خبر الحذر من حزب الله.. الاستعداد لحماس- يديعوت

الساعة 11:49 ص|21 يناير 2016

فلسطين اليوم

 الحذر من حزب الله.. الاستعداد لحماس- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: التقدير في اسرائيل هو ان حماس توجه رجالها في الضفة للعودة الى عمليات تفجير في داخل الخط الاخضر.  وبات واضحا اليوم ان حماس – بتوجيه من محمد ضيف – تغير الاتجاه وترفع ثمن الرهان امام اسرائيل - المصدر).

الارهاب المؤطر – أي اطلاق النار، زرع العبوات، السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي تسندها منظمات الارهاب والانظمة الداعمة مثل ايران – يعود الى الضفة ومنها يحتمل الى داخل الخط الاخضر. هذا هو الوجه الحقيقي لموجة الارهاب التي تنتظم الان خلف الكواليس وتهدد بان تحتل مكان الموجة العفوية والشعبية للقتلة الافراد، ضاربي السكاكين والداهسين.

تتابع محافل أمن رفيعة المستوى بقلق القرار الذي اتخذته في الاشهر الاخيرة القيادة العسكرية لحماس في غزة: استئناف العمليات في الضفة ولا سيما داخل الخط الاخضر حتى بثمن المواجهة الشاملة مع اسرائيل. وحسب هذه المحافل، تشعر حماس، بعد سنة ونصف من الجرف الصامد، بانها وصلت الى مستوى من الجاهزية الجيدة بما يكفي كي تجتاز حربا اخرى في مواجهة الجيش الاسرائيلي. من ناحية اسرائيل، هذا اخطار استراتيجي: في السنة القريبة القادمة قد تجد نفسها في مواجهة اخرى في القطاع.

حزب الله، صحيح حتى الان، هو جهة هامشية من ناحية شبكات الارهاب المؤطر في الضفة. وكشف خلية حزب الله في طولكرم يدل على الجهد الذي تبذله المنظمة للعودة الى الصورة في الجبهة الفلسطينية – مثلما فعلت في الانتفاضة الثانية عندما عمل نحو 70 في المئة من خلايا فتح ضد اسرائيل برعاية نصرالله. من ناحيته، الجبهة الفلسطينية هي الاساسية التي يمكنه منها العمل ضد اسرائيل دون اشعال الحدود الشمالية. ولكن عمق تسلله الى المنطقة لا يزال بعيدا عن قدراته.

القصة الحقيقية هي حماس. قبل بضعة اسابيع كشفت المخابرات الاسرائيلية شبكة لحماس في الضفة، تضمنت ضم امور اخرى مختبرات متفجرات واعداد مخرب انتحاري لتنفيذ عملية تفجير في القدس. وخرج الذراع العسكري لحماس في غزة، الذي قاد الخلية، من نقطة افتراض بان اسرائيل لن تتمكن من التجلد في ضوء عملية فتاكة في قلب العاصمة. وكان تقويمه للوضع ان اسرائيل ستعمل على الرد بشكل مكثف في الضفة - بما في ذلك ضرب السلطة الفلسطينية – وبالمقابل تنفذ اعمال رد شاملة في القطاع.

في اسرائيل تشتعل منذ بضعة اشهر اضواء حمراء: حماس، كما يقدرون، تسمح لنفسها بالانتقال الى عمليات التفجير في الضفة لانها استكملت الاستعدادات الاساس لتوجيه « الضربة المفاجئة » اياها التي فشلت في تنفيذها قبل سنة ونصف، عشية الجرف الصامد. ومن غير المستبعد ان الحديث يدور عن تسلل الى الاراضي الاسرائيلية، بالتوازي ومن عدة نقاط – من الجو، البحر والانفاق – بمرافقة نار قذائف الهاون والصواريخ المكثفة، لالحاق الحد الاقصى من القتلى الاسرائيليين. كما طورت حماس ايديولوجيا مناسبة تتضمن هجوما ابتدائيا يضرب الاسرائيليين بالصدمة ويشكل نوعا من الثأر الفلسطيني على الضربة الاولية التي وجهتها حماس في عمود السحاب – وفي اثنائها قتل عشرات افراد الشرطة في منشأة في غزة.

يبدو أن قسما من عمليات اعادة البناء التي تقوم بها حماس في القطاع قد استكملت: انفاق التفجير التي تتسلل الى داخل الخط الاخضر اعيد بناؤها أغلب الظن، بما في ذلك، اذا ما تعلمنا من تجربة الماضي، عدة فتحات لكل نفق. اضافة الى ذلك فان القوات الخاصة « النخبة » والغواصين لديهم تواصل التدرب بشكل مكثف، واعيد بناء قوة الطائرات بلا طيار، ومخزون الصواريخ استكمل جزئيا.

الشبكة التي خططت لعملية في القدس وان كانت امسكت – ولكنها ليست الوحيدة. وروى قائد اجهزة الامن في السلطة، الجنرال فرج لوسائل الاعلام الامريكية أن رجاله اعتقلوا نحو 300 من رجال حماس مؤخرا.

في بداية موجة الارهاب الاخيرة، قبل نحو أربعة اشهر، شجعت حماس في غزة وقيادة حماس في اسطنبول الفلسطينيين على تنفيذ أعمال عنف ومجدت الطاعنين والداهسين. وفي نفس الوقت شجعت حماس موجة الارهاب – ولكنها لم تجتاز الخطوط من خلال تفعيل الخلايا التي اقامتها في الضفة خشية من رد اسرائيل. وكانت استراتيجية حماس هي محاولة ضعضعة استقرار نظام ابو مازن من خلال خلق الاضطراب في الشارع الفلسطيني. وبالمقابل، قدرت اسرائيل بان حماس منشغلة بتعاظم القوى، وعالقة في ازمة اقتصادية بسبب فقدان الدعم من ايران وتلقت ضربة قوية من المصريين الذين صفوا جزءا هاما من انفاق التهريب. اضافة الى ذلك قدرت اسرائيل بان ليس لحماس حتى الان قدرة ومصلحة في المخاطرة في مواجهة مع الجيش الاسرائيلي.

لقد تغير هذا التقدير في اسرائيل عندما تبين ان حماس توجه رجالها في الضفة للعودة الى عمليات تفجير في داخل الخط الاخضر. وبالفعل استيقظت الخلايا في الميدان، واكتشفت عدة مختبرات متفجرات. وبالتوازي بدأ يتدفق المال الى هذه الخلايا، وخرج المبعوثون وجاءوا الى الضفة، وبات واضحا اليوم ان حماس – بتوجيه من محمد ضيف – تغير الاتجاه وترفع ثمن الرهان امام اسرائيل.