للاطلاع على آخر نتائج لقاءات الدوحة الأخيرة، وما تبعها من تهديدات من قبل بعض قيادات حركة فتح لحماس باستخدام القوة ، وطلبات الشاباك بمنح قطاع غزة تسهيلات وعلاقة حماس مع طهران وغيرها كان لنا هذا الحوار مع عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس المهندس زياد الظاظا.
تصريحات قادة فتح تعبير عن موقف السيد عباس الرافض للم الشمل الفلسطيني
واعتبر المهندس الظاظا، تصريحات قادة فتح ( عزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، وجبريل رجوب) بأنها تصريحات توتيرية وغير وطنية وتعبر بشكل واضح وصريح عن موقف السيد عباس بأنه لا يريد شراكة ووحدة وجمع شمل الشعب الفلسطيني.
وقال الظاظا معقباً على تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل رجوب التي هدد فيها باستخدام القوة ضد حركة حماس في قطاع غزة لاستعادة السيطرة عليها، إن تصريحات قادة فتح الأخيرة من عزام الأحمد والطيراوي والرجوب جميعها يصب في خانة واحدة وهي سياسة السيد عباس بتنفيذ كل متطلبات الأمن الصهيونية، ومحاولة للهروب من التفاهمات التي تتم مع حماس من أجل وعد للقاء نتنياهو في تموز، ومن أجل ما تم مع كيري في عمان.
وأضاف، أننا في حركة حماس نفهم هذه التصريحات في هذا الإطار . مؤكداً أنها لا تؤثر علينا في شيء من قريب أو بعيد لان لا أحداً منهم يملك شيئاً على الأرض الفلسطينية.
وتابع، أن الرجوب وقادة فتح إذا كانوا يعتقدون انهم سيأتون على ظهر دبابة صهيونية إلى قطاع غزة، فهو حاول أربع مرات قبل ذلك في العام 2006، و2008-2009، 2012، 2014. وما كان داخل الدبابة الصهيونية فر هارباً إلى الخلف. وأنه باب أولى أن لا يكون أحد على ظهر هذه الدبابة.
حماس تحاور فتح وهي تعلم مسبقاً أن السيد عباس ليس شريكا وطنيا فلسطينياً
وحول ما جرى في الدوحة، أوضح القيادي الظاظا أن حركة حماس ترحب بأي حوارات فلسطينية من أجل لم شمل الشعب الفلسطيني؛ وتوحيد طاقاته وإمكانياته وحشدها خلف المقاومة وانتفاضة القدس لتحرير الأرض والمقدسات وهذا هدف حماس الاستراتيجي، لذلك تدعم وتؤيد كل عملية حوار في هذا الاتجاه، رغم علمها المسبق بالمواقف الخاصة بالسيد عباس أنه ليس شريكا وطنيا فلسطينياً.
وكشف بأن الحوارات في الدوحة بدأت في كل القضايا، كيف ننفذ اتفاق القاهرة الموقع عام 2011؟ وكيف ننفذ اتفاق الشاطئ 2014؟، لكن ما نتج عن الحوار في الدوحة تمثل في ورقة لا تعبر عما جاء في الحوارات السابقة، وتركت للقيادتين للتباحث فيها.
وقال:« نحن نعلم يقيناً رفضهم لذلك وقد عبر عن ذلك عزام الاحمد عندما قال لا يوجد مشكلة موظفين ، والرجوب الذي تحدث عن استعمال القوة ضد حماس، واللواء توفيق الطيراوي، حتى نبيل شعت لوح بالقوة.
وأضاف، أن جميع قادة فتح يتهربون من استحقاقات تنفيذ اتفاقات القاهرة 2011.
وأكد الظاظا أن هذا التهرب يضرهم ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وحماس حريصة على أن تكون هناك وحدة، وتفاهمات على التنفيذ المباشر، وأن تقوم الحكومة بكامل التزاماتها في الضفة والقطاع، لكن هذا لا يعني أن حماس تلهث خلف عباس في هذا الموضوع.
وعن قراءة حماس لتصريحات قادة فتح، قال: » نحن نقرأها في اتجاهها الصحيح، في أنهم يتهربون من استحقاقات القاهرة، ولا يريدون وحدة فلسطينية، وأنهم يريدون أن ينحازوا لوجهة نظر السيد عباس بأن يكون التنسيق الامني هو الأساس، وأنه لا بد من إخماد الانتفاضة ، ولا بد من تنفيذ كل متطلبات الأمن الصهيونية من أجل الدولار.
وأضاف، أن ما تكلم باستخدام القوة وأنهم يحثوا الاخرين على الحرب، فهم طلبوا من الاحتلال الصهيوني مراراً بذلك وقد قام الاحتلال بتنفيذ هذا الطلب أربع مرات والنتيجة كانت صفراً. ووجه رسالة لهم قائلاً:« إنكم لا تملكون شيئاً على الأرض الفلسطينية حتى في الضفة الغربية »، فكيف لكم أن تنفذوا شيئاً بالقوة؟.
