خبر إشادة عسكرية إسرائيلية برئيس الأركان

الساعة 10:48 ص|20 يناير 2016

فلسطين اليوم

أشاد المعلقون العسكريون في إسرائيل بالعرض الذي قدمه رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت حول وضع إسرائيل في العام 2016، والذي ألقاه في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أمس الأول.

وفي ما وصفه البعض بـ«الرسمية» بعيداً عن الانفعال، لأنه حاول مخاطبة العقل الإسرائيلي باسم المهنية بعيداً عن الحزبية ومتطلباتها، اعتبر آخرون الخطاب تصوراً عملياً لحال الدولة خلافاً للمواقف الرسمية التي يعرضها أعضاء الحكومة اليمينية. وتركزت الأنظار في خطاب آيزنكوت على ما اعتبره البعض نقاط خلاف جوهرية بين المؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل.

وكان من أبرز ما تركزت الأنظار عليه في خطاب آيزنكوت إشارته إلى أن الاتفاق مع إيران يوفر فرصاً ومخاطر، وهو بذلك يخالف الموقف الرسمي لحكومة بنيامين نتنياهو التي أعلنت أن الاتفاق شر مطلق. كما برز الاختلاف أيضاً في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، والعلاقة مع السلطة، والتنسيق الأمني معها، ومدى أهمية كل تلك الأمور في تحقيق مصالح إسرائيل. وبديهي أيضاً أن الاهتمام توجه نحو ما ركز عليه آيزنكوت في خطابه من انتقال ثقل الخطر الذي يتهدد إسرائيل من الدول إلى المنظمات، وقوله إن «حزب الله» أصبح الخطر المركزي.

وهكذا، أشار المعلق السياسي في «معاريف» بن كسبيت إلى أن آيزنكوت، وخلافاً لرئيس الحكومة، قال إن «وجهة إيران في الـ15 سنة المقبلة انقلبت. بدلاً من الاقتراب من النووي، ابتعدت عنه، طوت أخيرا البرنامج الذي جمد لـ 10 حتى 15 سنة».

وبحسب كسبيت، فإن آيزنكوت الذي اعتبر الاتفاق النووي «انعطافة تاريخية» يدرك أيضاً المخاطر، لكنه رأى الفرص. وأشار إلى أن هذا الكلام يغضب نتنياهو الذي كان على مدى السنوات الماضية يبث الخوف في نفوس الجمهور الإسرائيلي عبر عرض رؤية سوداوية. ويؤكد أن آيزنكوت في موقفه هذا تصرف «كحكم كرة قدم: يطلق صافرته عندما يرى شيئاً، ويجتهد كي يقوم بعمله من دون تحيز».

وفي الشأن الفلسطيني، ركز كسبيت على حديث آيزنكوت عن 101 عملية طعن، وعن استحالة توفر إنذارات أمنية بشأن من يخطط فجأة لمهاجمة مستوطن. وقد لاحظ آيزنكوت أن هذه الموجة غير متوقعة، وغير قابلة للاحتواء أو التعريف، وهو لا يتصور تقليص عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل الذين يعيلون ما بين 700 إلى 800 ألف فلسطيني في الضفة، وهو يعتبرهم «عامل استقرار». وبديهي أن هذا الموقف يخالف كثيراً مواقف العديد من القادة الإسرائيليين.

وفي هذا السياق، كتب المعلق العسكري للقناة العاشرة ألون بن دافيد، في «معاريف»، إنه على خلفية عمليات الطعن الأخيرة اختار آيزنكوت، بجرأة، التوضيح بأن المصلحة الإسرائيلية تكمن في استمرار تسهيل الحياة الاعتيادية لغالبية السكان الفلسطينيين. وهكذا، بدعم من وزير الدفاع موشي يعلون، ينجح رئيس الأركان في إدارة سياسة تبقي غالبية الفلسطينيين خارج دائرة الأحداث. وعليه، يستمر عشرات ألوف الفلسطينيين في العمل داخل إسرائيل. وأضاف بن دافيد أنه في كل أسبوع يجد كبار قادة الجيش أنفسهم في مواجهة مجلس وزاري متطرف يطالب بفرض عقوبات جماعية.

وأشار المعلق العسكري لـ «هآرتس» عاموس هارئيل إلى أن آيزنكوت اجتهد في خطابه ليبرهن أن هيئة الأركان، بقيادته، تعمل على المحافظة على طابعها الجوهري والرسمي. وقال إنه شدد على موقف المؤسسة الأمنية الرافض قدر الإمكان اللجوء لسياسة العقاب الجماعي، وعن المس بالاستقرار الاقتصادي للفلسطينيين، معتبراً أن «مصلحة إسرائيل تكمن في الحفاظ على ذلك». وكان آيزنكوت قد اعتبر أن العودة إلى أساليب القمع الإسرائيلية السابقة، مثل سياسة الإغلاق وحظر التجوال، «خطأ كبير». وأشار إلى التنسيق الأمني مع السلطة، وإلى وجوب استمرار اليقظة تجاه قطاع غزة بعدما أكدت التقارير إعادة حفر الأنفاق الهجومية.

واعتبر هارئيل أن كلام آيزنكوت عن الاتفاق النووي مهم جداً لجهة اعتباره مزيجا من الفرص والمخاطر. وأشار إلى أن آيزنكوت أزال احتمالات الخطر الوجودي على إسرائيل ارتباطاً بأمرين: الاتفاق النووي مع إيران وتفكك الجيش السوري جراء الحرب. وفي نظره، تجنب رئيس الأركان السجال الدائر في إسرائيل حول مَن هو الأخطر عليها، إيران و «حزب الله» أم الإرهاب السني ممثلا بتنظيم «داعش» و«القاعدة»، فأعلن أن المواجهة مع «حزب الله» هي الخطر المركزي الذي يتأهب له الجيش الإسرائيلي.

وعلى الخط نفسه سار أيضا المعلق العسكري لموقع «والا» أمير بوحبوط، الذي أعاد موقف آيزنكوت من الاتفاق النووي مع إيران إلى تشكيله ـ عند تعيينه رئيساً للأركان ـ لجنة لبحث خطر الاتفاق برئاسة نائبه الجنرال يائير غولان. وكتب بوحبوط أن خلاصة موقف تلك اللجنة كان أن الاتفاق يقلص الخطر على إسرائيل ويخلق فرصاً بالإضافة إلى مخاطر.

واعتبر أن آيزنكوت، بعد أن صار الاتفاق أمراً واقعاً، قرر أن يعبر علناً عن هذا الموقف، ويقول إنه يشكل تحولاً استراتيجياً على خلاف الموقف الرسمي للمستوى السياسي الذي اعتبر الاتفاق ورفع العقوبات «يوما سيئا» للغرب.

وفي كل حال، لاحظ بوحبوط أن نتنياهو قد لا يرتاح لكلام آيزنكوت العلني بهذا الشأن، والذي قسم فيه المسألة الإيرانية إلى قسمين زمنيين: الأول لخمس سنوات افترض فيها أن إيران ستلتزم بنص الاتفاق، وهي بالتالي ستقلص مشروعها النووي، والثاني بعد ذلك حيث يجب على الجيش أن يبقى متيقظاً. عموماً تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران ستبقى ملتزمة بالاتفاق، رغم أنها لن تتخلى عن طموحها بامتلاك سلاح نووي على المدى الأبعد.