خبر الحياة غالية للجميع- هآرتس

الساعة 11:37 ص|28 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: تال نيف

          (المضمون: لا يجب السماح لثقافة القتل أن تسيطر على تفكيرنا وقلوبنا. لأن الحياة غالية وثقافتها ستنتصر على ثقافة الموت - المصدر).

          القلب يتفطر ألما على شولاميت كريغمان التي قتلت طعنا بالسكين في يوم الاثنين الماضي. القلب يتفطر ولا عزاء. يتفطر القلب على الشابة المستوطنة من بيت حورون التي قُتلت. الألم على موتها والخوف الكبير والغضب، كل ذلك يثقل على القلب. والعدالة لا تصل الى القلب ولا تُخفف.

          لا يوجد تمييز بين اسرائيل في حدود 1967 وبين المناطق من ناحية البقاء على قيد الحياة. « لا تقتل » هو الامر الاكثر أساسية في الثقافة الانسانية.

          لا يمكن الحديث عن حل السلام والحياة المشتركة – بين الاسرائيليين والفلسطينيين، العرب واليهود وايضا داخل المجتمع الاسرائيلي اليهودي المنقسم – بدون طأطأة الرأس وبدون تفهم. دون القول بشكل واضح إن شولاميت كريغمان (24 سنة) قد ضاعت منا، منا جميعا.

          والقول ايضا إنه كان يمكن منع موتها. لا يمكن أن يكون موتها جزءً من الثمن. وما هو الثمن أصلا؟ لا يوجد ثمن للحياة. الطلب الانساني الاساسي بين النهر والبحر يجب أن يكون واضحا: الحياة للجميع. لا أحد يستحق الموت. لا كريغمان ولا من قتلوها.

          لا تقتل. لا يوجد لدى اليسار الاسرائيلي أمر آخر. لم يكن ولن يكون.

          اليمين الاسرائيلي يقول إن جميع الفلسطينيين يؤمنون بالقتل كطريقة عمل. ولكن من وضع قانون « لا تقتل » على قلبه لا يمكنه تجاهل الألم. الوجه الشاب لشولاميت كريغمان الذي يطل من الاعلانات والتقارير حول موتها في المستشفى يقول التالي: « لا تقتل ». واليسار يعرف أنه يجب بذل كل الجهد من اجل تطبيق « لا تقتل » كأمر، مثل السلام.

          الانتفاضة الثالثة ليست حرب استنزاف بل هي دعوة للاسرائيليين جميعا – اليسار واليمين واليهود الاسرائيليين والعرب الاسرائيليين – للتفكير مرة اخرى بدورهم ومكانتهم وحياتهم في هذا المكان. الشعارات لن تفيد ولن تنقذ. لا « عبادة الله » ولا « القربان » ولا « ثمن الدماء ».

          يجب العودة وكتابة الكلمات: قُتلت شولاميت كريغمان والألم على موتها لا يمكن تحمله. ايضا من قتلاها – تم قتلهما. هذا الوضع، اشهر من عمليات القتل التي تتم في اغلبيتها على أيدي اولاد وشباب الذين يُقتلون فورا بدون محاكمة، يؤدي الى سيطرة الارهاب والسجود للموت. ليس فقط اثناء العمليات العسكرية بل ايضا في الوعي.

          السجود للموت ليس فقط ملكا للفلسطينيين الذين ينهضون ويقاومون الاحتلال والذين ضاقوا ذرعا بحياتهم. الولد الذي خرج للموت في المستوطنة – حياته غالية هنا ايضا. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان على حق عندما قال إن الحياة نفسها مهمة، واخطأ خطأ شديدا حينما قرر التنازل عنها لصالح المدنيين، وباسمهم.

          يجب العودة والحديث عن اسرائيل كمكان للحياة وليس مكانا للصراع على الموت. لا يجب الحديث عن ضحايا ضروريين. لا يوجد شيء ضروري.

          يستطيع نتنياهو بخطوة سياسية واحدة تغيير النقاش هنا. لأن دولة سيادية لا يمكنها ازالة « لا تقتل ». ولا يمكنها تحمل وضع تسيطر فيه كلمات « يستحق الموت » على القلوب وتدفع الى التفكير بالانتقام وافعال الانتقام.

          لا يستطيع نتنياهو الاستمرار في سفك دماء العرب واليهود، المواطنون الاسرائيليون وسكان السلطة الفلسطينية. فالحياة نفسها غالية جدا.