بقلم: امير أورن
(المضمون: في ظل ضعف القيادة السياسية في اسرائيل فان رئيس الاركان أصبح في مركز الاهتمام من قبل المجتمع الاسرائيلي والأعداء ايضا - المصدر).
التحقيقات الجنائية تأخذ الزوجين نتنياهو خارج السلطة. في ظل غياب الانتخابات فان الميراث سيتوزع داخل الليكود. اسرائيل كاتس وخصمه الذي يصغره 15 سنة، جلعاد اردان، يحاولان توزيع الغنائم بينهما – كاتس للرئاسة لفترة محدودة واردان لوزارة الدفاع التي يرغب فيها نفتالي بينيت، الامر الذي سيمنعه اسحق هرتسوغ بواسطة الحصول على وزارة الخارجية. لغز: عند من ستبقى المفاتيح؟ غادي آيزنكوت.
كلما كانت القيادة السياسية ضعيفة كلما زادت أهمية رئيس الاركان. لذلك يتوجه حسن نصر الله بشكل علني لآيزنكوت، حيث أن وثيقة الجيش الاستراتيجية التي نشرت في الصيف الماضي قد تحولت الى درس الزامي هو « اعرف عدوك » في الضاحية. في الاسبوع الماضي كانت مناسبة مرور 24 سنة على تسلم نصر الله لمنصبه كأقدم زعيم عربي وهذا بفضل اسحق شمير وموشيه آرنس واهود باراك الذين أمروا بقتل رئيس حزب الله عباس موسوي. في عملية « عناقيد الغضب » قدم نصر الله لبنيامين نتنياهو الاصوات الكثيرة التي كانت تنقصه من اجل الفوز على شمعون بيرس في الانتخابات. الآن نصر الله يهتم بنتنياهو أقل من آيزنكوت – رئيس الاركان الذي تم تعيينه رغم أنف نتنياهو ورغم الضغط الذي استخدمه مؤيدو يوآف غالنت برئاسة المحامي المشترك لغالنت وشلدون ادلسون.
على خلفية على ضعف ليفي اشكول عشية حرب الايام الستة عرف جمال عبد الناصر الشخصية الامنية ووضع رئيس الاركان اسحق رابين في تحدٍ من خلال الهجوم في سيناء. من عبد الناصر حتى نصر الله لم يكن تعامل مباشر كهذا بين زعيم عدو وبين المستوى القيادي الأعلى في الجيش الاسرائيلي. آيزنكوت لا يزعم أنه السيد أمن، لكنه بيقين سيد الجيش. وبفضل اعماله الصامتة وسوء المستوى السياسي فهو ايضا سيد الاجماع القومي.
هذه ايضا احدى مشاكله لأن نجاحه في العام الاول قد يعود عليه سلبا. كيف يمكن الحصول على علامة جيدة، كيف يمكن منع السقف أن يبدو مثل الارض. ومشكلة اخرى هي التأكد أنه من بين 3 – 5 جنرالات سيعين بعد ثلاث سنوات وريث ملائم.
لم يحدث أن حصل الجيش الاسرائيلي على قائد الجبهة الاساسية في الحرب. أو عملية كبيرة يصبح بواسطتها بعد ذلك رئيسا للاركان. من هنا ايضا فانه لم يتم اختبار أي رئيس اركان قبل ذلك كقائد جبهة مقاتلة وأن واجب اثبات فعالية آيزنكوت كمشغل لقوة عسكرية، ليس فقط بانٍ لها، ما زال ملقى عليه. في المهمة العلنية له بوقف الانفاق سجل تقدم تكنولوجي وتنفيذي، لكن الغريب هو لماذا يشارك الجيش في تعظيم التهديد بدل اقامة مواقع اخلاء بالقرب من الحدود اثناء الحرب أو عند كشف تسلل. بالعكس، حماس ستستثمر في الحفر.
هناك بُعد آخر هو تأثير رئيس الاركان على سياسة استخدام القوة. في تشرين الاول العام الماضي أوضح للحكومة أن صياغة اوامر فتح النار توجد في أيدي الجيش بمصادقة المستشار القانوني. ليس السياسيون من يحددون متى وكم من الرصاص يجب اطلاقه. في موضوع الاعداد ومشط الرصاص، الفتاة والجندي، هو يقول حقيقة بسيطة وجوهرية واخلاقية. القتل الزائد في ظل غياب وجود خطر على الحياة يؤدي الى التصعيد (رفض الشرطة تسليم الجثث للعائلات تم تبريره بالخشية من أن تؤدي الجنازات الى زيادة العمليات) والضغط السياسي.
حينما يتحدث آيزنكوت عن استخدام القوة الضئيلة فانه يزيد من احباط نتنياهو. لأنه لو كانت ايران في الوقت الحالي هي مجرد فتاة تحمل مقص فمن الواضح أنه ليس هناك مبرر لافراغ المشط الاسرائيلي بالكامل. الضربة الاستباقية لم يتم الغاءها، بل هي محفوظة لحالة الطواريء. لأنه دائما توجد ضربة أخيرة.