خبر أردت هروبا جنونيا الى الوسط -هآرتس

الساعة 10:59 ص|24 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

          (المضمون: إن توجه الجمهور نحو اليمين حسب ما يظهر من الاستطلاعات يدفع الوسط واليسار نحو اليمين أيضا - المصدر).

          لا يجب الاخفاء والانكار – الرأي العام يميل أكثر فأكثر نحو اليمين. ليس بالمعنى الاوروبي بل بالمعنى الاسرائيلي المقلص: أكثر هجومية، أكثر كراهية وحب ذاتي كبير و« أنت اخترتنا ». الميل نحو اليمين ليس أبديا، لكن الآن الجميع يتصرفون حسب الأوامر، الى اليمين دُر.

          رئيس الحكومة هو المثال الرئيسي على متلازمة التطرف اليميني. لماذا يؤيد بنيامين نتنياهو بهذه اللهفة قانون الجمعيات وقانون التجميد؟ فهو يعتبر نفسه زعيما اسرائيليا له مكانة دولية وكان يمكنه الدفاع عن الشلل السياسي المقصود في افشال المخاطر على الديمقراطية. إنه لا يتصرف كذلك لأنه سياسي لامع. والاستطلاعات هي التي توجه افعاله.

          نتنياهو لا يعتبر يئير لبيد واسحق هرتسوغ تهديد. فحسب رأيه هما خصمين يأخذان الاصوات من بعضهما البعض. إنه يعمل في وجه افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت – قائدين من اليمين لديهما تأثير محتمل على الناخبين في الليكود ومنتخبيه.

          قانون تجميد اعضاء الكنيست العرب يهدف الى اغلاق الطريق أمام ليبرمان. وكراهيته للعرب واعتبار منتخبيهم خونة. هذه الرسالة تهدد نتنياهو في بيته الداخلي، لذلك فهو يرد. هكذا ايضا قانون الجمعيات. يعرف نتنياهو أن القانون يدخل اسرائيل الى مجموعة من الصور السلبية في اوساط الدول الاوروبية، لكنه يخشى أكثر من التهديد الانتخابي لبينيت واييلت شكيد.

          في ظل هذا  الوضع، الشعار السائد في المعارضة هو « السعي الى الحكم بأي ثمن »، ويتم الامر بدون أي خجل أو دحرجة العيون. سمعت يئير لبيد في مقابلة: جميع رسائله تهدف الى تطهير الليبرالية من ماضيه والقول إنه متمسك تاريخيا باليمين الاسرائيلي. وقد قال ايضا إنه وزع ملصقات الليكود في انتخابات 1981.

          عندما شق طريقه الى القمة السياسية الاسرائيلية قام باخفاء يمينيته وأظهر الاعتدال والليبرالية وعدم التدين. الآن لا تعيقه حقيقة أن عوفر شيلح هو أحد المهمين الذين يعكسون الموقف الحمائمي الامني وايضا الشراكة السياسية مع يعقوب بيري الذي هو متحدث مركزي في « حماة الحمى ».

          في حزب المعارضة ايضا، المعسكر الصهيوني، هناك تنصل من اليسارية وتمسك بقادة الماضي مثل دافيد بن غوريون واسحق رابين. فزعماء حزب العمل ايضا يقرأون الاستطلاعات وقرروا الركض باتجاه الوسط السياسي.

          إنهم ينسون أن الركض للوسط السياسي لن يفيد. فلا فرصة أمامهم لمنافسة رسائل اليمين. بل على العكس، إن تصرفهم يعطي الشرعية لقيادة اليمين في الاستمرار في تدهور الدولة.

          هناك مكان للجدل حول شكل الدولة: دولة مستوطنين تضم الاراضي أو دولة متنورة تسعى الى اتفاقات سلام. دولة يهودية حسب بينيت وزئيف الكين أو دولة يهودية وديمقراطية (مع أنه عند انشاء الدولة لم يتم استخدام مفهوم دولة يهودية وسمي الجيل بالجيل العبري).

          الركض نحو اليمين يدفع الى التنازل عن اشياء متفق عليها بخصوص اضرار الاحتلال المتواصل الذي حول اسرائيل الى أكثر عنيفة أو مسيحانية الكذب الديني القومي التي لا أحد يقف في وجهها ايديولوجيا وسياسيا.

          الركض الجنوني نحو الوسط هو ركض جنوني نحو اليمين. إن ذلك يعطي الغطاء للاجحاف التاريخي. وهذا الامر سيؤدي الى انقلاب سياسي حقيقي – سيتم باستقامة وبدون أقنعة.