خبر الى أن نهض أحد ما- يديعوت

الساعة 10:00 ص|11 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنيع

(المضمون: ميني نفتالي نهض فحطم مع محاميتيه وبمعونة محكمة العمل اسطورة ان نتنياهو وزوجته هما المظلومان وتبين انهما يظلمان عمالهما ويستحقان ان يدفعا الغرامة من جيبهما الخاصة وليس من الدولة - المصدر).

« هذا قرار تاريخي »، قالت أمس نوعامي لنداو، محامية مشرف المنزل ميني نفتالي، الذي رفع دعوى ضد مكتب رئيس الوزراء وفاز. وقد قصدت تأثير القرار على حكم أرباب العمل الذي ينكلون بعمالهم ويحتمل أن يكون هذا قرار حكم تاريخي بمفهوم واحد آخر، لا يقل اهمية: فرجل واحد شجاع تحدى نتنياهو، بمحاميه، برجال علاقاته العامة وبمنفذي ارادته في النيابة العامة وديوان رئيس الوزراء. خلافا لمن سبقه، امتنع عن ان يبيع دعواه بالمال. فوزه يرسم طريقا للاخرين ممن ردعتهم البطانة التي بناها نتنياهو مقربوه حولهم.

لا اقصد بالذات العمال السابقين في منازل رئيس الوزراء. فنتنياهو يشغل منصب وزير الاقتصاد ووزير الاتصالات، اضافة الى منصبه كرئيس للوزراء، وكوزير خارجية ووزير التعاون الاقليمي. القوة الاقتصادية والسياسية التي يجمعها في يديه شاذة. والقوة نفسها: كلما كانت القوة اكبر هكذا كان الفساد. وهو يمنح في هذه الايام، عمليا، ربما بمئات ملايين الشواكل، ان لم يكن اكثر، لاصحاب المال المقربين منه، على حساب اصحاب مال آخرين، مقربين أقل. وينظر رجال الاعمال الى المشهد ويسارعون لعرض الوظائف لمقربيه، طلب افلام التمجيد عن ابناء عائلته والتزلف. في الماضي آمن بانه يجب الفصل بين السياسة والاقتصاد. اما في ولايته الحالية، الرابعة في عددها، فهو يجعل متفرغي مركز الليكود يتحكمون بالشركات الحكومية.

ظاهرا، هو بعيد عن الحصانة. ففي اسرائيل يحق لكل شخص أن ينتقد رئيس الوزراء، من كُتاب برامج السخرية في التلفزيون وحتى آخر المعقبين على الانترنت. ولكن الحرية الساخرة هي مجرد ستار دخان، تسلية غير ضارة. وكل محاولة جدية للكشف عن الافعال والقصورات تصطدم بتهديدات قانونية وتشهيرات من جانب وسائل الاعلام التي تعمل في خدمة رئيس الوزراء. ونشأت اسطورة كلها كاذبة: نتنياهو هو ضحية لقوى سياسية ظلماء، قوى شيطانية. كل من يتجرأ على مهاجمته هو عدو الامة.

الى أن نهض أحد ما ويسمى نفتالي، هو ومحاميتاه.

سارة نتنياهو، التي يكثر قرار الحكم في ذكرها، ليست موظفة دولة. عمليا هي ضيفة – وان كانت ضيفة دائمة – في منزل رئيس الوزراء. وعليه، فانه حتى لو نكلت بالعمال، حتى لو اهانت وصرخت ولفقت ضدهم امورا في شهادتها، فليست عليها المسؤولية. المسؤولية عليه، وعليه وحده. هو يعمل عندنا. ليست هي.

ما كان ينبغي له ان يفعله أمس، بعد تلاوة قرار الحكم، هو أن يعلن بانه سيدفع من جيبه 170 الف شيكل فرضتها المحكمة على الدولة. هكذا كان سيكسب من جديد قلب الجمهور. انا أعرف بان احتمال أن يفعل هذا يقترب من الصفر: فهو يصعب عليه أن يتخلى عن 170 شيكل فكيف سيتخلى عن 170 ألف.