خبر أي دولة- معاريف

الساعة 10:26 ص|20 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أوري سفير

          (المضمون: ليس القنبلة الايرانية هي خطر وجودي على اسرائيل، بل الخطر من فقدان الديمقراطية الجاري امام ناظرينا. - المصدر).

          عن أي دولة نتحدث؟ دولة رئيس الوزراء فيها هو نائب رئيس الوزراء، مساعد رئيس الوزراء، وزير الخارجية، وزير الاتصالات، وزير الاقتصاد والصناعة ووزير التنمية الاقليمية؛ في يديه صحيفة مثل « برافدا »، هي بوق شخصي؛ بوسعه أن تجرى المقابلات الصحفية معه بقدر ما يشاء ومتى شاء في كل وسائل الاعلام؛ كل تعيين كبير، في الامن، في الاقتصاد وفي الدبلوماسية منوط به وحده؛ يقطع الرأس السياسي لكل منافس محتمل؛ يعطي ضوء أخضر لوزير تعليمه كي يمنع تعلم الكتب التي تعنى بعلاقات الحب مع ابناء الاقليات؛ لا يشجب ملاحقة الكتاب والفنانين بسبب ارائهم؛ رجال الدين المتطرفون هم اصدقاؤه الافضل، وكلبته تعرف في وسائل الاعلام بانها « الكلبة الاولى ».

          حذا يمكن أن يكون في تركيا، في ايران او في كوريا الشمالية، ولكن هذا يحصل هنا عندنا في ما كان ذات مرة « الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ». نحن نميل لان نحذر من تآكل الديمقراطية، ولكن رويدا رويدا وبمنهاجية استراتيجية من جانب الزعيم، هذا حصل: اسرائيل هي من نواح عديدة ديمقراطية سابقة، معرفة في كل المقاييس الدولية الهامة كديمقراطية هزيلة.

          والامر وجد تعبيره في عملية اتخاذ القرارات. في الديمقراطية تأتي قرارات السلطة الى العالم في عملية توازنات وكوابح؛ وفي الحل الوسط بين المصالح المختلفة الممثلة في الحكومة. اما عندنا فهذه مسرحية رجل واحد. جلسة الحكومة والكابنت هما مسرحية لوسائل الاعلام. صفقة الغاز كان ينبغي ان يقررها رئيس الوزراء، وزير المالية ووزير الاقتصاد. وزير المالية حيد، وزير الاقتصاد استبدل برئيس الوزراء، وهذا تبقى مع مهرج البلاط في شكل وزير الطاقة ومع رفاقه ارباب المال في الاقتصاد. في مواضيع الحرب واللا سلام، رئيس الوزراء ينبغي أن يتخذ ويتخذ صلاحيات وزير الدفاع ووزير الخارجية (رئيس الوزراء)، وبالاساس وزير التعليم، من أجل توسيع المستوطنات، التي هي بحد ذاتها تمنع هنا الديمقراطية، إذ بسببها اليهود من البحر الى النهر يصبحون أقلية.

          كما أن مضامين سياسة نتنياهو تمنع استمرار الحياة الديمقراطية. فالموقف العنصري المميز تجاه الاقلية العربية، والمستورد من سياسة الاحتلال في المناطق، يخلق طغيان الاغلبية. من يعارض ذلك، يعرف كعدو الشعب أو دسيس، وضدهم يمكن استخدام سرية الهجوم من فتيان التلال او « ان شئتم ».

          بالتوازي، يعقد نتنياهو حلفا غير مقدس مع كل الجهات الدينية والاصولية في السياسة ويشجع طموحاتهم لان يخلقوا هنا مثابة ثيوقراطية، تميز بين حافظي الفقه وبين الجهات الليبرالية الكافرة.

          واذا كان كل هذا يبدو سيئا، فان رئيس الوزراء يتجند للسياسة الوحيدة الهامة في الدولة غير الديمقراطية – الدعاية. الصحافة الدولية تعرف بانها معادية او لا سامية. وعلى الصحافة المحلية يسيطرون بمعونة شلدون ادلسون، الانظمة الادارية وصفحات الرسائل.

          ليس القنبلة الايرانية هي خطر وجودي على اسرائيل، بل الخطر من فقدان الديمقراطية الجاري امام ناظرينا.