بقلم: عودة بشارات
(المضمون: الدين اليهودي لا يقول إنه من حقك احتجاز جثامين الاموات مدة اربعة اشهر أو ترك الأسير الاداري المضرب عن الطعام حتى يموت. لذلك أشكك في يهودية قضاة محكمة العدل العليا ووزير الداخلية - المصدر).
اذا كان وزير الامن الداخلي جلعاد اردان يهودي حقيقي فانه ليس باستطاعته حجز جثامين الفلسطينيين مدة اربعة اشهر. لأن اليهود هم شعب رحيم. واذا تم الاثبات، رغم ذلك، أن هذا الشخص يهودي فانه ليس لليهود روح هائمة، كما قالوا لنا.
هكذا هي الامور عند الحديث ايضا عن قضاة محكمة العدل العليا: ثلاثة اشهر تصارعوا مع الاسير الاداري المضرب عن الطعام محمد القيق، الذي هو الآن عبارة عن مجموعة عظام تتحرك بين الحياة والموت، الى أن وافقوا كما يبدو على منحه الحياة. اذا إما أن القضاة يتخفون بشكل يهود وإما أن اليهود هم شعب مثل باقي الشعوب.
ومن اجل الحفاظ على الرواية الصهيونية قررت، بقلب مثقل، أن قضاة محكمة العدل العليا والوزير اردان هم يهود متخفين. وبشكل أدق، هم مدسوسين. صحيح أن القرار قبيح، ولكن ما الذي لا يمكن فعله من اجل انقاذ الاحترام القومي لليهود.
أعدكم الآن، بجدية، أنه بعد انتهاء الاحتلال، الامر الذي سيكون خلال حياتنا، هؤلاء الاشخاص سيلفظون ويعتبرون أنهم جروا اليهود الى مستنقع الاحتلال حيث شكلوا غطاء سياسيا وقانونيا واخلاقيا له. ومن الافضل لهم البحث عن المبررات منذ الآن. لهذا اذا كان لديك، أيها الوزير اردان، صديق عربي من الايام التي لم يميزوا فيها بين انسان وانسان وبين جثة وجثة، فقم بسرعة بالتواصل معه. هذا غطاء ليس سيئا.
في الوقت الحالي أقترح على اعضاء الكنيست المتقدمين، يهودا وعربا، عدم اخراج الروح من اجل افشال اقتراح قانون التجميد (الذي يهدف الى طرد اعضاء الكنيست العرب). لأن دولة اليهود في طريقها الى أن تصبح دولة ابرتهايد. ومن أنتم حتى تنقذوا احترامها الضائع؟ هل أنتم أكثر وطنية من يئير لبيد واسحق هرتسوغ وموسيه كحلون؟.
إن كل عربي ويهودي ديمقراطيين يجب أن يهمسا في قلبهما الآن: لقد عشنا ورأينا هذا الوقت. ففي حينه كان الادعاء أن العرب هربوا وبسبب هذا حدثت النكبة. ماذا سيقولون الآن حيث يناضل العرب من اجل أن يكونوا في الكنيست واليهود يغلقون البوابة؟ مبروك، لقد سقط القناع.
سنرى الآن البروفيسورة روت غبيزون وهي تفسر لنا كيف تستطيع الدولة أن تكون يهودية وديمقراطية ايضا. لبن الشمينت مع لحم الخنزير. يتبين أن أكلات الاغيار العرب مقبولة على المثقفين. ولسعادتي، الخيار الآن هو واحد: إما دولة ديمقراطية مع عرب متساوين وإما دولة تغلق مؤسساتها في وجه العرب. فالعرب هم الضوء الذي سيضيء دولة اليهود.
عند الحديث عن المثقفين، ألا يوجد صدّيق واحد بينهم ليسأل أين الخلل في الواقع الذي يشجع طفلة على الخروج لطعن يهودي؟ هل هي تكره اليهودي بسبب يهوديته أم بسبب أنه محتل؟ فهذه الطفلة لم يسبق لها أن عرفت أو تعرفت على يهودي غير محتل. حان الوقت لنفكر بهذه الطفلة كضحية قبل اعتبارها مخربة والاسراع في تفريغ مشط الرصاص في جسمها النحيف.
في الختام أقول إن من حق، بل من واجب، اعضاء الكنيست من بلد زيارة عائلات منفذي الطعن والمطالبة باعادة جثامين أبنائها. مشكلتي هي أنهم يتظاهرون بذلك. واذا نجح هذا الامر فهذا جيد. واذا فشل فانهم لم يقصدوا ذلك. لقد قال عضو الكنيست باسل غطاس لناحوم برنياع من « يديعوت احرونوت » إنهم كانوا ينوون العمل بصمت، لكن أحد النشطاء انفعل ونشر صورة اللقاء في الموقع. وبعد ذلك طلب غطاس عدم نشر إسم النشيط. وفي اليوم التالي قال غطاس لبرنياع إن كثير من الشبان انضموا لبلد بعد حملة تحريض اليمين. صحتين، قوات التطور تعرق في محاولتها صد هجوم اليمين وبلد هي المستفيدة.
« المسؤولية » كانت كلمة المفتاح في نضال السكان العرب. ولسبب ما اختفت من القاموس.