خبر الضغوط الخارجية والمال السياسي (7).. بقلم عماد الافرنجي

الساعة 07:57 ص|17 فبراير 2016

 

رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين

 

 

يُقرُّ كثير من خبراء السياسة والمحللين أن العامل الخارجي يؤثر في القضية الفلسطينية أكثر من العامل الداخلي، وربما يكون رأيهم صوابا، لكن مهما كان التدخل الخارجي فلن يكتب له النجاح دون موافقة داخلية أو على الأقل غطاء فلسطيني داخلي .

 

وشهدنا تدخلات صارخة في الشأن الفلسطيني - لا زال بعضها مستمراً - حتى أصبح لبعض الدول تنظيمات فلسطينية تتحدث باسمها، وزاد عليها تدخل المال السياسي الذي أرهق المكون الفلسطيني برمته نتيجة حاجة الفلسطينيين و مصالح الآخرين .

 

ونحن في حضرة الحوار بين فتح وحماس نذكرهما بضرورة النقاش والتفاهم وقد تحللوا من أي ضغوط خارجية قدر المستطاع ، مع إدراكنا الواعي أن البعض لا يريد فتح وإن أرادها يريدها ضعيفة. وآخرون لا يريدون حماس وإن أرادوها فهم يريدونها ضعيفة ، بل يريدون الشعب الفلسطيني كله ضعيفاً يقبل بما يُعرض عليه ، ويُريح نفسه مما يسميه ثِقَل القضية الفلسطينية !!.

 

ويُمثل الضَّخ المالي للحركات الفلسطينية والسلطة نفسها ضغطاً محكماً وصعباً ، وغنيٌ عن القول أن أحداً لا يدفع المال لسواد عيون هذا أو ذاك ، وإنما لتحقيق مصالحه الخاصة ، ففلسطين تُعلي من شأن كل من انتمى إليها ودافع عنها وكذلك يفعلون .

 

ولذلك فالمتحاورون مطالبون بالإجابة بكل وضوح وشفافية عن سؤالين رئيسين هما: ماذا نريد؟ وكيف نحقق ما نريد ؟ ومن ثم تحديد الثابت والمتغير في السياسة الفلسطينية ، والمتغيرات في حالتنا الفلسطينية كثيرة سواء متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية أو كثرة الصراعات والنزاعات وجميعها يؤثر علينا لا محالة ، فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة عن العالم بل قد نكون الأكثر تأثراً بالتحولات الجارية .

 

علينا أن نمتلك الإرادة السياسية حول حقوقنا وثوابتنا الوطنية ومقدساتنا ، واتخاذ القرار المستقل ، ولا قرار مستقل يعتمد على التمويل الخارجي ، ولذلك فالدول العربية والإسلامية مُلزمة بتوفير المال للشعب الفلسطيني الذي يَنوبُ عنهم في مواجهة الاحتلال السرطاني الاستيطاني ويمنعه من التمدد إلى دولهم ويدفع الدماء ضريبة عن أمته عن طيب خاطر ، ناهيك عن توفير الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي.

 

على فتح وحماس أن يقاربا ويسددا للوصول إلى أفضل الطرق والأساليب لتحقيق حقنا الفلسطيني ، ويحسنا توزيع الأدوار فيما بينهما للتعامل مع الواقع المعقد الذي نعيش ، والبعد قدر الإمكان عن لعبة المحاور ، وألا يطعن أحدهما في الآخر مهما بلغت حدة الخلاف بينهما .

 

إننا ننتظر منهما الإبداع في استثمار أحكام القانون الدولي لصالح قضيتنا وحتى قانون الحرب والاتفاقيات والمواثيق الدولية ، والتأثير في الرأي العام الدولي الرسمي بالدبلوماسية المحنكة ، والرأي العام غير الرسمي بأدوات الإعلام المهنية الذكية ، وقبل ذلك كله أن يحظى الطرفان بثقة واحتضان الشعب الفلسطيني .

 

نعم، إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ، وإن شعباً لم يستطع التهويد والاستيطان والقتل والإبعاد والأسر أن يَنفيَهُ أو يُنهيهُ أو يُلغيه ، شعبٌ قوي يستحق الحياة ... فلا تخذلوه !!.