خبر يعيشون في فيلم- يديعوت

الساعة 11:04 ص|17 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: الامريكيون يعيشون في فيلم هوليوودي: يرون شرق اوسط جديد من السلام والاخوة. هذا هو ارث اوباما، وبعد جائزة نوبل على اللا شيء، فالاوسكار على الطريق ايضا - المصدر).

الساعة التكنولوجية للبرنامج النووي العسكري – الايراني تتحرك الى الوراء. كم من الوقت كسبنا؟ أحد لا  يمكن ان يتعهد. ولكن هذه نقطة النور الوحيدة في الاتفاق الذي وقعته ايران مع القوى العظمى.

من ناحية اسرائيل فان رفع العقوبات عن ايران هو فشل دبلوماسي مدوٍ: فاسرائيل لم تنجح في اقناع العالم، ولا سيما الغرب، بان امكانية التهديد الايراني الكامنة على اسرائيل وعلى استقرار الشرق الاوسط  ابعد من مجرد نوويها العسكرية. فالطلب الاسرائيلي لاستغلال الازمة في ايران للجم السياسة الايرانية الهدامة في الشرق الاوسط، وقع على آذان صماء: فرفع العقوبات يعطي النظام في طهران قوة لتغذية الشعلة بين الشيعة والسُنة، بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومواصلة التآمر على الانظمة في السعودية، في دول الخليج وفي الاردن، وكذا تعزيز الاسد في سوريا. لقد منحت القوى العظمى الغربية ايران ليس فقط الشرعية وريح الاسناد – بل ايضا الوسائل المادية لتحقيق رؤياها الهدامة.

لقد أعلن وزير الخارجية الايراني ظريف عن « انتصار الدبلوماسية ». ولعل الدبلوماسيين انتصروا – ولكن العالم الحر خسر وبقوة.

في المفهوم الامني الاسرائيلي، ليس داعش او القاعدة بل ايران كانت ولا تزال التهديد رقم واحد على أمن الدولة. فقسم من مبنى القوة العسكرية لاسرائيل موجه ضد التهديد الايراني: بدء بالاستعدادات للحرب ضد حزب الله وانتهاء بالحرب السرية في الشرق الاوسط، في محاولة لابعاد التهديد الايراني عن حدود اسرائيل. وهذا يتضمن استمرار الاستثمار في سلاح الردع كالغواصات التي من ناحية النظام في طهران، هي سيف معلق فوق رأسه.

قريبا ستبدأ في التدفق الى ايران كميات هائلة من الاموال: الصناعة الامنية الايرانية تستثمر 2 – 3 مليار دولار في السنة في عشرات المصانع. ما أن ترفع العقوبات، فان هذه الصناعة ستضاعف مرتين وثلاث مرات نفسها كجزء من خطة التجدد العسكري الايراني. غير أن منتجات هذه الصناعة ستصل ايضا الى كل زاوية في الشرق الاوسط: ابتداء من الحوثيين في اليمن، عبر حزب الله في لبنان وحتى حماس في غزة.

لقد اختار الامريكيون تجاهل صناعة الصواريخ الايرانية، التي تغطي معظم الشرق الاوسط وتصل حتى اسرائيل. وهذا يستدعي استمرار الاستعداد الاسرائيلي في المجالين الهجومي والدفاعي.

سيتعين على اسرائيل أن تتابع بيقظة شديدة التعاظم العسكري الايراني: فالروس وقعوا معهم منذ الان على اتفاقات كثيرة التمويل لتجديد سلاح الجو والسؤال الاساس المتبقي هو حول امكانيتهم تمويل العملية. فمن اللحظة التي ترفع فيها العقوبات – سيصل المال. ومع أن البنية التحتية الاقتصادية لايران متعفنة، فانه عندما يدور الحديث عن الضخ الفوري لمئة مليار دولار – فان بناء القوة العسكرية يكون في المكان الاول.

مع الزمن سيرفع العالم الاهتمام الاستخباري عن ايران، ولكن اسرائيل ليس لديها هذا الترف: فبينما سيعود العالم الى الغفو، سيتعين على اسرائيل أن تزيد استثماراتها الاستخبارية تجاهها.

الادارة الامريكية تعشق الاتفاق. وهي ترى منذ الان الروس يبيعون السلاح مقابل النفط. تتصور الاوروبيين يبنون من جديد صناعة السيارات الايرانية، وتأمل في أن تغرق صناعة الطيران الامريكية ايران. وهذه مجرد البداية: فالولايات المتحدة ترى ايران تزدهر تحت الاصلاحيين وتتخلى عن احلامها الامبريالية، برنامجها النووي ودعمها للارهاب. وبدلا من ذلك، تتوقع ان تركز على تطوير مستوى المعيشة لمواطنيها. أي ان مكدونالز سينتصر على الشريعة.

الامريكيون واثقون من انهم سيجرفون المكاسب قريبا وانه منذ الان في الانتخابات للبرلمان في الشهر التالي سيصوت الشعب للمرشحين المعتدلين. اضافة الى ذلك، يأملون ان يؤثر الجمهور الذي يحتفل برفع العقوبات على مجلس الحكماء الذي ينعقد قريبا لاختيار وريث « ليبرالي » للزعيم الاعلى علي خامينئي.

ولكن خامينئي لم يقل بعد كلمته عن هوية خليفته. ومن جهة القيادة الروحانية تنطلق تهديدات على الاصلاحيين. وفي الحرس الثوري ايضا – الذي لا يحب الرياح الغربية التي تهب في ايران – لم يقل بعد الكلمة الاخيرة. ولكن الامريكيين يعيشون في فيلم هوليوودي: يرون شرق اوسط جديد من السلام والاخوة. هذا هو ارث اوباما، وبعد جائزة نوبل على اللا شيء، فالاوسكار على الطريق ايضا.