خبر ملايين في نهاية النفق- يديعوت

الساعة 11:27 ص|02 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: في اسرائيل وفي حماس يعيشون سباقا مع الزمن، اسرائيل لافشال الانفاق وحماس لمفاجأتها قبل أن تحصل على الابتكار الذي يفشل هذه الانفاق - المصدر).

البشرى الطيبة: الادارة الامريكية ستستثمر 120 مليون دولار في تطوير وانتاج « الابتكار الاسرائيلي » لاكتشاف وتشخيص الانفاق، بالتعاون مع وزارة الدفاع. واسرائيل من جهتها ستستثمر مبلغا مشابها. لو كان للخبراء الامريكيين ظل شك من نجاعة هذا الابتكار، لما كان الكونغرس ليقر سنتا واحدا.

زار نائب وزير الدفاع الامريكي قبل بضعة اسابيع اسرائيل ورأى المشروع الذي كان بدأ ينتشر في قطاع غزة، اخذ انطباعا وصادق على حقنة المال للسنة الاولى، بحجم 40 مليون دولار. وتحتاج الولايات المتحدة الى منظومة مشابهة على حدودها مع المكسيك، ولو كانت هذه مجرد محاولة عابثة لكانوا رفضوا بأدب. اما الان، وعندما يكون الامريكيون في الصرة، فثمة احتمال لان يبدأ المشروع بالهرولة. فالمساهمة المالية والتكنولوجية الامريكية ستقصر الاجراءات، وسيتم تطوير المنظومة ولاحقا ستنشر بسرعة أكبر. بأي قدر من السرعة؟ هذا سر حماس كانت ستدفع لقاء معرفته مالا طائلا.

ليس السكان في غلاف غزة وحدهم يسمعون طرقا يصدر من تحت الارض. فمن الجهة الاخرى ايضا يرون ويسمعون عمل الحفريات في الجانب الاسرائيلي، والتي تغرس شيئا ما في الارض. من ناحية الذراع العسكري لحماس تعد هذه طبول حرب. فهم يفهمون بانه عندما ينتهي المشروع، سيخصي سلاحهم الهجومي المطلق الذي يعدونه: الانفاق.

اسرائيل في سباق مع الزمن لانهاء مشروع العائق التحت أرضي وجعله في وضع كامل. ويدور الحديث عن منظومة يفترض بها أن تكتشف فيها الحفر، النشاط، او كلاهما معا، على عمق عشرات الامتار. حماس هي الاخرى توجد في سباق مع الزمن. من ناحيتها، أنهت منذ الان الاستعدادات لخطوة عسكرية حيال اسرائيل، وهي تحطم الان الرأس بالنسبة للتوقيت. وهذا التوقيت سيتأثر جدا بوتيرة تقدم المشروع الاسرائيلي.

تعد حماس هجوما مفاجئا. اذا ما اعتقدت للحظة بان اسرائيل تقترب من حل سيجعل انفاقها مكشوفة، هذا سيؤثر على قرارها تقديم موعد الهجوم. والى هنا تدخل البشرى السيئة: قطاران يتحركان بسرعة الواح مقابل الاخر، والانفجار قد يأتي في غضون اشهر قليلة. في الجيش الاسرائيلي يستعدون، منذ الان، لهذا الاحتمال.

على هذه المسيرة وقعت في الاسبوعين الاخيرين سلسلة من المحفزات التي تحرص على أن يكون الانفجار – أي جولة حربية اخرى بين اسرائيل وحماس – مؤكدة وفي موعد أقرب. وقد بدأ هذا بالمنشورات، في اسرائيل بالذات، عن أن هناك بيقين انفاق لحماس تسللت منذ الان الى الاراضي الاسرائيلية. مما يذكر بالمنشورات في اثناء حملة الجرف الصامد والتي بشرت بانه من تحت كل بلدة في غلاف غزة يوجد نفق.

منشورات من هذا النوع، وان كانت فيها حقيقة ولكنها جزئية، تزرع الفزع، تخلق في الجمهور احساس حرب في الهواء وتستدعي راكبين سياسيين بالمجان يدعون الى التدمير الفوري للانفاق. فعلى اساس أي معلومات يرسلون الجيش لحرب في غزة؟

مؤخرا انهار نفقان في القطاع. في احدهما قتل سبعة حافرين. احد لم ينشر مكان النفق ولكن لسبب ما كان واضحا للجميع بان الحديث يدور عن نفق يتغلغل في اسرائيل منذ الان. وكان التحليل الذي سارعوا الى اعطائه هنا هو أن حماس تسرع بشكل دراماتيكي حفر الانفاق، ولهذا تقع لها حوادث. غير أن في غزة تنهار منذ سنين انفاق في كل مرة ينزلون يهطل فيها بين 100 و 130 ميلمتر مطر دفعة واحدة. والحادثة الاخيرة أحرجت قيادة حماس. في البداية اخفوا القتلى وبعد ذلك حولوا الانهيار الى « حادثة عملياتة » بطولية، عندما القى اسماعيل هنية خطابا استثنائيا فصل فيه الاستعدادات العسكرية لحرب مع اسرائيل.

نتنياهو هو الاخر لم يفوت الفرصة. هل دعا هرتسوغ لمهاجمة الانفاق؟ جاء نتنياهو ليضرب له مثلا كيف يتم التهديد لحماس كما ينبغي وكيف يتم خلق احساس بان الحرب على الابواب. واضيف الى ذلك سياسي يجري جولة على الانفاق كي يوضح بانه هو الذي جلب المليارات لبناء العائق وليس الحكومة وبضعة نواب يأتون، تلتقط لهم الصور ولعلهم قلقون وحريصون عن حق وحقيق ولكن ليس لديهم أي معلومات حقيقية. على جنون الاضطهاد هذا قد يقع ايضا فهم غير صحيح لنشر عسكري كهذا او ذاك، واذا بكم تحصلون على وصفة لسلسلة اخطاء مثل تلك التي وقعت عشية الجرف الصامد وادت الى حرب دامت 51 يوما.