بقلم: أسرة التحرير
مسموح التحفظ على خطوة نواب التجمع الثلاثة، جمال زحالقة، باسل غطاس وحنين الزعبي. يمكن الاعتراض على لقائهم بعائلات المخربين، الاعتقاد بان وقفة دقيقة الصمت لذكراهم كانت عملا مرفضوا وتعريفهم كـ « شهداء » باطل. ولكن لا يمكن الانضمام الى حملة الملاحقة البشعة والعدوانية ضد النواب الثلاثة، اعضاء « القائمة المشتركة ». محلها ليس معروفا في الديمقراطية.
لقد اتحدت الكنيست ضد الثلاثة من الحائط الى الحائط تقريبا. باستثناء كتلتهم، تنافس مندوبو كل الكتل من سيستخدم لغة اكثر حدة ضدهم. هدف اليمين مكشوف وخطير: محاولة اخرى لنزع الشرعية عن التمثيل العربي في الكنيست، في الطريق الى اقصائه وربما طرده من مجلس النواب. وهذا الهدف خدمه، حتى دون رتوش، مندوبو الوسط واليسار ايضا ممن انضموا الى الهجمة منفلتة العقال: مندوبو المعسكر الصهيوني، يوجد مستقبل وحتى ميرتس الذين شاركوا في الهجوم على التجمع.
بالغ في عمله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يفوت أي فرصة للتحريض ضد عرب اسرائيل، والذي « أمر » المستشار القانوني للحكومة بالفحص أي خطوات قانونية يمكن اتخاذها ضد النواب الثلاثة. كما أن رئيس الوزراء رفع، مع رئيس الكنيست احتجاجا ضد الثلاثة الى لجنة الاخلاق في الكنيست، وأمس قال انه سيعمل على « تشريع يقضي بان من يعمل بمثل هذا الشكل لن يكون في الكنيست ». احد لا يتصور ان يتخذ نتنياهو خطوات مشابهة ضد نائب يهودي كان يدعي مثلا ان القتل في دوما ليس ارهابا او ضد وزيرة العدل التي نقل عنها انها التقت مع عائلة احد المعتقلين اليهود المشبوهين بالقتل.
لقد انتخب نواب القائمة المشتركة، الكتلة الثالثة في حجمها، للكنيست كي يمثلوا الجمهور الذي انتخبهم. وهذا الجمهور لا يتشارك بالفكر، المعتقد والرأي مع الاغلبية اليهودية – الصهيونية. واذا كانت اسرائيل تدعي بان تكون ديمقراطية وترد الادعاءات حول تحولها الى دولة ابرتهايد فان عليها أن تحترم هذه الاراء حتى لو كانت لاذعة بل وأليمة للاغلبية اليهودية. لقد شرح نواب التجمع بانهم التقوا العائلات في محاولة لمساعدتهم على استعادة جثامين اعزائهم، بعد اشهر من مقتلهم. حقهم بل وواجبهم أن يفعلوا ذلك.
ان عرب اسرائيل هم ابناء الشعب الفلسطيني. واحيانا يدور الحديث عن ابناء العائلات ذاتها وفي كل الاحوال يدور الحديث عن الشعب ذاته مع التاريخ ذاته. هذا نسيج حساس وهش، يوجدون فيه في نزاع ولاء بين شعبهم ودولتهم. والسبيل للحفاظ على الديمقراطية في اسرائيل يمر في احترام وضع الامور المركب هذا وابداء اقصى درجات الحساسية تجاهه. اما دحر النواب العرب الى الزاوية، ممن هم على أي حال مقصيون في مجالات عديدة، فيبشر بالشر لاسرائيل. فاذا ما اضطروا الى مقاطعة الكنيست وجمهورهم الى مقاطعة الانتخابات، فستكف اسرائيل عن ان تكون ديمقراطية.