خبر الاستشهادي حامد... خطط في العلن لخطبته وفي الخفاء لشهادته

فلسطين اليوم

ستفتقد سهام أبنه السنوات الثلاثة عمها الأصغر، لم تفهم كلمات والدها بأنه أستشهد وأن وداعه لها سيكون الأخير وهو المعتاد على مرافقتها دائما هي وأشقائها، وعادت في الصباح لتسأل عنه، سهام واحدة من أحفاد عائلة الشهيد عابد حامد الذي أستشهد الجمعة الفائت وكانوا معتادون عليه بشكل دائم بينهم ومعهم.

وليس الأطفال فقط، فعابد 20 عاما، كان محرك البيت كله وكان نبأ استشهاده بعد تنفيذه عملية دهس لمجموعة من الجنود على مدخل قريته سلواد، شرق رام الله، يوم الجمعة الفائت، كما يقول شقيقه الأكبر محمد.

وقال محمد لـ« فلسطين اليوم: » كان عابد الأقرب لي فكان يعمل معي في المحالات ومرافق دائم لي، كنت ألاحظ دائما عليه تغير على شخصيته بعد استشهاد أنس حماد صديقه، كنت ألحظ أنه يحتفظ بصوره على جواله ويقضي وقتا بالنظر إليها« .

وما لم يكن يفهمه محمد ذهاب عابد لمنطقة المواجهات بشكل دائم، وتحديدا مكان العملية التي نفذها، كان يراه يراقب الشبان والجنود بصمت ولا يتكلم ولا يفعل شيئا، ولكنه لم يكن يتوقع أنه يخطط لتنفيذ عملية.

وما جعل الأمر يبدو بعيدا بالنسبة لمحمد وعائلته أن يكون يخطط لعمليات هو تخطيط عابد للخطبة، فقبل استشهاده بيومين قام بشراء  طقم عريس كامل وطلب من والدته أن تخطب له عروسا.

وحول يوم استشهاده يقول محمد: » كان عابد كل يوم جمعة يذهب إلى مكان المواجهات ويشارك الشبان في المواجهات، لكن يوم العملية بقي في البيت طلب من والدي السيارة وأوصل والدتي إلى بيت خالي، وقبل أن يتركها ودعها وطلب منها مسامحته وأن ترضى عليه وتدعو له، ثم توجه إلى مكان المواجهات ونفذ عمليته« .

وتابع: » كنت في عملي بمدينة طولكرم، وخلال عودتي تلقيت أتصالا بأن عابد أصيب لم أكترث كثيرا فكل يوم جمعة هناك إصابات، ولكن لم يمض الكثير حتى تلقيت أتصالا أخر أنه أستشهد فخرجت من السيارة وسجدت شكرا لله أنه كرمنا باستشهاد أخي« .

محمد عندما وصل لبيته وجد رساله من عابد على الفيس بوك قبل تنفيذه العملية بدقائق يقول له فيها »بحبك يا أخوي دير بالك على حالك وعلى أهلي« .

والد عابد ووالدته تقبلوا استشهاده بصبر كبير، وودعوه بالدعاء له، ولكن الأمر بدى أكثر صعوبة على محمد الذي كان يرافقه في كل أوقاته، يقول محمد: » كان يؤخذ رأيي في كل شيء لم يكن يخفي علي أمرا سوى إلا أمر شهادته، لم أشك يوما أنه يمكن أن ينفذ عملية ولكن هذا خياره والحمد لله".