أصيبت دول العالم خلال الأيام الماضية بحالة من الرعب الشديد إزاء انتشار فايروس « زيكا » في القارة الأمريكية لعدم وجود علاج له أو تطعيم حتى الآن.
وقد وصف الأطباء « زيكا » بأنه الأسرع انتشارا بين الأمراض الفيروسية التي ينشرها البعوض خلال العقدين الأخيرين.
ويهدد زيكا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص في العالم خاصة الحوامل.
ورغم التخوف العالمي من فايروس « زيكا » إلا أن الأجواء المناخية في قطاع غزة لا تؤهل الفايروس من الانسجام معها، ولن يُشكل الفايروس أي خطورة على أبناء شعبنا في كافة الأراضي الفلسطينية.
مدير الطب الوقائي في غزة الدكتور مجدي ضهير أوضح ، أن الظروف المناخية (المعتدلة) في فلسطين لا تؤهل البعوضة الناقلة لـ« فيروس زيكا » من التواجد فيها لأنها تكثر في المناطق الاستوائية.
وقال د. ضهير في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » اليوم الثلاثاء: « إن البعوضة الناقلة للفايروس ليست مصرية »المنبع« فهي تتواجد في المناطق الاستوائية حيث ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ».
وأضاف: « أطمئن أبناء شعبنا الفلسطيني بأن البعوضة الناقلة للمرض ليست موجودة في المناطق الفلسطينية ولن تصل بلادنا »بإذن الله عز وجل« لعدم ملائمة الأجواء المناخية لبيئتها ».
وعن الفايروس زيكا أشار الدكتور ضهير إلى أن المرض ينتقل من إنسان مريض إلى إنسان سليم بواسطة بعوضة معينة ويطلق عليها اسم (البعوضة « المصرية ») لكنها ليست مصرية المنشأ، وتنقل فيروس حمى الدنج، ويستمر الفايروس مصاحب للإنسان من 5 إلى 7 أيام يشعر خلالها الإنسان بارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى ظهور طفح جلدي ويشعر بآلام في العضلات والمفاصل.
وبين مدير الطب الوقائي بغزة أن خطورة فايروس « زيكا » يتمثل بإصابة الحوامل ويشكل خطورة كبيرة على الجنين، قائلاً: « قد يُصاب الجنين بتشوه أو يتسبب بإعاقة مستقبلية ».
بداية ظهور الفايروس
وقد ظهر الفيروس للمرة الأولى عام 1947 في أوغندا، ليتمدد شرقا إلى باكستان وماليزيا وإندونيسيا بين عامي 1977 و1978، وظل محصورا بحالات إصابة قليلة في إفريقيا وآسيا حتى عام 2007، حين أكمل مسيرته إلى أميركا الجنوبية والوسطى، وجاء شهر مايو 2015 ليعلن العلماء لأول مرة مخاوفهم بشأن انتشاره سريعا في البرازيل، واليوم ينتشر فيروس « زيكا » بشكل كبير في هذا البلد، حيث تسجل أعلى معدلات العدوى بالفيروس، تليه الجارة كولومبيا.
وكما يقول المثل الشعبي « رب ضارة نافعة » حيث اكتسبت أوغندا وخاصة « غابة زيكا » شهرة كبيرة خلال الأيام الماضية بسبب فايروس « زيكا » الذي يحمل اسم الغابة، وقد شهدت أوغندا والغابة زيكا حركة سياحية نشطة.
وتتحدث مقالات قديمة تعود إلى العام 1952 عن « منطقة حرجية تدعى زيكا » يبحث فيها العلماء عن الحمي الصفراء بين القردة.
ومع إجراء تحليل لدم القردة عثر العلماء على الفيروس الجديد وسموه زيكا.
وبعد 70 عاما، ما زال العلم عاجزا عن التوصل إلى لقاح ضد هذا الفيروس أو علاج فعال له، وما زالت السلطات الصحية الأميركية تصفه بأنه « فيروس جديد ».