خبر ايران ما زالت هي التهديد الرئيسي- اسرائيل اليوم

الساعة 10:08 ص|27 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: زلمان شوفال

          (المضمون: تزعم واشنطن أن الاتفاق النووي مع ايران قد حقق أهدافه بكبح سعي ايران الى القنبلة النووية، لكن طهران تفسر الاتفاق بشكل مختلف - المصدر).

          « هذا لا يعني أن العرب الاسرائيليين لا يهتمون بالموضوع الفلسطيني أو بحقوق الفلسطينيين »، هذا ما قاله لي صديق عربي عمل عشرات السنين في المجال السياسي والجماهيري في الوسط العربي، « لكننا مثل السنة في الدول العربية قلقون من التوسع الايراني الذي يهددنا جميعا ». كنت متفاجئا حيث أنه مما يُسمع في وسائل الاعلام وخصوصا خطابات اعضاء الكنيست العرب، يمكن أخذ الانطباع أن اغلبية العرب الاسرائيليين لا يهتمون إلا بالموضوع الفلسطيني.

          وبخلاف اقوال صديقي أعلان، فان بعض السياسيين والمحللين الاسرائيليين يحاولون مؤخرا التقليل من التهديد الايراني، سواء كانوا يؤمنون بذلك أو يتأثرون من الموقف الرسمي للولايات المتحدة أو كان هدفهم التهجم على رئيس الحكومة نتنياهو الذي يبرز اكثر من غيره في دق اجراس التحذير حول الموضوع الايراني. هناك ايضا من يقول إن حزب الله وليس ايران هو التهديد الرئيس دون الاشارة الى أن هذا التنظيم هو الذراع الممدودة لايران وهو يعمل حسب توجيهاتها.

          عدد من الصحافيين بادروا وقدموا تحليلاتهم لاقوال رئيس هيئة الاركان غابي آيزنكوت في المؤتمر السنوي في معهد بحوث الامن القومي، عن أن الاتفاق في ايران يحمل في ثناياه « مخاطر وفرص » وأنه لا يتوقع أن الايرانيين سينطلقون الى الامام في موضوع السلاح النووي في السنوات الخمسة القادمة. وحسب تحليلاتهم فان رئيس الاركان يختلف مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بخصوص التهديد الايراني، وأن رئيس الاركان يعتقد أن المواقف المشتركة بين اسرائيل ومعظم العالم السني حول الموضوع الايراني فتحت أمامنا فرصة للعلاقات السياسية العملية مع دول مثل السعودية ودول الخليج – ضد التهديد الايراني. فهل يُلمح ايضا الى أن تلك السنوات الخمسة ستستغلها ايران من اجل الانطلاق بعدها نحو تطوير القنبلة بسرعة أكبر.

          ووندي ميلر ايضا، الدبلوماسية الامريكية اليهودية التي ركزت المفاوضات مع ايران، لم تخف شكها في تأثيرات الاتفاق وشددت على أنه حسب رأيها، ايران هي دولة سيئة تقوم بافعال فظيعة وهي تحرض على الارهاب. وقد أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري في هذه الاثناء أن ايران قد تستغل مصادرها المالية من اجل توسيع اعمالها المذكورة أعلاه.

          تزعم واشنطن أنه رغم اهتمام الاتفاق بالموضوع النووي فقط وليس بمواضيع اخرى، إلا أنه حقق هدفه الاساسي، أي كبح محاولة ايران للوصول الى القنبلة، لكن القيادة في طهران تفسر الامر بشكل مختلف: صحيح أنها وضعت على نفسها قيود مؤقتة في الموضوع النووي، لكن أحدا لا يمكنه تقييد أياديها في أي موضوع آخر.

          من اجل لفت الانتباه حول الاتفاق النووي، فان واشنطن وشركاءها في اوروبا يبذلون جهدهم في هذه الايام على الصعيد السياسي والدعائي حول الصراع ضد داعش: ها نحن نحارب التهديد الارهابي الحقيقي والعلاقات مع ايران تساعدنا في ذلك. ولكن هذا لا يقنع الدول العربية السنية وعلى رأسها السعودية أو اسرائيل التي تجد نفسها مهددة. فبالاضافة الى الموضوع النووي تحاول طهران التوسع على المستوى الاقليمي وهي تعمل على توسيع قدراتها العسكرية التقليدية وتقدم السلاح لحزب الله ولجهات ارهابية اخرى في الشرق الاوسط.

          إن ايران توسع تواجدها في سوريا ولبنان دون أي عائق. لا يجب التقليل من خطر داعش، لكن الانتصار عليه هو شيء ممكن بشرط توصل الاطراف التي تحاربه الى اتفاق حول الاستراتيجية والتكتيك وبشرط أن تكون الدول العربية السنية جزء من هذه الاستراتيجية. كل ذلك لن يحدث اذا لم تعترف الولايات المتحدة أن التهديد رقم واحد لسلامة المنطقة واستقرارها هو ايران.