خبر مئة الف محادثة، صفر دلائل-معاريف

الساعة 11:44 ص|21 يناير 2016

فلسطين اليوم

مئة الف محادثة، صفر دلائل-معاريف

بقلم: الون بن دافيد

(المضمون: خمس سنوات استغرق المستشار القانوني للحكومة لان يعترف بانه لا يوجد هنا شيء، ولا يزال من التقرير الذي كتبه يبرز جهد واضح في ابقاء سحابة اشتباه فوق اشكنازي، ربما من أجل ردعه عن العودة الى الحياة العامة - المصدر).

لم يسبق أن انكشفت وغطت شخصية عامة بجهاز تمشيط مكثف بهذا القدر مثلما حصل لغابي اشكنازي. فرئيس الاركان الاسبق لم يتصور انه يعيش في بيت الاخ الكبير وانه سيأتي يوم سيتنصت فيه شرطة وجنود على كل كلمة تخرج من فمه على مدى سنة. ولا يزال – مئة الف محادثة مسجلة، بما فيها محادثات عائلية، حميمية وشخصية، انكشفت على آذان غريبة – لم يخرج منها شيء.

كل واحد مدعو لان يتخيل ماذا كان سيحصل لو أن الاحاديث الاكثر تحررا التي ادارها مع محيطه ورفاقه كانت ستنكشف. يمكن ايضا ان نحاول ان نتخيل كيف كانت ستبدو شخصيات عامة اخرى لو أن كل احاديثها كانت تسجل وتكشف. خمس سنوات استغرق المستشار القانوني للحكومة لان يعترف بانه لا يوجد هنا شيء، ولا يزال من التقرير الذي كتبه يبرز جهد واضح في ابقاء سحابة اشتباه فوق اشكنازي، ربما من أجل ردعه عن العودة الى الحياة العامة.         

يصف تقرير المستشار اجواء جنون اضطهاد في مكتب اشكنازي وجمع معلومات عن مكتب وزير الدفاع باراك. ما لم يكتب في التقرير هو انعدام التماثل: من جهة مكتب رئيس الاركان مكشوف تماما ويسجل بلا انقطاع، ومن الجهة الاخرى، مكتب وزير الدفاع حيث نقط جهاز التكييف على القرص الصلب للتسجيلات واضطر ضابط الامن الى كسره بالمطرقة بحيث انه لم يتبقَ أي توثيق.

لم تكن هذه هي المعركة الاولى بين مكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس الاركان. سبقتها معارك كثيرة ولكن هذه المعركة كانت بشعة على نحو خاص. في افضل الاحوال كانت متماثلة. لاحساسي، جنون الاضطهاد في مكتب باراك كان أعمق. ولمثل هذه المعركة يوجد بالفعل جوانب عامة، ولكن مثلما قال المستشار: لم يكن هنا انقلاب ولا محاولة انقلاب.

لفينشتاين يوجد غير قليل من الانتقاد على الاستعراضات التي اجراها رئيس الاركان اشكنازي للصحفيين. وهو يصفها بكلمات خطيرة لا يمكن الا يفهم منها انه نفسه لم يسبق له ان استعرض للصحافيين في احاديث خلفية عيمقة وانه لم يسبق له ان سرب شيئا، مثل نيته لاغلاق الملف ضد اشكنازي، والتي نشرت قبل اربعة اشهر في القناة 2. والمستشار القانوني للحكومة ذاته الذي قبل اسبوعين قرر بانه لا يوجد سبب يدعو الى التحقيق في تسريب عرض سري للغاية من داخل الكابنت عن خطط الجيش الاسرائيلي في ايام الحرب، فينشتاين ذاته الذي قرر بان لا شائبة في المعلومات السرية التي قدمها ايهود باراك للصحافيين اللذين يكتبان كتابا صبح دفعة واحدة في هذا التقرير عذراء اعلامية نقية. فجأة يطلب ان يقرر رئيس الوزراء قواعد وانظمة للاستعراض للصحافيين ممن يتبوأون مناصب عليا. ومن بالضبط سرب العرض اياه في ذروة الجرف الصامد؟

من شبه المؤكد أن في الايام القريبة القادمة سنرى مغازلة مكثفة لاشكنازي من جانب سلسلة من الاحزاب سيسرهم ان يتزينوا به. وحتى بعد خمس سنوات من عذابات القانون، لا يزال اشكنازي شخصية محبوبة على نحو خاص لدى الجمهور. وهو نفسه لم يقرر بعد اذا كان ناضجا للاثمان وللجهود التي ينطوي عليها الانضمام الى السياسة. أنا أعرف اشكنازي قرابة 30 سنة. وهو ليس شخصا معصوما عن نقاط الضعف والنواقص، ولكن في جعبته الكثير من المعرفة، الكفاءة والتجربة بحيث أنه اذا ما قدمها مرة اخرى في خدمة الشعب في اسرائيل – فنحن سنكسب بالاساس.