خبر حاجز فلسطيني -هآرتس

الساعة 11:02 ص|24 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

          (المضمون: اسرائيل تسيطر على موارد وحدود الضفة الغربية، لكن السلطة هي التي تقف في وجه الفلسطينيين عند حدوث احتجاجات مثل احتجاج المعلمين - المصدر).

          « أين أنت، ألا تعرفين ماذا يحدث ».

          أنا مشغولة بالهدم.

          « اتركي الهدم، هناك حواجز حول كل المدن ».

          هل تقصد أن الجيش يستخدم ذلك كوسيلة للردع؟

          « اتركي اليهود، جميع الاجهزة الامنية في السلطة أقامت هذا الصباح الحواجز على مخارج المدن ومداخل رام الله والبيرة من اجل منع المعلمين من المشاركة في مظاهرة بسبب عدم احترام اتفاق الاجور الذي تم توقيعه معها في 2013. الى أين وصلنا، الى أين وصلنا ».

          الاجهزة الامنية الفلسطينية وضعت أمس دوائر من الحواجز في الضفة الغربية. أنزلوا المعلمين والمعلمات من الحافلات التي تم استئجارها لنقلهم، وهددوا بمصادرة بطاقات هوياتهم، وطُلب من الحافلات العودة من حيث جاءت، وقيل لسائقي السيارات العمومية أن رخصهم ستسحب اذا قاموا بنقل متظاهرين. ومن نجح في الوصول الى مداخل رام الله والبيرة اصطدم ايضا بحواجز اخرى. وكان طابور السيارات طويل ولا يتحرك. في رام الله نفسها قام رجال الامن باغلاق الشوارع التي تصل بين مبنى المجلس التشريعي وبين مكتب رئيس الحكومة.

          في الساعة 11 في يوم الثلاثاء تجمع حوالي ألف معلم ومعلمة في ميدان محمود درويش أمام مكتب رئيس الحكومة والمئات قاموا بمسيرات في الشوارع القريبة. ورويدا رويدا امتلأ الميدان. « نحن الذين نتغلب على الحواجز الاسرائيلية لا نستطيع التغلق على حواجز السلطة؟ »، قال معلمون جاءوا من الخليل. « لم نراهم يضعون الحواجز من اجل منع الاحتلال من اقتحام قرانا وبيوتنا »، قال مستمع غاضب في احدى المحطات المحلية.

          اعمال الاحتجاج والاضراب الجزئي تجددت قبل اسبوعين: منذ منتصف التسعينيات يحاول المعلمون في القطاع العام القول للسلطة الفلسطينية إن ظروف الأجور المهينة تضر بالطلاب وبمستقبل المجتمع بشكل عام. الأجر الاساسي لمعلم في مدرسة فلسطينية حكومية هو 1700 شيكل. والأجر الاساسي لمعلم مع أقدمية تبلغ 25 سنة، هو 2500 شيكل.

          في يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي كان حسب التقديرات 20 ألف محتج في مظاهرة المعلمين في رام الله. وقد اعتقلت الاجهزة الامنية في السلطة 20 معلما ومديرين، وتم اطلاق سراحهم بعد يومين. زعم السلطة هو أن حماس هي التي تنظم الاحتجاج. وهذا الامر رفضه المعلمون. وقد تم التوصل في يوم الخميس الى اتفاق مع ممثلي اتحاد المعلمين التابع والمرتبط بـ م.ت.ف. لكن المعلمين رفضوا الاتفاق الذي ليس بأثر رجعي. في يومي السبت والاحد اطلقت دعوات في مكبرات الصوت في المساجد من اجل العودة الى التعليم، لكن الاضراب استمر.

          احتجاج المعلمين أخرج الى الشوارع متظاهرين أكثر من أي مظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الاشهر الخمسة الاخيرة لانتفاضة الافراد. في الواقع المؤقت – الدائم الذي انشأه اتفاق اوسلو فان اسرائيل تستمر في تحديد حجم عدم التطور في المناطق الفلسطينية بسبب سيطرتها على الحدود والمناطق ج الواسعة وحرية الحركة. مسؤولية مواجهة نتائج الاحداث والبطالة ملقاة على مسؤولية السلطة التي تقف بين المسؤول الرئيسي وبين الشعب.

          المتظاهرون يعرفون ذلك، لكنهم يرون ايضا التوزيع الغير عادل للدخل القومي، بغض النظر عن تدنيه بسبب القيود الاسرائيلية. انهم يرون الأجر المبالغ فيه للاجهزة الامنية والتبذير والفساد وتفضيل المقربين والرواتب المبالغ فيها لرفيعي المستوى. لا يتوقعون شيئا من المحتل. إنهم يطرحون مطالبهم على المقاول الثاني الذي يعتبر نفسه حكومة، سلطة وطنية وحركة تحرير.

          « لقد أصيبت السلطة بالجنون »، قالت في الهاتف معلمة من نابلس لم تستطع اجتياز الحواجز، « فهي واجهزة الامن التابعة لها يتصرفون وكأن الشعب هو العدو ».