب تأخر موسم العمرة لهذا العام، موضحاً أن « كل مكتب في قطاع غزة يتكبد خسارة تبلغ حوالي 1200 دينار شهرياً، نظراً لوجود موظفين في هذا المكتب ومصاريف مكتبية وغيرها ».

وأشار أبو مذكور إلى أن جميع المكاتب في قطاع غزة مهددة بالإغلاق إذا ما فشل الموسم الحالي، منوهاً إلى عدم وجود « أي مقومات للصمود في ظل افتقار المكاتب للدخل، وعدم تعويضها من قبل وزارة الأوقاف أو أي جهة أخرى ».

أبو مذكور: تبقى على موسم العمرة 3 شهور، ولا زال هناك إمكانية لإنقاذه إذا وافقت الجهات المصرية على خروج المعتمرين

وأضاف: « تبقى على موسم العمرة 3 شهور، ولا زال هناك إمكانية لإنقاذه إذا وافقت الجهات المصرية على خروج المعتمرين عبر معبر رفح، ونأمل أن يتم خروج عدد من الرحلات من قطاع غزة لإنقاذ الموسم ».

وقال أبو مذكور: « ناشدنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسنعمل على نشر مناشدات عبر وسائل الاعلام خلال الفترة القادمة، ونأمل أن يتدخلوا ويساعدوا في انقاذ موسم العمرة ».

وعن مشاعر الناس في قطاع غزة، لفت أبو مذكور إلى أن « هناك ألم شديد من هذا الوضع على مستوى سكان قطاع غزة وليس على مستوى الشركات فقط.

وتساءل: »كيف يخرج أهالينا في الضفة الغربية بشكل طبيعي لأداء العمرة ويبقى سكان قطاع غزة لعامين بدون سفر؟« ، مشيراً إلى أن ذلك يسبب حسرة كبيرة وغصة، نظراً لأننا شعب واحد تحت ظل حكومة وحدة وطنية ورئيس واحد ».

ادعيس: الجهات الأمنية المصرية لم تستجب « لسوء الحالة الأمنية في سيناء ».

من جانبه أكد يوسف ادعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، أن وزارته بذلت ما بوسعها لإنجاح الموسم، لكن الجهات الأمنية المصرية لم تستجب « لسوء الحالة الأمنية في سيناء ».

وأوضح ادعيس في تصريح صحفي، أن وزارته وبالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات جاهزتين لتسيير موسم العمرة إذا ما تم فتح معبر رفح، مطالباً الجهات المصرية بضرورة فتح المعبر لخروج المعتمرين.

وحول خسائر شركات الحج والعمرة في قطاع غزة نتيجة احتمالية فشل موسم العمرة لهذا العام، بين أنه لا علاقة لوزارته بقضية تعويض خسائر الشركات.

ادعيس: لا مخاوف من فشل موسم الحج لهذا العام في قطاع غزة

وفي سياق متصل، أشار إلى أنه لا مخاوف من فشل موسم الحج لهذا العام في قطاع غزة، منوهاً إلى وجود تفاهمات مع الجانب المصري بخصوص فتح معبر رفح خلال موسم الحج لخروج حجاج القطاع والبالغ عددهم حوالي 2008 حجاج.

وبين ادعيس أنه طلب من وزير الحج السعودي بندر الحجار زيادة حصة فلسطين من الحجاج لهذا العام، وزيادة حصة الحجاج المقدسيين دعماً لصمودهم ورباطهم في بيت المقدس.

وكان ادعيس قد وقّع بروتوكول الحج لموسم 1437ه مع وزير الحج السعودي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ويتضمن البرتوكول كافة الأمور المنظمة لموسم الحج.

ويبقى سكان قطاع غزة ومكاتبها بين أملٍ بنجاح هذا الموسم، وخوف من فشله للعام الثاني على التوالي، متسائلين « من يتحمل كل هذه الخسائر المادية والنفسية لسكان القطاع، فيما تسير قوافل العمرة والحج بشكل طبيعي في العالم أجمع؟ »