تقرير أمجد السكري...شرطي في مهمة استشهادية

الساعة 05:58 م|02 فبراير 2016

فلسطين اليوم

« مثل كل يوم دوام خرج أمجد من منزله في بلدة جماعين الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس وتوجه إلى مقر عمله في رام الله، لم يبدو عليه أي تغير، ولكن ما أن أنتصف نهار ذاك اليوم حتى بدأ أسمه يتردد في كل مكان. منفذ عملية إطلاق النار على بيت إيل هو »أمجد السكري« .

هذا الخبر وقع كصاعقة على والد أمجد وأشقائه الأكبر والأصغر منه سنا، وهو الثاني من بين خمسة أشقاء، وكان التعرف عليه في مستشفى رام الله حيث نقل بعد تنفيذه العملية من أصعب الأوقات التي مرت عليهم » عندما وصلت وددت لو أنه ليس أمجد« قال شقيقه الأصغر ماجد.

ماجد وخلال حديثه مع »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« ، قال أنه قبل يوم من تنفيذ أمجد العملية أجتمع معه وسهرا سويا ولم يبد عليه أي تغير، كان عاديا كما هو دائما طيبا وحنونا، إلا أنه لم يتفاجأ بما قام به أمجد وقال » هذا واجب كل شريف في فلسطين« .

وأمجد الشاب الذي أنهى دراسته المدرسية وألتحق في سلك الشرطة الفلسطينية وعمل فيها منذ ذلك الحين حتى إستشهاده، أختار أن يقوم بواجبه الوطني بطريقته حينما قام بإستخدام سلاحه الشخصي لإطلاق النار على جنود على الحاجز الذي أعتاد على المرور من خلاله تحت مسمى » الشخصيات الخاصة« VIP  وأصابتهم من مسافة الصفر.

ومثلما كانت عمليته إستثنائية، كان وداعه لأصدقائه وأهله أستثنائيا إيضا، حيث كتب قبل يوم فقط من استشهاده على صفحته على الفيس بووك » الله اعلى واعلم من القادم واين !!!!!!! ..اللهم امتنى على شهادة ان لا اله الا الله وان سيدنا محمد رسول الله . سامحوني« ، وقبل العملية بدقاق ألتقط صورة سيلفي وحملها وكتب عليها »أشهد أن لا إله الا الله وإن محمد رسول الله« .

يقول شقيقه: » نحن فخورين بما قام به أمجد من عمل بطولي، وليس غريبا أن يقوم بما قام به وهو يرى كل يوم ما يجري على الحواجز من ذل ومهانه وقتل للأبرياء« .

وتابع: » كان أمجد يتابع الأحداث بإهتمام ودائم الحديث عما يجري مع الشهداء والأسرى، وما يجري في القدس للمرابطات، كان يتحدث بقهر كبير عما يمارسه الأحتلال بحقنا، وهذه هي رده فعل طبيعية لكل وطني وحر وشريف وغيور على دينه ووطنه« .

وأمجد متزوج ولديه أربعه أبناء أصغرهم زيد سته أشهر الذي لم يعرف ما يدور حوله، وأكبرهم جهاد 10 سنوات الذي بقي متماسكا خلال مراسم دفنه ، فيما كان أبنائه زياد سبعه أعوام، وعدنان غير مستوعبين لفكرة إستشهاده.

وعند الحديث عن صفات أمجد قال شقيقه إن أمجد كان فيه من الصفات الطيبة ما يطول الحديث عنها، فهو الشقيق الحنون والطيب والذي لم يسئ لأحد ممن يعرفونه، وتابع: » أمجد كان محبوبا لدى الجميع الله يرحمه ويتقبله شهيدا".