خبر نحن على الخريطة- يديعوت

الساعة 10:13 ص|27 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: اسرائيل ترى نفسها جزءا من الجهود العالمية للقضاء على داعش. ومن جهة اخرى، فان الامر يضعها امام معضلة: القضاء على داعش في سوريا من شأنه ان يبقي محور حزب الله – ايران – سوريا اقوى، ومع الوجه نحو اسرائيل. أما العالم، الذي سينهي مهامته ضد داعش، فسيختفي مرة اخرى من المنطقة، وتحالف الشر سيبقى مشكلة اسرائيلية صرفة - المصدر).

اتخذت قيادة داعش في سوريا في نهاية العام 2015 قرارا استراتيجيا: اسرائيل لم تعد في آخر قائمة اهداف التنظيم الفورية، بل تصعد الى مكانة الدولة التي يعتزم داعش العمل في داخلها وضدها منذ السنة القريبة القادمة.

هذا يلزم أذرع الامن، وشعبة الاستخبارات العسكرية من ضمنها، على انتظام اشد مغزى بكثير، ولا سيما في مجال الاستخبارات والاحباطات السرية، في مواجهة داعش سوريا وفروعه في سيناء، في غزة، في اراضي اسرائيل وبالاساس في غزة حيث تتصاعد شعبية التنظيم متجاوزة ما هو دارج حتى في دول اسلامية سنية.

في هذه الاثناء يدور الحديث عن سلسلة تهديدات مصورة وصلت سواء من سوريا أم من فرع داعش في سيناء. وكانت الذروة في خطاب مصور القاه زعيم داعش، ابو بكر البغدادي، في نهاية كانون الاول، هدد فيه صراحة بمهاجمة اسرائيل قريبا. على المستوى العملي لا توجد حاليا اخطارات ملموسة، ولكن ثمة غير قليل من الشهادات على رغبة داعش في العمل بشكل فوري ضد اسرائيل من اراضي الجولان السوري من خلال اطلاق الصواريخ، وبوسائل اخرى، من داخل اسرائيل. وكانت صحيفة داعش الرسمية نشرت في صفحتها الاولى في واحد من اعدادها الاخيرة عشرة انجازات بارزة للتنظيم في مجال العمليات. وضمن هذه القائمة تظهر العملية الاجرامية التي نفذها مواطن بدوي اسرائيلي في المحطة المركزية في بئر السبع.

وتعزز الانعطافة في استراتيجية داعش تجاه اسرائيل تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية السنوي بان الحدود بشكل عام – وحدود الجولان – ستكون هذه السنة اكثر تفجرا مما في الماضي. وهذه الانعطافة هي نتيجة مباشرة لانجازات التحالف الروسي والامريكي ضد داعش. ففي الاشهر الاخيرة فقد التنظيم اكثر من 30 في المئة من الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق. ففي سلسلة من الهجمات التي شنها الجيش العراقي – بالتعاون مع قبائل سنية وميليشيات شيعية وباسناد وتغطية جوية – ولا سيما من الولايات المتحدة – احتلت من ايدي داعش عدة مدن مركزية كالرمادي، تكريت، بيجي وسنجر. وانسحب التنظيم من مناطق واسعة من جنوب غرب العراق كان يهدد منها الحدود مع الاردن. ويعود هذا الانجاز ضمن امور اخرى الى ثلاثة  ألوية خاصة من الجيش العراقي دربها الامريكيون. وتوجد هذه الالوية، التي احتلت الرمادي في طريقها الان لاحتلال العاصمة العراقية لداعش – الموصل. في سوريا طرد داعش من الحدود التركية في منطقة تل العبيد ومدينة كوباني، ويتركز الهجوم الان على الرقة، عاصمة داعش في سوريا، وعلى الحسكة في جنوب الدولة. ونجحت القوات الكردية في قطع الطريق السريع 47 الذي يربط بين عاصمتي داعش في العراق وفي سوريا.

لقد أدت أعمال القصف الجوي الى انخفاض بنحو 50 في المئة من مداخيل داعش من النفط وميزانيته السنوية، صحيح حتى اليوم، هي مليار و 300 مليون دولار. وهذه الميزانية ادنى بمئات ملايين الدولارات مقارنة بالسنوات السابقة. وشكل القبض على وزير النفط من داعش قبل بضعة اشهر، بما في ذلك ارشيفه، ضربة اقتصادية لا ينجح التنظيم في الانتعاش منها.

على هذه الخلفية سيحاول داعش خلق سلسلة من النجاحات الاعلامية، توقف الضرر الاعلامي بفكرة الخلافة الاسلامية. وعليه، فان التحالف الغربي برئاسة الولايات المتحدة، التحالف الروسي الذي يشمل حزب الله، سوريا وايران، والتحالف العربي برئاسة السعودية، تستعد الان لهجوم من داعش في شكل سلسلة عمليات استعراضي على الاراضي السعودية، وفي الجبهة الداخلية للجيش العراقي وفي سوريا.

هنا تدخل اسرائيل الى الصورة. في اطار محاولة داعش لاستعادة الزخم تصعد اسرائيل ايضا الى خريطة العمليات للتنظيم. فليس ثمة عملية كفيلة بان تثير الحماسة في العالم العربي وتجند الجماهير كعملية استعراضية ضد اسرائيل. لا  غرو إذن في أن اسرائيل ترى نفسها جزءا من الجهود العالمية للقضاء على داعش. ومن جهة اخرى، فان الامر يضعها امام معضلة: القضاء على داعش في سوريا من شأنه ان يبقي محور حزب الله – ايران – سوريا اقوى، ومع الوجه نحو اسرائيل. أما العالم، الذي سينهي مهامته ضد داعش، فسيختفي مرة اخرى من المنطقة، وتحالف الشر سيبقى مشكلة اسرائيلية صرفة.