رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين
قلبت انتفاضة القدس المستمرة موازين الاحتلال ومن يدور في فلكه، وأثبتت مجددًا عظمة شعب فلسطين، وأكدت أن شعبنا غير قابل للتدجين، وهو دومًا سابق لقيادته!.
لقد أعادت هذه الانتفاضة الحياة الكريمة لشعبنا، ودحضت زيف ما يسمى الفلسطيني الجديد، وكشفت أن الصغار لا ينسون، وأننا كسبنا الصراع على الذاكرة والرهان على الأجيال، وتحتاج الانتفاضة التي اقتربت من تتمة شهرها الخامس إلى الدعم والتأييد من كل القيادة الفلسطينية على جميع المستويات.
ونتوقع أن حركتي فتح وحماس سيلتقطون الفرصة، وتكون انتفاضة القدس على جدول أعمالهم في الحوار، للاتفاق والتفاهم على أهدافها ووسائلها وتطويرها وضمان ديمومتها، وضمن حوار وطني شامل لا يستثني أحدًا.
انتفاضة القدس التي وقودها الجيل الذي ولد وعاش وترعرع في ظل اتفاق أوسلو المجحف بحق شعبنا، تتطلع إلى رعاية وحنان ودعم ومتابعة على مدار الساعة، عليكم أيها القادة الجلوس والاتفاق على دعم الانتفاضة بوعي كامل وعقل مفتوح وقرار صادق، فشعبنا يدرك جيدًا بعد نحو ربع قرن من المفاوضات أنها لم تعد له حقًا، ولم تحفظ له مقدسات، ولم تصنع له حرية ولا استقلالًا!.
الانتفاضة بحاجة ماسة إلى قيادة ميدانية تخطط وتنفذ وتتابع، ومن ورائهم قيادة سياسية تمدهم بالمال، وتوفر لهم الحماية السياسية، وتكافح عنهم أمام العالم بالمواثيق الدولية والأخلاقية والحراك الدبلوماسي، وتنشر لهم وعنهم بكل وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية.
انتفاضتنا بحاجة إلى من يحترم الشهداء ونضالهم، ويعتمدهم في مؤسساته فورًا دون تسويف أو مماطلة، بل ونصنع من (الشهداء) قناديل الانتفاضة رموزًا لشعبنا وأجياله، وجرحى يحتاجون إلى المال والعلاج، وأسرى يحتاجون إلى الدعم، وعائلات تحتاج إلى المساندة، ومنازل مدمرة تتطلب إعادة البناء وهو أقل القليل.
إن اجهاض الانتفاضة –لا سمح الله– أو إصابتها بأي انتكاسة فإن حركتي فتح وحماس هما المسؤولتان بصورة رئيسة عن ذلك بصفتهما الحركتين الأكبر على الساحة الفلسطينية، وقواعدهما تشاركان بصورة كبيرة فيها إضافة إلى الفصائل الأخرى، وهما صاحبتا التأثير الأكبر على ساحة القول والفعل في المشهد الفلسطيني.
جاءت الانتفاضة لتزيل الوهم بأن الكيان الإسرائيلي صديق وجار، ولتعيد أصل الحكاية التي يغفل عنها البعض وهي المعادلة الصادقة أن وجود الاحتلال يعني وجود المقاومة لا محالة .
منفذو الأعمال البطولية في الانتفاضة لم يأخذوا إشارة أو قرارًا من فتح أو حماس للانتصار لحقهم، وحماية مقدساتهم وأرضهم، والانتصار لحرائرهم وشعبهم بإمكاناتهم البسيطة والبدائية التي أربكت حسابات الاحتلال، فقد عرفوا طريقهم وحدهم ودلتهم جيناتهم الفلسطينية على أن القدس بوابة السماء ولن تكون إلا عاصمة لفلسطين، فهل سمعتم رسالتهم وعدتم باتفاق يعيد الأمل لشعبنا وانتفاضته التي نحذر من أن تتركوها وحدها؟!.