خبر لعنة الانقسام- هآرتس

الساعة 10:18 ص|23 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: نتسان هوروفيتس

          (المضمون: بدلا من مئات منظمات حقوق الانسان الصغيرة والهامشية يجب توحيدها وانشاء منظمة واحدة كبيرة ومؤثرة يمكنها إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب - المصدر).

          قائمة طويلة جدا من المنظمات وضعت على البيان ضد حملة التحريض المناوبة ضد الفنانين والمنظمات نفسها. نظرت الى القائمة بفخر وحزن. الكثير من منظمات الحقوق والقليل من الحقوق: مقاتلون من اجل السلام ومحطمو الصمت، امرأة لامرأة وأختي، حاخامات لحقوق الانسان، اطباء لحقوق الانسان، صندوق المدافعين عن حقوق الانسان والمزيد المزيد من الحقوق، سلام، عدل اجتماعي – كل هذه مجموعة من المنظمات التي قد يقف من ورائها اشخاص رائعون. إلا أن كل واحد منهم يوجد وحده في منطقته الصغيرة الخاصة. ولشدة الاحباط فان المنظمات الجديدة تتكاثر مثل الفطر بعد المطر. لماذا الاحباط؟ لأن معظمها لا يمكنها أن تنمو.

          الانقسام هو لعنة وخلل صعب للمجتمع المدني في اسرائيل حيث يعمل على اضعافه. صحيح أننا عند سماع صراخ التخويف في اليمين نميل الى التفكير بأن منظمات الحقوق هي كتلة ضخمة وأن عددها ينشيء الخداع بأن الحديث يدور عن معسكر كبير. لكن فعليا اغلبية المنظمات صغيرة، واحيانا صغيرة جدا. مجموعة من العاملين في وظائف جزئية ومكاتب مهمشة ورواتب وضرائب مع مصادر قليلة للدعم. جهد كبير يتم بذله في المنافسة المستنزفة من اجل تجنيد الاموال، وفي العادة في المصادر الآخذة في النقص. ومع ذلك، كل واحد يناضل وحده وفي نهاية المطاف تتنافس المنظمات فيما بينها بدل أن تنافس الخصوم الذين يريدون القضاء عليها.

          لا يجب الاستخفاف بالفوارق الايديولوجية وانماط العمل المختلفة والاهداف التي تخص كل منظمة. لكن هذا الاختلاف يتقزم أمام التحدي المشترك – الصراع على صورة المجتمع الاسرائيلي – لا سيما على ضوء التهديد الحقيقي على وجود منظمات حقوق الانسان بشكل عام وحقوق الانسان في اسرائيل بشكل خاص. هل يهتم أحد في اليمين المتطرف بالفوارق بين « مركز اللاجئين والمهاجرين » وبين « منظمة مساعدة اللاجئين » أو يعرف عنها أصلا؟ هل الفوارق بين المنظمات تستوجب بجدية أن تكون 5 أو 7 منظمات للاجئين والمهاجرين، التي تتنافس على الاهتمام في وسائل الاعلام وتناضل من اجل فتات التمويل من اجل النشاط الأكثر استنكارا في اسرائيل (وفي كل العالم)؟.

          جزء من المشكلة ينبع من الجهات الممولة. الصناديق المختلفة تشجع بشكل فعلي انشاء المنظمات الجديدة. صندوق اسرائيل الجديد مثلا يفخر بأنه منذ تم انشاءه قدم المنح لـ 850 منظمة. النوايا جيدة: زيادة المهنية والتجديد وزيادة النشاط. لكن النتيجة فيها اشكالية: الانقسام وضياع القوة. كل من يوجد في عالم المنظمات يعرف هذا الامر. لا يتحدثون عنه كي لا يظهروا وكأنهم ينتقدون في وقت صعب. لكن هذا الانتقاد يهدف الى زيادة القوة.

          هناك حاجة حيوية للتغيير: ليس فقط التعاون بين المنظمات – الامر الذي يوجد الآن – بل التوحد. هل هذا الامر صعب؟ حساس؟ بيقين. لكنه ليس أصعب من الحقيقة اليومية للمنظمات وما تريد إحداثه هنا: التغيير الاجتماعي.

          اذا نجحت المنظمات في فعل هذا الامر الهام في ظل الواقع الحالي وعلى ضوء التهديد الخارجي، يمكن افتراض ما يمكنها فعله اذا قامت بتوحيد المصادر والقوة. وهنا يجب التعلم من الوسط التجاري وتبني الطريقة المفروغ منها في الظروف الصعبة: الاندماج. بدل المنظمات الصغيرة يتم انشاء تنظيم حقوق كبير وقوي مع مئات العاملين. وهو سيقدم تعبيرا عن الطرق المختلفة وسيسمح بالمهنية ويوحد المصادر ايضا ويقلص الازدواجية في النفقات وينشيء عنوانا واضحا للمؤيدين. إن اطار كهذا سيسمح باجراء خطوات تعاني في الوقت الحالي من العقبات الكبيرة.

          إن من يعرف الواقع في هذه المنظمات سيبدو له هذا أمر خيالي، لكنه ضروري. الآن حيث تهاجم السلطة كلاب الحراسة الخاصة بنا، يجب علينا حماية الحراس. ومن اجل ذلك علينا أن نتحد.