وتابع قائلاً:« إذا أرادوا ( قادة فتح) أن يستعينوا بقوة ليس لديهم إلا قوة الاحتلال ، فالاحتلال يعلن صباح مساء أن يريد أن تكون المنطقة في هدوء تام.
أزمات غزة وطرق مواجهتها من قبل حماس
وحول ازدياد الأزمات في قطاع غزة، قال الظاظا: » إن حركة حماس تركت الحكومة وسلمتها لحكومة الوفاق الوطني التي شكلها السيد عباس، وهذه الحكومة لم تقم بأي من التزاماتها وتنكبت الطريق، وحركة حماس معنية بالمقاومة بالدرجة الاولى. فيما الموظفين تحملوا مسؤولياتهم وقاموا بالاستمرار في تقديم الخدمة للمواطن والحفاظ على الامن بصورة كاملة وتحمل شظف العيش، مع أنهم لا يحصلوا من حقوقهم الوظيفية إلا النذر اليسير لكنهم سائرون، وهذه هي العملقة والابداع، في أن الموظف استطاع أن يكيف نفسه بالحد الأدنى، لأنه يعلم هدف السيد عباس وبعض القوى الاقليمية والدولية بما في ذلك الاحتلال، وهو إشاعة الفوضى والفلتان الامني في غزة حتى يأكل الشعب نفسه بنفسه، لذلك والشعب حريص وحافظ على مكتسباته الامنية ( الأمن الشخصي، الأمن الغذائي، الأمن الاجتماعي) ومكتسبات أن تسير الحياة في غزة بشكل طبيعي إلى حد ما مع شظف العيش، دون اهدار كرامته الوطنية، وهي أهم البنود.
وأشار، إلى أن المنطقة اليوم تبحث عن الامن والكرامة ولا يوجد كرامة وامن، ومن باب أولى فلا معنى للاقتصاد، فيما نحن في قطاع غزة لدينا الامن والكرامة الوطنية. ونتج عن ذلك، المزيد من حيث الأمن الاجتماعي ، مشيراً إلى أن حالات الزواج العام الماضي وصلت إلى 20800 حالة ضمن الامن الاجتماعي، فيا لم تتجاوز في الماضي 11 ألفاً ، وكذلك الأمن الغذائي فهو متوفر حيث تتوفر كل الخضروات والفواكه في القطاع ، وغزة تصدر منها ولم سمح لها أن تصدر أكثر لصدرت ، إلى جانب الامن الشخصي ، فالمواطن يستطيع أن يتحرك بحرية وبأمن في أي وقت، ويتوفر بعض المال لتسيير أمور الحياة بالحد الأدنى.
موظفو غزة يئنون من ضعف الرواتب
وعن إمكانية زيادة نسبة الدفعة المالية من الراتب الشهري لموظفي غزة، قال المهندس الظاظا :« هذه المسألة لها علاقة بوزارة المالية والموظفين أنفسهم في قطاع غزة، وكلما بذل الموظف جهداً أكبر في خدمة المواطن واحترم المواطن كلما كان هناك قناعة أكبر لدى المواطن في دفع ما عليه من مستحقات لصالح المؤسسة الحكومية، وبالتالي يتوفر للموظف نسبة أعلى من الراتب لأن هذه علاقة مغلقة ».
وحول قرار خصم فاتورة الجوال الشهرية لموظفي غزة من الدفعة المالية، أوضح الظاظا أن هذا الموضوع لدى وزارة المالية، ولا يملك تفاصيل عن ذلك. وقال:« معلوماتي السابقة أنه كانت الحوارات موجودة بين وزارة المالية ووزارة الاتصالات وشركة جوال منذ عام 2014 وربما يكونوا قد وصلوا إلى اتفاق لكن ليس لدي علم بأنهم قد وصلوا إلى اتفاق.
وحول ما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الخصم لصالح شركة جوال، أوضح أن وزارة المالية لا علاقة لها بذلك، وإنما المالية المركزية في وزارة الداخلية هي التي عقدت مذكرة التفاهم مع جوال وطلبت من وزارة المالية أن تبارك وتصادق علي المذكرة، وربما تصادق أو لا تصادق.
توصيات الشاباك للحكومة الاسرائيلية بمنح تسهيلات لغزة
وعن توصية جهاز الشاباك الإسرائيلي لحكومته بمنح قطاع غزة مزيداً من التسهيلات حتى لا ينفجر في وجهه، عقب الدكتور الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قائلاً: » عدو عاقل خير من صديق جاهل، والاحتلال وعى الدرس جيداً وأدرك أن هنالك ردعا استراتيجيا نتيجة العدوان الأخير على قطاع غزة وصمود الشعب الفلسطيني العظيم ووقوفه إلى جانب المقاومة الباسلة وانتصاراتها، بالتالي لا يريد الاحتلال أن يفتح باباً جديداً في هذا الموضوع، ويجد أن الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والطلبات المتكررة للقوى المحلية والدولية للضغط على هذا الشعب لن تؤتي ثمارها، لذلك يصرح الاحتلال بضرورة تخفيف الحصار عن غزة.
