خبر جورج شولتس في القدس- هآرتس

الساعة 10:16 ص|23 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: هل نحن بحاجة الى وزير الخارجية الامريكي السابق جورج شولتس ليُذكرنا بأننا أمة محاطة بالاعداء وتنجح في التغلب على الصعوبات الكبيرة وتناضل ضد الاعتداء وموجات الارهاب وتتجذر في وطنها العتيق - المصدر).

          ليت كل الاسرائيليين سمعوا اقوال جورج شولتس في الاسبوع الماضي في القدس، اثناء وجبة العشاء التي أقيمت على شرفه من قبل المعهد الاسرائيلي للديمقراطية. كان هذا بمثابة استراحة من المناكفة الذاتية الغير متوقفة هنا. وقد نجح شولتس في عدد من الجُمل بوصف اسرائيل كيف تبدو من بعيد. وهو مشهد يفوته الكثيرون منا بسبب الاقتراب الزائد. أثارت أقوال شولتس الشعور الكبير بالفخر تجاه الدولة الرائعة ورجالها.

          تحدث شولتس عن اللقاء الاول له مع اسرائيل – من خلال طالب اسرائيلي مختص بالاقتصاد يسمى يوسي ليفي، الذي كان طالبا عنده في جامعة شيكاغو. ليفي طالب لامع. وقد فاجأه عشية حرب الايام الستة عندما أبلغه أنه سيضطر الى وقف دراسته من اجل العودة الى اسرائيل والانضمام الى وحدته في الجيش. وبعد اسبوع تم ابلاغ شولتس أن ليفي قُتل في معارك القدس. « سألت نفسي »، قال، « أي دولة هذه التي تحظى بهذا الولاء الكبير من اشخاص مع قدرات عالية، وأي منطقة هذه المملوءة بالصراعات التي تأخذ حياة الناس ذوي الكفاءات العالية ». بين الجمهور الذي سمع اقوال شولتس كانت ايضا زوجة ليفي وإبنه وزوجة إبنه.

          في الفترة التي شغل فيها شولتس منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة كنت سفيرا لاسرائيل في الولايات المتحدة. وقد حظيت بالتعرف عليه وعلى زوجته أوبي في تلك الفترة. ورأيت فيهم أفضل ما في الولايات المتحدة: المباديء، الاستقامة والشجاعة. لذلك، ليس غريبا لي أن شولتس بقي صديقا وفيا لاسرائيل وهو يرى فيها هذه المزايا الجيدة. في السنوات الكثيرة التي كان فيها وزيرا للخارجية تعرف على اسرائيل وعلى الصراعات في المنطقة. وحاول عدة مرات حل بعض الصراعات، لكنه اكتشف أن من الصعب حلها. لكن هذا لم يضر بتأييده لاسرائيل. في يوم ما عندما عاد الى القدس بعد زيارة له في عواصم المنطقة اعترف لي: « اشعر بأنني عدت الى البيت ».

          وكوزير للخارجية ناضل من اجل يهود الولايات المتحدة. وقد تذكر أسماء من رُفضت هجرتهم والذين تم ارسال الكثيرين منهم الى السجن. وفي المفاوضات التي جرت بينه وبين زعماء الاتحاد السوفييتي في محاولة لانهاء الحرب الباردة، تحدث دائما عن موضوع المرفوضين وحث الاتحاد السوفييتي على اطلاق سراحهم.

          افيطال شيرانسكي تجولت في تلك الايام في ارجاء العالم في محاولة لاطلاق سراح زوجها نتان شيرانسكي من السجن واحضاره الى اسرائيل. شولتس حاول المساعدة وقام ببلورة صفقة مع السوفييت من اجل اطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح جاسوس من الاتحاد السوفييتي في الولايات المتحدة. وحينما علم شيرانسكي عن الصفقة رفض المشاركة فيها. « أنا لست جاسوسا »، قال بتصميم. وتحدث شولتس عن أنه رغم محاولاته إلا أن شيرانسكي بقي رافضا. « استقامة هذا الرجل كبيرة جدا »، قال في خطابه اثناء العشاء. وعندها توجه لشيرانسكي الذي كان بين الجمهور وقال له « شكرا لك يا نتان على استقامتك ».

          شولتس سيسجل في التاريخ كأحد كبار وزراء الخارجية للولايات المتحدة. وقد كان شريكا في جهود ادارة ريغان التي أدت الى انهيار الاتحاد السوفييتي. لكن النضال من اجل يهود الاتحاد السوفييتي لم يغب عن اهتمامه. وقد قال إنه تلقى مكالمة هاتفية من وزارة الخارجية في يوم ما: « حينما رفعت السماعة سمعت صوت ضعيف في الطرف الثاني: أنا ايدا نول. أنا في القدس. أنا في البيت ». وحسب اقواله كانت هذه احدى نقاط الذروة في سيرته المهنية.

          كل ذلك يجعلني اتساءل ما الحاجة الى زيارة ضيف من سان فرانسيسكو من اجل التعالي على الاتهامات المتبادلة والجدال الذي لا ينتهي وفهم من نحن في الحقيقة: أمة محاطة بالاعداء وتنجح في التغلب على الصعوبات الكبيرة وتناضل ضد الاعتداء وموجات الارهاب وتتجذر في وطنها العتيق.