بقلم: جدعون ليفي
(المضمون: ايها الدعائيون، في المرة التالية التي تُتهم اسرائيل فيها بالارتهايد لا تنسوا الجواب القاطع والساحق: ان عرب اسرائيل ممثلين في الكنيست - المصدر).
الاغراء الاول هو الاقتراح على اعضاء الكنيست العرب ان يتركوا الساحة، والاستقالة من الكنيست والمطالبة بمقاطعة الانتخابات القادمة. هذا يكفي. اذهبوا الى البيت ايها العرب واجعلوا الكنيست تمثيلية فعلا: يهودية، طاهرة عرقيا، بيت ممثلي الشعب المختار، برلمان الدولة اليهودية – اليهودية.
مزقوا القناع عن وجه الديمقراطية المفبركة، والتي تلوح بها الدعاية الاسرائيلية، وكأن وجودكم في الكنيست هو الدليل انه لا يوجد في اسرائيل ابرتهايد. اظهروا للاسرائيليين وللعالم الوجه الحقيقي. ذكروا الجميع ان الحركة الثالثة من حيث قوتها في الكنيست « القائمة المشتركة » لا وزن لها. وانها ليست فعلا في الكنيست: ولكن بعد اعادة التفكير يتضح ان هذا ما يريده اليمين. لذلك ممنوع ان تفعلوا ذلك.
اليهود في اسرائيل يريدون كنيست يهودية بالامكان دائما تزيينها بأيوب قره واحمد عمرو. وهم اعضاء كنيست يغنون التفكا ويقفوا دقيقة صمت عندما يطلب منهم مع الاولوية لمن خدم في حرس الحدود، وعذبوا الفلسطينيين، ليحتقل العرب بيوم الاستقلال ويمسحوا يوم النكبة، ليذهبوا الى اوشفتس ويأكلوا خبز الفصح ويسموا طفلة عمرها 12 عام مع مقص « مخربة » والحارس الذي قتلها « بطل » وقتل شرطية من حرس الحدود في المناطق المحتلة يسمى « قتل » ويبرر قتل أي فلسطيني، وان يكونوا ضد الارهاب الفلسطيني طبعا.
ليستنكروا ويستنكروا، ليستنكروا كل يوم، او كل ساعة، ليشكروا بلفور، ويؤيدوا بن غوريون، ليسجدوا لشارون، وينضموا الى « اسرائيل بيتنا » ليسموا الشوارع في كفر قاسم على اسماء جنرالات الجيش، وأزقة الطيبة على اسماء الحاخامات، هكذا نحن نريدهم، ان يكونوا مثلنا ويفكروا مثلنا.
هذا هو السياق الحقيقي لحملة التحريض التي لا يمكن تصديقها على اعضاء الكنيست الثلاثة من بلد، الذين يقومون بدورهم ويمثلون مشاعر ناخبيهم، حملة سجلت ارقام قياسية جديدة من الاهانة والشعبية. جوقة اليمين من رئيس الحكومة وما دونه. بما في ذلك يئير لبيد الذي لن يفوت فرصة أبدا من اجل التملق لليمين، وسكوت يتسحاق هرتسوغ، وقد انضم الان ايضا « اليسار المتطرف » قال ايلان جالئون من ميرتس « ان اعضاء الكنيست العرب قد فقدوا البوصلة »، حتى أنت يا بروتس؟ والى جانبهم ايضا المحرضين الدائمين، « يديعوت احرونوت » و « اسرائيل اليوم » وجيش الدعاية في التلفزيون.
لم يدافع احد تقريبا عن اعضاء الكنيست العرب. لم يقل احد الحقيقة: لقائهم مع من يستلم فقط الجثث من اسرائيل ليس فقط حق، بل واجب ايضا. انهم ابناء شعبهم ودولتهم تعذب هذا الشعب. واذا تضامنوا مع نضال الشعب الفلسطيني بما في ذلك العنيف أليس هذا من حقهم؟ واذا قمعنا مشاعرهم، واخرجناهم خارج القانون هل سيختفون؟
لنفترض ان جميع القتلى الفلسطينيين هم « مخربين » وجميعهم يستحقوت الموت، فما هو ذنب عائلاتهم لماذا يمنع على اعضاء الكنيست مساعدتهم. لا حاجة الى لقاء وزيرة العدل مع عائلة قاتل دوما لمعرفة: وراء كل هذا تقف قومية متطرفة حقيرة، وكذلك الطموح بان يذهب جميع العرب ومن ضمنهم عرب اسرائيل، واذا لم يكن بالامكان طردهم فليتم طرد وعيهم. احتلال الوعي ايضا، واجبارهم على التفكير مثلنا. ندربهم على التفكير مثلنا، فهذا هو جوهر الديمقراطية الاسرائيلية