وأضاف، أن هذه المسائل بالنسبة لنا مطالب ودونها تكون الرقاب. موضحاً أن الاحتلال يتكلم في هذا الموضوع كنتيجة طبيعية للعدوان الأخير على قطاع غزة.
ميناء غزة
وبشأن المباحثات التركية الاسرائيلية، حول بناء ميناء في قطاع غزة، أوضح الظاظا أن تركيا تُصر على طلباتها الثلاثة التي طلبها منذ اللحظة الأولى لحادثة مرمرة التي امتزج فيها الدم التركي الزكي بالدم الفلسطيني الزكي في البحر المتوسط. وهي الاعتذار الرسمي واعتقد أنها حصل عليه ، وتعويض الضحايا واعتقد أنهم شارفوا على ذلك، ورفع الحصار عن قطاع غزة. معرباً عن اعتقاده بأن ذلك سيتم لكن القرار يبقى في يد تركيا.
كما أعرب عن اطمئنانه بأن القيادة التركية حريصة على رفع الحصار عن غزة ، داعياً في الوقت نفسه كل الدول العربية والإسلامية لقطع علاقتها مع الاحتلال « الإسرائيلي ».
زيارات حماس لإيران لم تنقطع
وعن نتائج الزيارة الأخيرة لوفد حركة حماس للعاصمة الايرانية « طهران »، أوضح الظاظا، أن الزيارات بين حماس والأخوة في طهران أو في انقرة أو في الدوحة أو في أي دولة عربية وإسلامية مستمرة. وبشأن الزيارة إلى طهران كانت ضمن وفد من الفصائل الفلسطينية لتهنئة الثورة الإيرانية بعيد ثورتها، وعلى هامش الزيارة حدثت لقاءات وهي أكيد ناجحة لأنها بين أخوة مسلمين.
نحن الفلسطينيون نقول: « قضيتنا قضية جاذبة وندعو جميع القوى العربية والإسلامية والعالم الحر لدعم القضية الفلسطينية بكل ما يملكون من قوة للأسباب الأتية. أن المقاومة الفلسطينية تعمل على استئصال السرطان الصهيوني من الشرق الأوسط وفي حال استئصاله فإن حال الشرق الأوسط يصبح أكثر أمناً وعليه يصبح العالم أكثر أمناً، إضافة إلى أننا لا نصطف هنا أو هناك لكننا نصطف في طريق واحد هي طريق المقاومة.
وعن انتهاء التوتر بين الحركة وايران، قال الظاظا: » هناك فرق بين كلمة توتر وبين وجهات النظر في مواقف معينة أو قضايا معينة، فنحن نتفق مع العربية السعودية في كثير من القضايا والمواقف ونتباين في بعض المواقف وكذلك نحن نتفق مع إيران ونتباين في بعض المواقف كما إننا نتفق مع تركيا ونتباين في بعض المواقف، لأننا لسنا جميعاً نسخة واحدة . موضحاً ان حماس تتباين في وجهات النظر مع الآخرين فتتفق في معظم الأمور والحوارات تبقى مستمرة ودائمة بيننا وبين كل اخواننا العرب والمسلمين والعالم الحر.
وقال:" نحن المسلمون يجب أن ننظر نظرة واحدة أن تناقضنا الوحيد هو مع الاحتلال الصهيوني مع حينما ننتهي من السرطان الإسرائيلي والاحتلال ونزيله من على الأرض العربية والإسلامية ساعة إذا نتحدث في أكثر موضوعية وعمقاً في موضوع المفاهيم والرؤى العقائدية والفكرية والسياسية والاجتماعية.
دعا الأشقاء المصريين لفتح معبر رفح ليكون بوابة اقتصاد الانسان الفلسطيني على العالم
وبشأن أزمة معبر رفح البري، أوضح الظاظا أن معبر رفح مثله مثل كل شيء، ونحن محاصرون من جميع الجهات، داعياً الأشقاء المصريين إلى فتح المعبر الفلسطيني المصري ليكن بوابة اقتصاد الانسان الفلسطيني على العالم العربي والإسلامي، كما دعاهم أن لا يستمروا في هذا الحصار غير المقبول وغير المبرر.
وطالب في الوقت ذاته، العالم العربي والإسلامي والعالم الحر بأن يضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة برا وبحرا وجوا ونحن نعمل بكل ما نملك من قوة وإمكانيات من أجل الضغط على الكل حتى يتم رفع الحصار.