خبر حراك ديبلوماسي في فيينا استباقًا لرفع العقوبات عن طهران

الساعة 07:37 ص|16 يناير 2016

فلسطين اليوم

غادر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، طهران، صباح اليوم، السبت، متوجها إلى فيينا، للمشاركة في مراسم إعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي، حسبما أوردت وكالة إيرنا الرسمية للأنباء.

وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن المراسم ستتم يوم السبت، لكنها لا تستبعد يوم الأحد.

ومن المقرر أن يلتقي ظريف، الذي يرافقه رئيس البرنامج النووي الإيراني، علي أكبر صالحي، نظيره الأميركي، جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، بحسب وسائل الإعلام الإيرانيّة.

ومن المتوقع أن يتوجه كيري، الموجود حاليًا في لندن إلى فيينا، السبت، لإجراء « مشاورات » مع موغيريني وظريف، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر.

ويأتي هذا اللقاء الثلاثي مع توقع صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، يفترض أن يعلن التزام الإيرانيين بكامل التعهدات التي قطعوها في إطار اتفاق تموز/يوليو 2015 حول برنامجهم النووي.

واعلنت طهران ان بدء تطبيق الاتفاق الموقع في 14 تموز مع الدول العظمى بات وشيكا.

ويهدف الاتفاق الى ضمان عدم حيازة ايران للقنبلة الذرية لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها.

ولم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بعد ان ايران التزمت بكامل التعهدات التي قطعتها في اطار الاتفاق النووي. ومن « المرجح » ان يصدر تقرير في هذا الصدد السبت، بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا.

ويتعين بعدها ان يباشر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد في ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة والغنية بموارد النفط والغاز.

ومن المفترض ان تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طهران خفضت كما هو متفق عدد اجهزة الطرد المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وانها ارسلت الى الخارج القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب.

كما على مفتشي الوكالة ان يؤكدوا ان ايران سحبت فعلا كما تقول قلب مفاعل المياه الثقيلة في موقع اراك النووي وانها طمرت قسما من المنشاة بالاسمنت بحيث لا يعود من الممكن تصنيع البلوتونيوم فيها لاستخدام عسكري.

وشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني المعتدل حسن روحاني.

وكان روحاني وعد الايرانيين الاثنين بان بلادهم ستدخل « عاما من الازدهار الاقتصادي » مع رفع العقوبات المفروضة عليها.

وكانت نسبة النمو تزيد عن 40% عندما تولى روحاني السلطة في اب 2013، وانخفضت منذ ذلك الوقت الى نسبة 13%، طبقا لوكالة الاحصاءات الوطنية.

ويرغب روحاني في الاستفادة من التوقيع على الاتفاق النووي لتحقيق نجاحات في السياسة الداخلية.

وفي هذا السياق، تراجع سعر برميل النفط الخام الجمعة الى ما دون 30 دولارا للبرمبل اذ تخشى الاسواق تدفق النفط الايراني في السوق التي تعاني اصلا من فائض في العرض.

ومن المقرر ان يتم رفع كامل العقوبات بشكل تدريجي على مدى عشر سنوات، وسيظل من الممكن اعادتها بشكل تلقائي على مدى 15 عاما في حال اخلت ايران بالتزاماتها. وسيظل الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة على الاسلحة التقليدية والصواريخ البالستية قائما حتى العام 2020 و2030 تباعا.

ويشكل اتفاق فيينا بداية لمصالحة بين واشنطن وطهران بعد اكثر من 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.

ويثير هذا التقارب المحتمل غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة وفي مقدمها السعودية واسرائيل.

وسعى كيري الى طمانة نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاء بينهما الخميس في لندن وشدد على ان « الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية هي الركن الاساسي » في سياسة البلدين في الشرق الاوسط.

وتنفي ايران باستمرار اي نية في حيازة سلاح نووي الا انها تتمسك في الوقت نفسه بحقها في برنامج نووي.

الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت في تقريرها في كانون الاول الى ان ايران قامت حتى العام 2009 بتجارب بهدف الحصول على قنبلة نووية. الا ان واشنطن اعتبرت ان ذلك يجب الا يحول دون « المضي قدما » في الملف.