مراسلون أجانب واعتبارات أجنبية -هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
مهامة الصحافيين الاجانب القائمين في اسرائيل، او الصحافيين الاسرائيليين العاملين بتكليف من وسائل الاعلام الاجنبية، ليست سهلة. فباستثناء صحف وقنوات معينة، تتمتع بمكانة وجمهور غفير أو نوعي، يبدي أصحاب القرار في القدس اهتماما في الوصول اليهم للتأثير عليهم، فان الصحافة الاجنبية تجد صعوبة في منافسة الصحافة المحلية وتوفير مادة جديدة وحصرية لمرسليها.
في الانتقال من الانباء الى الاراء، تتهم الصحافة الاجنبية مرات عديدة بالتحيز ضد اسرائيل. فضغط دائم يمارس على الصحافيين الاجانب كي يتلقى مشاهدو التلفزيون، قراء الصحف ومستمعو الاذاعة في الخارج رواية قريبة قدر الامكان من الدعاية الرسمية.
يتفاقم هذا الوضع الدائم في اوقات الطوارىء والضائقة، ولا سيما بعد أن أعلنت حكومة اسرائيل عن الحرب على عدو متملص، « التحريض ». كل من يتجرأ على أن يأتي باقوال الطرف الاخر، الفلسطيني، مشبوه بالعداء لاسرائيل. وقد اعتادت الصحافة الاجنبية على التنكيل، الذي يحقق نتيجة معاكسة: لا الردع، بل التضامن مع المتحملين الآخرين للتنكيل. وعليه، فان ما هو مفاجيء في الخطوة التي اتخذت هذا الاسبوع ضد المراسلين الاجانب – استدعائهم لبحث توبيخي في « التغطية المغرضة واحادية الجانب للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني – هو بالاساس الجهة المنكلة: ليست الحكومة، ليست الكنيست بل المعارضة التي في داخلها بالذات.
لجنة متفرعة عن لجنة الخارجية والامن، برئاسة النائبة تسيبي لفني، استدعت ممثلي الصحافة الاجنبية لتقديم الحساب على التغطية المتحيزة لاحداث الارهاب، التغطية المعادية بالنسبة للجنود وافراد الشرطة والتشهير بهم. واستاء المراسلون ووصفوا هذا البحث »بصيد الساحرات". وبالفعل، فليس من شأن الكنيست البحث في مواضيع الصحافيين الاجانب. فكل من عمل في أي مرة كانت كمراسل لصحيفته أو قناته الاسرائيلية في واشنطن لا يستطيع ان يتصور لجنة كونغرس تتجرأ على أن تهدد هكذا حرية تعبير الصحافي، اجنبيا كان ام محليا. اما الديمقراطية الاسرائيلية، غير المحمية بالدستور، فتسمح لنفسه بان تفزع بهذا الشكل من يرفعون التقارير عما جري هنا.
يعكس استدعاء الصحافيين الاجانب الى الكنيست ميلين مقلقين ومزعجين: الهجوم على من يغطي اعلاميا الوضع البشع لاسرائيل وقيام المعارضة بتجاوز الحكومة من اليمين. لا يوجد أي اساس للتوقع بان يحسن تقرير بصيغة اكثر قبولا – مثلا، ابراز الارهاب في بداية النبأ، ولاحقا فقط التبليغ عن الثمن الذي يدفعه منفذي العمليات الذين قتلوا - يحسن موقف اسرائيل في العالم. فقد سجل العالم امامه ان الفلسطينيين يقاومون الاحتلال ويعبرون عن مقاومتهم بعنف قاتل. ولا يمكن لاي تأكيد في عنوان النبأ، او تغيير في ترتيب الكلمات في الفقرة، ان يقرب انهاء النزاع. ان الاستدعاء الفضائحي للكنيست يثبت بالضبط ما يرفض المبادرون اليه ان يفهموه.