يروي أطباء برازيليون عن تجربتهم مع أول الرضع الذين ولدوا مشوهين بشكل رأس مريب وبجبهة منخفضة، جراء إصابة أمهاتهم بفيروس « زيكا »، خلال 2015، وكيف اكتشفوا الفيروس.
ففي البداية، ظن الأطباء أن من الطبيعي أن يولد طفل بوجه عادي حتى حاجبيه، وبشكل غريب في مقدمة الرأس، لكن ما إن رأوا عددا متزايدا من المواليد، بالشكل نفسه، حتى ساورهم الشكل، وأدركوا أن ثمة شيئا غير طبيعي.
وتقول الباحثة في معهد « أوسوالدو كروز » في البرازيل، سيلينا تورشي، إن مختلف الأطباء، سواء كانوا من أخصائيي أمراض الأطفال أو الأعصاب، فوجئوا، خلال أغسطس الماضي، إزاء العدد المتزايد للرضع الذين ولدوا برؤوس مشوهة.
وبالرغم من شكل الرأس المقلق، ظل الأطفال الذين ولدوا برأس مشوه في حالة صحية جيدة، ولم تظهر عليهم أي أعراض مرضية، وفق ما تشير الباحثة تورشي.
ودفع الشكل المريب لأولئك الأطفال، منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ، في وقت لاحق، مع تحذير النساء الحوامل من زيارة البلدان التي ينتشر فيها فيروس زيكا.
فضلا عن ذلك، حذرت من إقامة علاقات جنسية مع رجال سبق لهم أن زاروا تلك البلدان، بعدما تسجيل إصابة في ولاية تكساس الأميركية عن طريق الاتصال الجنسي.
ويوضح الدكتور أنطوني فوسي، مدير معهد أمراض الحساسية والأمراض المعدية، أن زيكا شبيه بإيبولا، إذ أنه كان موجودا بشكل فعلي لسنوات، لكن لم يجر إدراك خطورته إلا حين بدأ الآلاف يتأثرون بعدواه المتنقلة.
وجرى تسجيل الإصابات الأولى بفيروس زيكا، في وقت مبكر من العام الماضي، بمستشفيات مدينة ناتال، عاصمة ولاية ريو ديجانيرو، التي تبعد بمائتي ميل عن ساحل مدينة ريسيف.
وكان غالبية المصابين ممن يعيشون في ضواحي المدينة، وعانوا من الأعراض نفسها ، سواء تعلق الأمر بالطفح الجلدي أو باحمرار العيون والحمى وآلام المفاصل والحمى، حتى وإن لم يكن وضعهم حرجا.
وتوافد في يناير 2015، مائة مصاب بتلك الأعراض على مستشفيات ريو ديجانيرو في ظرف يوم واحد، دون أن يعرف الأطباء طبيعة الفيروس المحير الذي صار ينتشر على نحو متسارع.
أما في مارس 2015، فانتقل الفيروس إلى ولايتين مجاورتين، كما ظهر في مدينة سلفادور حيث يعيش مليونان ونصف المليون إنسان، وفق ما ذكر موقع « إم إس إن ».
إثر ذلك، أخطر مسؤولو الصحة بولاية ريو ديجانيرو مصالح الصحة الفدرالية، وأخبروهم أن ثمة شيئا جديدا وطارئا، لكن رد الفعل لم يكن سريعا بالشكل المطلوب، بحسب الدكتور كليبر لوز.
وشك الأطباء، بداية الأمر، في أن تكون أعراض الفيروس بمثابة حساسية، أو واحدا من الأمراض التي تصيب الأطفال فتؤدي إلى تشوه وجوههم، فيما رجح آخرون أن يكون الماء الملوث وراء الإشكال الصحي، بحسب الباحث في جامعة باهيا بسالفادور، غوبيو سواريس، لكن الأمر كان مختلفا، ولا يزال موضوع بحث متواصل لابتكار لقاح مضاد.