في خطوة تهدف إلى تحسين مكانتها الدولية وقدرتها على مواجهة التحركات الفلسطينية في الأوساط الدولية، تحاول إسرائيل أن تستعيد مكانتها كعضو مراقب في منظمة الاتحاد الأفريقي.
وفي السياق، تنقل صحيفة « جيروزاليم بوست » عن أوساط في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تعتبر أن زيارة الرئيس الكيني أوهورو كينياتا المرتقبة لإسرائيل أواخر الأسبوع الجاري تمثل فرصة مهمة لتحقيق هذا الهدف، مشيرةً إلى أن الاحتلال سيطلب منه العمل من أجل منح تل أبيب مكانة المراقب في الاتحاد.
وتشدد هذه الأوساط على أن إسرائيل ستحاول إقناع قادة الدول الأفريقية، التي تحافظ على علاقة صداقة قوية مع الاحتلال، بتقديم اقتراح لمؤسسات « الاتحاد الأفريقي » يدعو لمنح إسرائيل مكانة مراقب، من أجل تحسين قدرتها على التعبير عن مواقفها أمام مؤسسات الاتحاد.
يذكر أن إسرائيل كانت تتمتع بصفة عضو مراقب في منظمة « الوحدة الأفريقية » التي تفككت في العام 2002، وأعلن عن تشكيل « الاتحاد الأفريقي » بدلاً منها. وقد رفضت ليبيا منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الجسم الجديد.
وترى الأوساط الإسرائيلية أنّ هناك حاجة لإسماع صوت الاحتلال خلال اجتماعات « الاتحاد الأفريقي » لموازنة تأثير الخطابات التي يلقيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يحرص على إلقاء خطاب في كل اجتماع للاتحاد. وتلفت إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل تحتفظ بعلاقات قوية مع عدد كبير من الدول الأفريقية، إلا أن المواقف التي يعبّر عنها الفلسطينيون والعرب خلال اجتماعات الاتحاد تترك بعض الآثار السلبية على المواقف الأفريقية، على حد قولها.
وبحسب هذه الأوساط، فقد حاول وزير الخارجية السابق، أفيغدور ليبرمان، دفع هذا الاقتراح قدماً خلال زياراته المتكررة لأفريقيا أثناء توليه المنصب، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. وتنقل الصحيفة عن ليبرمان قوله في حينه إن « أفريقيا تمثل هدفاً مهماً للسياسة الخارجية الإسرائيلية، ونحن سنبذل قصارى جهودنا من أجل استعادة مكانتنا في الاتحاد الأفريقي ». كما تشير إلى أنّ رئيس الوزراء، وزير الخارجية الحالي، بنيامين نتنياهو، اتخذ قراراً بتعزيز علاقات إسرائيل بالتكتلات الدولية والإقليمية، وضمنها الاتحاد الأفريقي. ووفقاً للصحيفة، فإنّ نتنياهو عبّر عن هذا التوجه خلال الكلمة التي ألقاها الأسبوع الماضي أمام مؤتمر « لجنة رؤساء » المنظمات اليهودية الذي انعقد في القدس المحتلة.
يذكر أن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع 41 دولة أفريقية من أصل 55 دولة عضو في « الاتحاد الأفريقي »، في حين تملك سفارات في 11 دولة منها. وكان تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الأفريقية قد أسهم في إحباط الكثير من المشاريع الفلسطينية التي عرضت في الدوائر الدولية.
واستجابة لطلب الاحتلال، امتنعت كل من نيجيريا ورواندا، عندما كانتا عضوين غير دائمين في مجلس الأمن خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عن التصويت على المقترحات التي دعت إلى وقف العدوان. وهو ما أفضى إلى فشل هذه المقترحات، ما منح إسرائيل الفرصة لمواصلة الحرب بكل ما أوتيت من قوة. وقد ذكر الصحافي الإسرائيلي أرئيل كاهانا، أن نيجريا ورواندا استجابتا للطلب الإسرائيلي بسبب طابع العلاقة والتعاون الذي يربطهما بدولة الاحتلال.
وبسبب الطاقة الكامنة في العلاقة مع نُظم الحكم الأفريقية، فقد خرج ليبرمان عن طوره في الدفاع عن الرئيس الرواندي بول كاغامي بعد قرار الأخير تغيير الدستور من أجل تمكينه من مواصلة الحكم، على الرغم من سجله الإشكالي في مجال حقوق الإنسان. ونقل موقع « وللا » الإخباري عن ليبرمان قوله أخيراً إن الغرب الذي ينتقد كاغاما هو ذات الغرب الذي يصمت على ما تقوم به إيران ضد حقوق الإنسان، متهماً الغرب بـ « النفاق ». وذكّر « وللا » أن الرئيس الرواندي أعلن خلال زيارته لتل أبيب في العام 2014 أنه يرى في إسرائيل « قدوة » يتوجب على بلاده اقتفاء أثرها.