خبر سياسة اطلاق نار منضبطة -يديعوت

الساعة 10:26 ص|18 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي يهوشع

(المضمون: اذا واصل آيزنكوت ترك أثره الاخلاقي على الجيش الاسرائيلي، مثلما فعل حتى الان، يمكن ان نتوقع بانه عندما ينزع بزته بعد ثلاث سنوات، سيخلف جيشا ليس فقط مهنيا بل وقيميا أكثر - المصدر).

بعد سنة من المنصب يمكن أن نقول منذ الان: رئيس الاركان جادي آيزنكوت يبدو بصفته المرسى الامني والقيمي المركزي في داخل عدم الاستقرار الذي تظهره قيادة الدولة.

رويدا رويدا يتعرف الجمهور على مواقفه الامنية والاستراتيجية: النووي الايراني « آوت » فيما أن حزب الله وحماس « إن ». والمعارضة لفرض اغلاق في المناطق خوفا من ان يشجع هذا العمليات.

أمس، في اثناء حديثه مع تلاميذ ثانوية في بات يام تنازل آيزنكوت ايضا الجوانب التكتيكية والاخلاقية حين أعلن بان لا حاجة لافراغ خزان رصاص على طفلة ابنة 13 مع سكين – بل العمل حسب أنظمة فتح النار.

يلوح رئيس الاركان كمن يتصدر سياسة نار منضبطة. هكذا مثلا: حين تحرك مئات المتظاهرين نحو جدار الفصل في غزة، كان هو من أمر بوقف التقدم – ولكن دون ترك عشرات الجثث ملقاة على الارض، حتى بثمن اقتحام الجدار، وذلك لان الحديث كان يدور عن منطقة بعيدة عن بلدة اسرائيلية.

ومع أنه لا يمكن أن يستخلص من اقواله بانه لم يأمر بوقف المتظاهرين بوسائل تفريق المظاهرات والقناصة، فقد اوضح لقائد فرقة غزة في تلك الحالة بان الضرر الذي قد يلحق باسرائيل من صور الجثث على الجدار سيكون أخطر بكثير من جدار مقتحم.

يفهم آيزنكوت مكان القيادة العسكرية في الدولة الديمقراطية، ولكن في الغرف المغلقة لا يوفر عن اصحاب القرار اراءه ولا يخفي عنهم معاني قراراتهم، حتى لو حظي بوجوه مكفهرة.

لا يهم آيزنكوت « ان يحبوه »، كونه ليس لديه نوايا سياسية. بيقين تام لن تروه ايضا حتى يتسلى بهذه الفكرة او يحاول اعجاب السياسيين – لا بالتوصية باغلاق محطة صوت الجيش، لا باخراج فرع الوعي اليهودي من ايدي الحاخامين العسكريين ولا بتوجيه النقد لمنظمة « نحطم الصمت » التي طالبها بان تعرض شكاويها في الزمن الحقيقي على القيادات وليس بعد سنوات من ذلك في محاضرات في خارج البلاد.

بعد سنة من تسلمه مهام منصبه، واضح ان آيزنكوت لا يقدم تنزيلات لاحد. في اعقاب الموت المأساوي لضابط الناحل الاصولي النقيب يشاي روسلس في اثناء حادثة التدريب في تساليم « قطع رؤوسا » لما لا يقل عن 6 ضباط وقادة بينهم قائد كتيبة مدرعات ونائبه و 4 ضباط اخرين تلقوا ملاحظات وتوبيخات.

كل هذا حصل بسبب الطريقة التي يرى فيها رئيس الاركان منصبه. عندما يسأله ابناء الشبيبة اذا كان منصبه « صعبا » درج على أن يجيب لهم بان ما هو صعب حقا هو « الدخول الى منزل عائلة ثكلى ». وعندما كشفنا في « يديعوت احرونوت » بانه توجد مشكلة حقيقية في العلاقة بين الجيش والمتجندين، لم يتملص او يتمترس (مثلما اقترح ان يفعل احد الوية هيئة الاركان)، بل اعترف بالخطأ واجرى بحثا في هيئة الاركان طالب فيها رئيس شعبة القوى البشرية ورئيس شعبة الاستخبارات بتقديم التفسيرات، وبالاساس الحلول في ظل عرض جداول زمنية والالتزام بالاهداف.

بعد مرور ربع ولايته أثبت رئيس الاركان بان للجيش يوجد زعيم ويوجد طريق. اذا واصل ترك أثره الاخلاقي على الجيش الاسرائيلي، مثلما فعل حتى الان، يمكن ان نتوقع بانه عندما ينزع بزته بعد ثلاث سنوات، سيخلف جيشا ليس فقط مهنيا بل وقيميا أكثر.