خبر وعي آيزنكوت -هآرتس

الساعة 10:54 ص|20 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

القى رئيس الاركان، الفريق جادي آيزنكوت أول أمس خطابا في ندوة معهد بحوث الامن القومي واعترف باستقامة بان الجيش الاسرائيلي فوجيء من سلسلة تطورات في اسرائيل وفي المنطقة في السنوات الاخيرة: من عمليات السكاكين التي تميز موجة الارهاب الحالية والتي على حد قول رئيس الاركان ليس لدى الجيش الاسرائيلي أي معلومات استخبارية عنها، من تفكك الانظمة والشعوب في الدول العربية، وكذا من المطلب الشعبي في اسرائيل للعدالة الاجتماعية، أي التوزيع المختلف للمقدرات الوطنية وتقليص النصيب المخصص للامن. هذه الاقوال هي اعتراف شجاع بقيود الجيش الاسرائيلي على خلفية العروض العابثة التي ينثرها السياسيون والتي تفيد بان الحلول العسكرية هي رد جارف لكل شيء.

كما يبرز نهج آيزنكوت في حفظ النظام في الضفة الغربية  بوعيه وحكمته، وهو يدحض صور رجال الجيش كسريعي الغضب ممن يهرعون الى الضغط على الزناد. وشدد آيزنكوت على انه ينبغي التمييز بين القتلة، الذين فشلت الاستخبارات في تشخيصهم مسبقا وبالاخطار عنهم، وبين السكان الذين يرغبون في العيش ويمتنعون عن العنف. واعرب رئيس الاركان عن معارضة قاطعة للاطواق، الاغلاقات ووسائل العقاب الجماعية الاخرى، التي تثقل جدا على الفلسطينيين الابرياء. وعلى حد قوله، فان الواقع الذي يخرج فيه 120 الف فلسطيني الى عملهم كل يوم، هو مصلحة اسرائيلية.

اضافة هامة قدمها آيزنكوت في خطابه هي قوله حول دور جهاز الامن في الحفاظ على اسرائيل كدولة ديمقراطية. « نحن في فترة مخاطر، وفي فترة فرص. علينا ان نحافظ على اسرائيل كدولة ديمقراطية، جزيرة استقرار، وقوة عسكرية، علمية وقيمية »، قال رئيس الاركان. في فترة تتنكر فيها محافل ذات نزعة قوة وتطرف للقيم الديمقراطية، فان موقف آيزنكوت يتميز بالرسمية التي تغيب عن القيادة السياسية والحزبية.

يجمل خطاب رئيس الاركان سنة ولاية اولى ناجحة جدا. فلاول مرة منذ 2007 نجح آيزنكوت في ان يضع ويمول ويطلق خطة مركزة متعددة السنين، هدفها ملاءمة المقدرات مع المهام في الجيش الاسرائيلي. ولغرض تنسيق التوقعات صاغ وثيقة استراتيجية ملزمة للجيش الاسرائيلي، بل وكشف عنها للجمهور. كما برز تصميمه على اخراج فرع الوعي اليهودي من مسؤولية سلاح الحاخامية العسكرية ونقله الى شعبة القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي، بهدف لجم نفوذه. وذلك في مقابل ضغوط من جانب حاخامي الصهيونية الدينية والنواب من البيت اليهودي.

رئيس الاركان هو الاهم بين رجال القيادة التنفيذية، ولكن تأثيره على تصميم السياسة محدود. على خلفية الوعي الذي في الخط الذي عرضه آيزنكوت، يبرز اكثر فأكثر هروب القيادة السياسية من القرارات الحاسمة، التي تدفع اسرائيل نحو مستقبل السلام، الامن والعدالة الاجتماعية.