استقبال جماهيري حافل للفدائي بأهازيج جزائرية وجماهير رفعت الأعلام الفلسطينية والجزائرية إضافة للأهازيج التي صدحت في أرض مطارهواري بومدين وأبرزها « فلسطين الشهداء »، وتسونامي إعلامي من عشرات القنوات لاحق تحركات لاعبي منتخبنا بمجرد وصولهم للحصول على تصريحاتهم المتعلقة بردود الفعل والمشاعر الناتجة عن هذا الاستقبال من الشباب والشياب والنساء والأطفال.
الخالة مريم التي وصلت أرض المطار منذ ساعات الصباح تنتظر بلهفة وشوق، ولم تتريث حتى خروج المنتخب من قاعة الوصول بل كانت أول المستقبلين متوشحةً بالعلم الفلسطيني وقدمت الورود وانهمرت الدموع تعبيراً عن فرحتها وهي تستقبل أبناءها بالزغاريت.
رئيس الوفد محمد الصياد أكد أن ما حصل من استقبال لم يحصل على الإطلاق من قبل، وهو ما يدل على أن الشعب الجزائري شعباً تواقاً لرؤية الشعب الفلسطيني بحكم العلاقة التاريخية التي تربط البلدين، والمستوى الرسمي الذي كان في المطار يعبر عن مدى أهمية هذه الزيارة.
وأشار الصياد أن بعثة المنتخب كانت تتوقع أن تحظى باستقبال كبير لكن ما حدث هو استقبال تاريخي، مشدداً على أن ما رآه في عيون الخالة مريم يلخص كافة مشاعر الشعب الجزائري.
صور موسيقية رسمتها فرق فلوكلورية جزائرية لم تعزف فقط ألحان بلدها بل اختارت ألحاناً شامية للترحيب بلاعبي الفدائي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه لملاحقة حافلة المنتخب سواءً من وسائل الإعلام أو من الشعب الجزائري الذي ينتظر اللقاء بفارغ الصبر مع وعود بملء جنبات مدرجات ستاد 5 جويليه يوم اللقاء وتشجيع الفدائي بحرارة وعدم النظر لنتيجة اللقاء من الناحية الفنية باعتباره عرساً تاريخياً.
الصحف الجزائرية خصصت جزءاً كبيراً من صفحاتها الرئيسية للحديث عن زيارة الفدائي، صحيفة الشروق عنونت: « الفدائي » يصل إلى الجزائر وسط هتافات « فلسطين الشهداء »، ورود وزغاريد في استقبال الأولمبي الفلسطيني.
صحيفة الخبر توقعت أن يكون اللقاء عرساً كروياً وكتبت عن الاستقبال: استقبال في مستوى « القضية » لمنتخب فلسطين لكرة القدم، وأشادت وكالة الأنباء الجزائرية بالاستقبال الذي اعتبرته كان بحفاوة كبيرة.
وخصص موقع « الهدّاف » تغطية مميزة لاستقبال بعثة منتخبنا، ورافق المنتخب في كافة تحركاته منذ الوصول حتى إجراء أول تدريب خفيف للتخلص من آثار السفر.\
الفعاليات الثقافية انطلقت بحفل فني لمحبوب العرب محمد عساف بقاعة الأطلس بباب الوادي بالعاصمة، بحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ووزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة ووزير الثقافة عز الدين مهيوبي ورئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية مصطفى براف والعديد من الشخصيات الرسمية الجزائرية الى جانب سفير دولة فلسطين لؤي عيسى، وحضور جماهير كبير من الجالية الفلسطينية ومناصري القضية الفلسطينية.
وشكر الرجوب في كلمته الختامية بالحفل الجزائر قيادة وحكومة وشعباً على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ مستذكراً الموقف التاريخي للرئيس الراحل هواري بو مدين الذي رفع شعار « الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة »
كما أشاد بمواقف الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة وموقفه الثابت إلى جانب فلسطين وعدالة قضيتها ودعمها في كل المنابر والمحافل الدولية، وقدم الرجوب شكره للجماهير الجزائرية التي تساند فلسطين دائماً معتبراً أن ذلك مثال واقعي لمدى الحب والأخوة التي تربط الشعبين.