خبر تدهور المجتمع الفلسطيني- هآرتس

الساعة 10:51 ص|26 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: آجلا أو عاجلا ستتغلب اسرائيل بواسطة الاجهزة الامنية ويقظة مواطنيها على موجة الارهاب الحالية. إلا أن السؤال هو ماذا سيحل بالفلسطينيين الذين يقدسون ثقافة الموت والقتل - المصدر).

          « بعد خمس سنوات من الاحداث فان وضع العالم العربي اسوأ من أي وقت... الامر الذي يقف في أساس الوضع السيء هو فشل اجيال النخبة في الدول العربية في خلق نماذج فعالة من السلطة، والالتزام بتقديم الحساب للناخبين وتطوير التعليم »، هذا ما كتب في الآونة الاخيرة في « ايكونوميست ». المجتمع الفلسطيني ليس استثنائيا في هذا السياق. الاولاد الذين يطعنون الناس وهم يصرخون الله أكبر هم علامة على استمرار تدهور المجتمع الذي يتربون فيه نحو الهاوية.

          قبل سنوات اعتاد المخربون الفلسطينيون على خطف الطائرات وتفجيرها. وبعد ذلك جاء المخربون الانتحاريون والآن جاء دور الاولاد الذين يهاجمون الحاخامات والنساء الحوامل بسكاكين المطبخ. ومن ينسب هذه الظاهرة لـ « الاحتلال الاسرائيلي » يحاول تقديم تبريرات للثقافة التي تقدس الموت والقتل، ثقافة مجتمع غير قادر على تقديم شيء لأبنائه. والموقف الذي يقول إن داعش هو نموذج للتقليد يسبب للمجتمع الفلسطيني وأهدافه ضرر لا يمكن تقديره.

          القيادة الفلسطينية، بدءً من الحاج أمين الحسيني وحتى ياسر عرفات، اسماعيل هنية ومحمود عباس، خيبت آمال اجيال من الفلسطينيين. إنها قيادة تربي الاولاد الفلسطينيين على هبة أنفسهم للارهاب والموت. قتل الابرياء يتم تصويره كأمر مثالي ومن يحققه يصل الى جنة عدن. سبب ذلك أن الوضع في يهودا والسامرة لم يتدهور الى الهاوية التي وصل اليها العراق وسوريا لأن السكان هناك يعيشون بجانب اسرائيل ويرون يوميا افضليات النظام الديمقراطي الذي يهتم برفاهية مواطنيه. تواجد الجيش الاسرائيلي والتعاون بينه وبين الاجهزة الامنية الفلسطينية هما اللذان يمنعان تدهور المجتمع الفلسطيني باتجاه الفوضى المطلقة. لولا « الاحتلال الاسرائيلي » فان داعش أو حماس كانا سيديران هناك الحياة ولكان الفلسطينيون سيشتاقون لـ « الاحتلال » الاسرائيلي.

          من حق الفلسطينيين في يهودا والسامرة المشاركة في القرارات التي تحدد مصيرهم. وحقيقة أن بعض الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة – فعليا تحت السيادة الفلسطينية – ممنوعين من هذا الحق، وأن اخوانهم في الشرق الاوسط لم يحصلوا على فرصة كهذه أبدا، لا تعزيهم. ليس هناك الكثير من الاسباب للافتراض أن الانسحاب الاسرائيلي سيمنحهم هذه الفرصة، لكن هناك اسباب جيدة للافتراض أنها ستؤدي الى الفوضى. الافضليات التي سيحققها السكان المحليون من الانسحاب شاهدناها في اعقاب الانفصال عن قطاع غزة وسيطرة حماس على المنطقة. فقط قارنوا وضع الفلسطينيين في قطاع غزة مع وضع الفلسطينيين في يهودا والسامرة.

          مع ذلك، اسرائيل لا تسيطر على يهودا والسامرة من اجل السكان الفلسطينيين. إنها توجودة هناك لأن الاردن احتل المنطقة في 1948 ومنها قامت بالهجوم على اسرائيل في 1967، لأنه بعد الحرب العالمية الاولى اعترف المجتمع الدولي بحق الشعب اليهودي في العيش في المنطقة ولأنه يهتم بأمنه. وفي ظل غياب الشريك القادر على التفاوض على الاتفاق وتطبيقه، لا يبدو أي تغيير في هذه اللحظة في الأفق.

          في الوقت الحالي تستطيع اسرائيل فعل الكثير من اجل تحسين شروط حياة الفلسطينيين، لكن مهمة تربية الاولاد ملقاة على عاتق آبائهم وعلى جهاز التعليم الفلسطيني. اذا استمر داعش في كونه نموذجا لهم فان وضع المجتمع الفلسطيني سيستمر في التدهور.

          موجة العنف الاخيرة التي تعتمد على الافراد، لا سيما الاولاد، تضع تحديا جديدا أمام الاجهزة الامنية الاسرائيلية. من حسن حظنا أن الجمهور يقظ والكثير منه مسلحون. ومعا سيتغلبون على هذه الموجة، ولكن ماذا سيحل بالفلسطينيين؟.