في ظل تسارع التطور التكنولوجي في العالم، انتقل الناس تلقائياً الى مواكبة هذا التطور والتنافس في متابعة تحديثاته، كما واكب هذا التطور الفئات المختلفة من التجار والشركات الخدماتية و الاعلامية و مجالات التوعية والعديد من المجالات المتنوعة من منطلق المبدأ الاقتصادي « الوسيلة تتبع المستهلك ».
و في فلسطين برزت الاعلانات الالكترونية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، و ساعد في انتشارها الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به المواطنون من البطالة التي تنتشر كالنار في الهشيم، اضافة الى حالة الركود التي تفرض نفسها على السوق الفلسطيني، حيث يحاول الشبان الفلسطينيون من خلال هذه المواقع الترويج لما يرون أنه يدر عليهم ربحاً من الخدمات أو السلع التي يقومون بالترويج لها، لا سيما و أن هذه المواقع انتشرت بسرعة فائقة في المجتمع الفلسطيني.
العديد من أصحاب المحال التجارية و الشركات و أصحاب الخدمات الأخرى أكدوا بأنهم لجأوا الى مواقع التواصل الجتماعي، و خصوصاً « الفيس بوك »، للترويج لمحالهم بسبب انتشاره عالمياً و محلياً و سرعة الوصول الي المستخدمين.
في هذا السياق قال « خليل الشريف »، مدير محلات « ماما هيو » لمستلزمات الأطفال: « قمت مؤخراً بتصميم صفحة اعلانية عبر موقع الفيس بوك للمحل، حيث أن الهدف من ذلك هو جذب المزيد من الزبائن و اهتمامهم، و بالتالي تحقيق نسبة مبيعات أكبر مستقبلاً، لافتاً إلى أنّ ما دفعه لذلك هو انتشار فيسبوك عالميّاً و محلياً، وهذا ما حقّق له نسبة كبيرة من المتابعة أدّت إلى زيادة المبيعات خلال الفترة التي تلت تصميم هذا الاعلان ».
من ناحيته قال الناشط الاعلامي الجديد، يوسف أبو وطفة: « إن الإنتشار الواسع لوسائل الإعلام الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في تمييز المنصات الإلكترونية، في ظل الطفرة التكنولوجية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل خاص »الفيسبوك« وغيرها من الوسائل في صفوف الجمهور العربي، على عكس الوسائل التقليدية التي لم تعد تلقى رواجاً كبيراً مقارنة مع وسائل الاعلام الجديد ».
و أوضح لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » إن عوامل النجاح مرتبطة بالأهداف المحددة للإعلان وطريقة اختيار الفئة المستهدفة من ناحية الفئة العمرية والفئة المستهدفة سواء كانوا رجال أو نساء بالإضافة للمنطقة.
و لفت أبو وطفة الى أنه لا بد أن يكون هناك وعي من جانب صاحب الإعلان عند اختيار طريقة الإعلانات، وأن يكون هدفه محدد حتى تعود عليه بالفوائد المرجوة وأن لا تكون الاعلانات عشوائية.
و من ناحيته قال مهندس الحاسوب، و المتخصص في مجال الاعلانات الالكترونية، ابراهيم شقورة: « إنه مع التطور الرهيب في العالم التقني وزيادة مرتادي الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم من كل الفئات، اصبح الاستهداف بالاعلان الالكتروني اكثر سهولة واكثر مرونة ، حيث اتجه المروجون نحوها لعدة اسباب اهمها سهولة الاستهداف بالعمر والمكان والزمان ».
و قال شقورة لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « أن العديد من الشبان يلجأون الى عمل اعلانات عن محلات تجارية أو نشاط معين يقومون به لجذب العملاء من مناطق محددة وفقاً لهذا الاعلان ».
و أوضح بأن من الاسباب التي عززت هذا الاتجاه لدى المعلنين بعيداً عن الاعلانات التقليدية، هو سهولة تنفيذ و قلة تكلفة هذه الاعلانات مقارنة مع الوسائل القديمة،، حيث أصبح بامكان صاحب أي متجر او غيرهم من المهتمين بالاعلانات عمل بطاقة فيزا ومن خلالها عمل الاعلان الذي يريد سواء كان على منصات التواصل الاجتماعي او غيرها من المنصات الاعلانية الالكترونية الأخرى.
و بحسب المهندس شقورة، فإن« الفيسبوك » هو أكبر منصة للتواصل الاجتماعي وبصفته الثاني عالميا من ناحية انه موقع الكتروني بعد محرك البحث قوقل بدأ الاتجاه نحوه ، و أضحى هو الهدف المنشود لكل شخص يريد ايصال اعلانه لنسبة اكبر من الزوار، بحيث يطرح « الفيس بوك » اكثر من منطقة لظهور الاعلان.
و لفت الى أن الاعلان قد يكون جانبي او خلال المنشورات على حائط المستخدم، بالاضافة الى انه ادخل تطبيق « الانستغرام » الذي قام بشرائه مؤخرا ضمن هذه المنظومة الاعلانية مما يزيد فرصة ظهور الاعلان في اكثر من منطقة من خلال ربط الاعلان على « الفيس بوك » وانستغرام معا ، اضافة الى انه يمكن للمتسخدم طرح رأيه في المنتج او الخدمة المعلنة عبر التعليقات وابداء الاراء مما يطرح مجالا للمناقشة في الموضوع.
أما فيما يتعلق بالعيوب التي تتعلق بالتسويق عبر هذه المنصات، أوضح شقورة أنها لا تكاد تذكر؛ لأنَّ المعلن فيها يتعامل مع عالم افتراضي، يتم التاصل من خلاله عبر رسائل تصل بأي وقت، و ليست محلاً تجارياً أو مؤسسة خدماتية يمكن الوصول اليها في مواعيد محددة.