خبر استمعوا لرئيس الاركان- يديعوت

الساعة 11:34 ص|21 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنيع

  (المضمون: آيزنكوت لا يحتاج الى أسياد. مكانته متينة. من يحتاج الى قول واضح هم الجنود وأفراد الشرطة في المفترقات. وهم قد يتشوشون. من المفضل ان يتوجه نتنياهو اليهم ويقول: « لا تستمتعوا لاي اقوال ترهات من رفاقي السياسيين. استمعوا لرئيس الاركان - المصدر).

 

في أزمنة سياسية اقل هذيانا ما كان يمكن لما قاله رئيس الاركان ان يثير أي عاصفة. ما كانت أقواله لتبرر حتى عناوين رئيسة في الصحيفة. فقد ألقى آيزنكوت خطابا أمام تلاميذ ثانوية سيتجندون بعد قليل للجيش الاسرائيلي. ووصف على مسامعهم مزايا انتفاضة الافراد وذكر بان هناك أوضاع تكون فيها »فتاة ابن 13 تحمل مقصا أو سكينا. حتى لو كانت فعلتها خطيرة جدا، ما كنت أريد أن يفتح جندي عليها النار ويفرغ عليها مخزن رصاص، بل أن يستخدم القوة اللازمة. جنودنا على ما يكفي من الدراية كي يفعلوا هذا« .

 

أقواله تعكس بدقة تعليمات فتح النار، العقل السليم وقيم الجيش الاسرائيلي. وفضلا عن ذلك فان لها جانبا عمليا: فاذا كنا تعلمنا شيئا ما من موجة الارهاب هذه، فاننا تعلمنا بان كل مواجهة تنتهي بالموت لا تزيد الردع بل العكس، تغري المزيد من الفتيان والفتيات ليتسلحوا بسكاكين المطبخ ليكونوا شهداء. ومثل الفراشات التي تجتذب الى النار هكذا يجتذبون الى باب العمود. فهم يؤمنون بان هناك، وهم محوطون بمقاتلي حرس الحدود المسلحين وبكاميرات التلفزيون، سيحصلون على موتهم البطولي. فلماذا نصنع لهم هذا المعروف؟

 

وزيران اعطيا اسنادا كاملا لاقوال رئيس الاركان. موشيه بوغي يعلون ونفتالي بينيت. وفضلا عن الاعتبارات السياسية والشخصية، يخيل أن الوزيرين مزودان بقدرة الاحساس بما يحسه الجندي المرابط في مفترق الغوش او في معبر قلنديا. فقد كانا مقاتلين بنفسيهما. وهما يعرفان كيف يميزا بين اصبع ذكي على الزناد واصبع رشيق على الزناد. لا أعتقد أن بوسعهما أن يتصورا نفسيهما يفتحان النار على فتاة تمتشق مقصا، ليس قبل أن يحاولا ايقافها بوسائل اخرى. أما تسيبي حوتوبيلي، بالمقابل، والتي اختارت الا تخدم في الجيش الاسرائيلي وبدلا من ذلك قدمت خدمة وطنية في جيش الوكالة اليهودية في اطلنطا، فانها تطلق النار بلا صعوبة على كل من يتحرك.

 

وهذا هو الحكم بالنسبة لوزير الامن الداخلي. خريج الشماسة جلعاد اردان، الذي اكتفى بتغريدة على التويتر ضد رئيس الاركان.

 

ان هجمة محافل اليمين على رئيس الاركان تنبع من صعوبة الشرح لجمهور ناخبيهم لماذا تستمر موجة الارهاب. هم في الحكم وهم في ورطة: ليس لديهم اهداف يقصفونها، لانه لا تقف أي منظمة خلف منفذي العمليات. ليس لهم مستوطنات يبنونها، مثابة »الرد الصهيوني المناسب« ، لان الضفة مليئة بالمستوطنات. لم يعد أحد يتأثر ببؤرة استيطانية اخرى، ولا يواسي احد نفسه بكرفان اضافي آخر. واذا كان ثمة احتمال لتهدئة الميدان فهو يستدعي قرارات من القيادة السياسية. قبل كل شيء ينبغي التوسيع بشكل دراماتيكي لعدد تصاريح العمل؛ ثانيا، ينبغي الاستثمار في اقتصاد الضفة وفي جودة حياة السكان؛ ثالثا، ينبغي خلق أمل للمستقبل. كل هذه الخطوات لن يستطيبها ناخبوهم.

 

وعليه، فهناك حاجة لهم بالعدو الدوري. أحد ما يحمل على ظهره المسؤولية عن الوضع. منظمات حقوق الانسان استنفدوها؛ والنواب العرب كذلك؛ الاتحاد الاوروبي؛ الامم المتحدة. صندوقهم فارغ. وبلا مفر تجدهم ينقضون على رئيس الاركان.

 

أمس خرج بوجي هرتسوغ ويئير لبيد للدفاع عن الجيش الاسرائيلي وعن رئيس الاركان. وقد كان هذا دفاعا أعوج وزائد. لبيد انتقد التجرؤ على انتقاد الجيش الاسرائيلي. وقد خلط الامور بعضها ببعض: فالجيش الاسرائيلي غير مقدس وغير محصن من النقد.

 

اما هرتسوغ فاشتكى من أن نتنياهو لا يعطي اسنادا لرئيس الاركان. كل يوم يتهم هرتسوغ نتنياهو بانه كذاب، بانه يدهور الدولة الى هوة أخلاقية، سياسية وأمنية، وأنه عديم الصلاح. اذا كان حقا كذلك، واذا كان هرتسوغ يؤمن بخطاباته نفسه، فلماذا يتوقع منه الاسناد. أقدر بان هذا الصباح، في مستهل جلسة الحكومة، سيقول نتنياهو بضع جمل مفعمة بالرسمية. واذا كان هذا يرضي المعارضة، فويل للمعارضة.

 

آيزنكوت لا يحتاج الى أسياد. مكانته متينة. من يحتاج الى قول واضح هم الجنود وأفراد الشرطة في المفترقات. وهم قد يتشوشون. من المفضل ان يتوجه نتنياهو اليهم ويقول: »لا تستمتعوا لاي اقوال ترهات من رفاقي السياسيين. استمعوا لرئيس الاركان.